el_kourssan
23-08-2006, 04:08 PM
التاريخ الوراثي لجينات قمل الرأس يكشف ألغاز تطور الإنسان الأول أجداد الإنسان الحالي تعايشوا مع أفرع بشرية قوية ربما لم تصمد أمام قدراتهم العقلية
واشنطن: ريك وايز *
وجد العلماء الذين يحاولون الكشف عن التاريخ الجيني (الوراثي) لقمل الرأس، دليلا مثيرا يؤكد ان الانسان الاول كان يختلط مع مجموعة من ابناء العمومة الذين يتميزون بكثافة الشعر قبل 25 الف سنة في آسيا، وهو امر لم يكن معروفا من قبل، يبدو انه حدث بعد تطور هذين الفرعين من البشر بطريقة منفصلة لأكثر من مليون سنة.
ومن الواضح ان الفرع البني اللون والاقل ذكاء من البشرية، تلاشى بعد التقاء الطرفين، وهو ما يعتبر تكرارا لمصير انسان النيندرتال الذي تلاشى ايضا بعد اتصاله مع اسلاف الانسان الحديث والعيش معه في نفس الوقت فيما يعتبر الآن القارة الاوروبية.
* أفرع بشرية
* وليس واضحا ما الذي حدث خلال هذا التعامل. ويوضح الين روجرز عالم الانثروبولوجي في جامعة اوتاه الذي شارك في العمل الجديد: «ربما تناسلنا معهم، وربما اكلناهم. لا يوجد ما يمكننا من التأكد مما حدث»، وحتى الآونة الاخيرة، كان العلماء يعتقدون ان الأفرع البشرية القديمة في آسيا تلاشت منذ امد بعيد، بحيث لا يمكن تواصلها مع الانسان الحديث. غير ان الامر المؤكد هو انه بعد انتهاء المواجهة، بقى فرع واحد: الفرع الذي انحدرنا منه.
وهذا البحث هو احدث الابحاث التي استخدمت جينات الطفيليات، بما في ذلك القمل، وبق الفراش والدودة الشريطية، لتعبئة الفراغات البيضاء في قصة تطور الانسان الاول الناتجة بسبب الهوة في سجلات الاحافير. ان جينات هذه الضيوف غير المرغوب فيها تحمل سجلات، كما تبين، للهجرة البشرية والتفاعل بين أفرع البشر وفي بعض الحالات تلاشيها.
قبل عام، على سبيل المثال، قارن فريق من العلماء الألمان جينات قمل الرأس (التي تبيض على الشعر) وقمل الجسد (الذي يضع بيضه على الملابس فقط) لتخمين الزمن الذي بدأ الناس فيه بارتداء الملابس (الاجابة: ربما قبل 30 الف سنة). وتوصلت الدراسة الجديدة أن العلاقة الجينية والابتعاد الجغرافي للعائلتين المعروفتين من قمل الرأس البشري، يمكن تفسيرهما بأنهما تطورا بصورة متمايزة لشعوب تفرقت قبل أكثر من مليون سنة، ثم التقت مرة أخرى خلال عشرات السنين الماضية. وعند التقائهما اختفت العائلة الأكثر قدما، ولكنها أعطت اجدادنا القدماء مخزونها من القمل.
* قمل البقاء والفناء
* وقال ديل كليتون، من جامعة أوتا، الذي قاد البحث الذي نشر في مجلة «المكتبة العامة للعلوم ـ البيولوجيا» :«قبضنا على النملة التي تثبت العلاقة بين نوعين قديمين من البشر، متلبسة. ونحن نجد على رؤوس الأطفال اليوم نوعا من القمل تطور على نوعين من ساكني الكهوف. وقد قاد أحد النوعين إلى الآخر. وقد طوي أحد النوعين تحت أجنحة الفناء».
ولكن هذه الاكتشافات ما تزال مثيرة للجدل، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن حسابات الفريق معرضة لأخطاء كثيرة وكبيرة. وابدى مارك ستونكنغ، والذي أجرى العام الماضي بحثا حول الملابس، شكوكه في صحته الدراسة الحالية وقال «لدي تحفظات جدية حول استنتاجاتهم». وكانت انتقادات ستونكنغ صدى لتعليقات صدرت عن آخرين فحواها، أن دراسة الجينات الطفيلية كأداة أنثروبولوجية، ما تزال في مراحلها المبكرة. ولكن الدراسة مثيرة للاهتمام، لأن الطفيليات تتطور بطرق متميزة جدا استنادا إلى مضيفها ومصدر غذائها، فقمل الرأس البشري، على سبيل المثال لا يمكن أن يحيا يوما واحدا بدون مصدر يتغذى عليه. ولذلك فإن انتقال قملة من رأس إلى رأس يعني الاحتكاك المباشر بين شخصين. وبالتالي فإن توزيع الأنواع المختلفة من قمل الرأس يشير إلى حركة حامليها البشريين. وقد بدأ قائدا الدراسة كليتون وديفيد ريد، من متحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي، واللذان يعملان في مجال الأحياء التطورية، في جمع القمل من كل أنحاء العالم حتى يقفان على التنوع العالمي لهذه الحشرة. وقال ريد ان كثيرين تعاونوا معهم في جمع هذا النوع من القمل من ضمنهم عاملون في المراكز الصحية وإرساليات في مختلف أنحاء العالم، وأضاف انهم استجدوا واستدانوا وفعلوا كل شيء ما عد السرقة.
وكان كليتون قد قام برحلة الى بابوا غينيا الجديدة، حيث طلب من قرويين مساعدته في جمع القمل بعد أن اطلعهم على شكل القمل بوضوح مستخدما المجهر.
* بحث جيني
* اظهرت الأبحاث الجينية فصيلتين من قمل شعر الرأس، احداهما هو النوع الذي في كل العالم، فيما النوع الثاني يوجد في الاميركتين. وبمقارنة درجة الاختلاف الجيني بين الفصيلتين مع الاختلاف بين قمل شعر رأس الانسان وقمل قردة الشمبانزي والبابون، توصل العلماء الى ان فصائل قمل شعر الرأس متفرعة من بعضها بعضا منذ نحو 1.1 مليون سنة. وطبقا للأبحاث التي اجريت على الآثار المتحجرة للكائنات في الصخور والجبال، فإن الإنسان الاول في قارة افريقيا تعرض الى انقسام وظهور نسلين. اولهما، وهوالنسل الذي ظل باقيا في القارة حتى قبل 50000ـ100000 عام من الآن، هو الذي ساعد على ظهور الانسان الحديث. اما النسل الثاني، المعروف بسلالة Homo erectus المنقرضة (التي تمتاز بقوام منتصب ومخ صغير)، فقد هاجر الى قارة آسيا واختفى في حقب لاحقة.
كان العلماء يعتقدون ان السلالة المنقرضة عاشت قبل حوالي 400000 سنة، إلا ان بعض الادلة يشير الى ان هذا النوع عاش في آسيا كنوع قديم من الإنسان ربما حتى قبل 25000-50000 سنة من الآن، أي في الوقت الذي بدأت فيه هذه السلالة الانتشار في العالم انطلاقا من افريقيا. وفيما يعتقد قليلون فقط حتى الآن ان اسلافنا المهاجرين قد اتصلوا بإنسان آسيا القديم، فإن الانماط الجينية والجغرافية تشير الى ان جينات فصيلتي القمل بدأت تختلط في ذلك الوقت، مما يعني ان ثمة اتصالا كان قائما بين الكائنات الحاملة للقمل. ونسبة لأن ذلك اللقاء يعتبر حديثا نسبيا بالمقاييس التطورية، فإن الفصيلتين ما تزالان متمايزتين حتى الآن. ويبدو أن كلا الفصليتين وصلتا إلى العالم الجديد على رؤوس أفراد جاءوا من آسيا. ولكن بقية أنحاء العالم عرفت نوعا واحدا من القمل وهو ذلك الذي جاء من افريقيا.
وبالتالي فإنه سيكون غريبا أن يحدث مثل ذلك اللقاء في آسيا. وقال ريد: «تصور كيف يكون الأمر مخيفا أن ترى هذا النوع البدائي من البشر الذي لم تره خلال مليون عام. وبينما يتمتعون هم باللياقة والقوة فإننا نتمتع بالقوة العقلية». أما نوع اللقاء نفسه فهو ما يزال موضوعا للتكهنات. وقال ريد: «ربما يكون السبب سرقة الملابس أو النوم الجماعي، أو طريقة المواقعة».
ولكن الارجح كما يقول هو أنهم تقاتلوا حتى الموت، وخاصة في ضوء اختفاء النياندرتال في نفس الوقت. وربما تكون العوامل المناخية قد ساعدت كذلك في هذا الأمر. ويقول ريد: «فجأة ظهر نوعنا، واختفى النوعان الآخران. والأمر يبدو مريبا بالنسبة لي». وقال ريد إن دراسة مفصلة ومبرمجة بدقة حول جينات القمل و«قمل العانة»، والذي ينتقل بصورة حصرية تقريبا عن طريق الاتصال الجنسي، يمكن أن توضح الكيفية التي التقت بها الفصيلتان.
م ن ق و ل
واشنطن: ريك وايز *
وجد العلماء الذين يحاولون الكشف عن التاريخ الجيني (الوراثي) لقمل الرأس، دليلا مثيرا يؤكد ان الانسان الاول كان يختلط مع مجموعة من ابناء العمومة الذين يتميزون بكثافة الشعر قبل 25 الف سنة في آسيا، وهو امر لم يكن معروفا من قبل، يبدو انه حدث بعد تطور هذين الفرعين من البشر بطريقة منفصلة لأكثر من مليون سنة.
ومن الواضح ان الفرع البني اللون والاقل ذكاء من البشرية، تلاشى بعد التقاء الطرفين، وهو ما يعتبر تكرارا لمصير انسان النيندرتال الذي تلاشى ايضا بعد اتصاله مع اسلاف الانسان الحديث والعيش معه في نفس الوقت فيما يعتبر الآن القارة الاوروبية.
* أفرع بشرية
* وليس واضحا ما الذي حدث خلال هذا التعامل. ويوضح الين روجرز عالم الانثروبولوجي في جامعة اوتاه الذي شارك في العمل الجديد: «ربما تناسلنا معهم، وربما اكلناهم. لا يوجد ما يمكننا من التأكد مما حدث»، وحتى الآونة الاخيرة، كان العلماء يعتقدون ان الأفرع البشرية القديمة في آسيا تلاشت منذ امد بعيد، بحيث لا يمكن تواصلها مع الانسان الحديث. غير ان الامر المؤكد هو انه بعد انتهاء المواجهة، بقى فرع واحد: الفرع الذي انحدرنا منه.
وهذا البحث هو احدث الابحاث التي استخدمت جينات الطفيليات، بما في ذلك القمل، وبق الفراش والدودة الشريطية، لتعبئة الفراغات البيضاء في قصة تطور الانسان الاول الناتجة بسبب الهوة في سجلات الاحافير. ان جينات هذه الضيوف غير المرغوب فيها تحمل سجلات، كما تبين، للهجرة البشرية والتفاعل بين أفرع البشر وفي بعض الحالات تلاشيها.
قبل عام، على سبيل المثال، قارن فريق من العلماء الألمان جينات قمل الرأس (التي تبيض على الشعر) وقمل الجسد (الذي يضع بيضه على الملابس فقط) لتخمين الزمن الذي بدأ الناس فيه بارتداء الملابس (الاجابة: ربما قبل 30 الف سنة). وتوصلت الدراسة الجديدة أن العلاقة الجينية والابتعاد الجغرافي للعائلتين المعروفتين من قمل الرأس البشري، يمكن تفسيرهما بأنهما تطورا بصورة متمايزة لشعوب تفرقت قبل أكثر من مليون سنة، ثم التقت مرة أخرى خلال عشرات السنين الماضية. وعند التقائهما اختفت العائلة الأكثر قدما، ولكنها أعطت اجدادنا القدماء مخزونها من القمل.
* قمل البقاء والفناء
* وقال ديل كليتون، من جامعة أوتا، الذي قاد البحث الذي نشر في مجلة «المكتبة العامة للعلوم ـ البيولوجيا» :«قبضنا على النملة التي تثبت العلاقة بين نوعين قديمين من البشر، متلبسة. ونحن نجد على رؤوس الأطفال اليوم نوعا من القمل تطور على نوعين من ساكني الكهوف. وقد قاد أحد النوعين إلى الآخر. وقد طوي أحد النوعين تحت أجنحة الفناء».
ولكن هذه الاكتشافات ما تزال مثيرة للجدل، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن حسابات الفريق معرضة لأخطاء كثيرة وكبيرة. وابدى مارك ستونكنغ، والذي أجرى العام الماضي بحثا حول الملابس، شكوكه في صحته الدراسة الحالية وقال «لدي تحفظات جدية حول استنتاجاتهم». وكانت انتقادات ستونكنغ صدى لتعليقات صدرت عن آخرين فحواها، أن دراسة الجينات الطفيلية كأداة أنثروبولوجية، ما تزال في مراحلها المبكرة. ولكن الدراسة مثيرة للاهتمام، لأن الطفيليات تتطور بطرق متميزة جدا استنادا إلى مضيفها ومصدر غذائها، فقمل الرأس البشري، على سبيل المثال لا يمكن أن يحيا يوما واحدا بدون مصدر يتغذى عليه. ولذلك فإن انتقال قملة من رأس إلى رأس يعني الاحتكاك المباشر بين شخصين. وبالتالي فإن توزيع الأنواع المختلفة من قمل الرأس يشير إلى حركة حامليها البشريين. وقد بدأ قائدا الدراسة كليتون وديفيد ريد، من متحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي، واللذان يعملان في مجال الأحياء التطورية، في جمع القمل من كل أنحاء العالم حتى يقفان على التنوع العالمي لهذه الحشرة. وقال ريد ان كثيرين تعاونوا معهم في جمع هذا النوع من القمل من ضمنهم عاملون في المراكز الصحية وإرساليات في مختلف أنحاء العالم، وأضاف انهم استجدوا واستدانوا وفعلوا كل شيء ما عد السرقة.
وكان كليتون قد قام برحلة الى بابوا غينيا الجديدة، حيث طلب من قرويين مساعدته في جمع القمل بعد أن اطلعهم على شكل القمل بوضوح مستخدما المجهر.
* بحث جيني
* اظهرت الأبحاث الجينية فصيلتين من قمل شعر الرأس، احداهما هو النوع الذي في كل العالم، فيما النوع الثاني يوجد في الاميركتين. وبمقارنة درجة الاختلاف الجيني بين الفصيلتين مع الاختلاف بين قمل شعر رأس الانسان وقمل قردة الشمبانزي والبابون، توصل العلماء الى ان فصائل قمل شعر الرأس متفرعة من بعضها بعضا منذ نحو 1.1 مليون سنة. وطبقا للأبحاث التي اجريت على الآثار المتحجرة للكائنات في الصخور والجبال، فإن الإنسان الاول في قارة افريقيا تعرض الى انقسام وظهور نسلين. اولهما، وهوالنسل الذي ظل باقيا في القارة حتى قبل 50000ـ100000 عام من الآن، هو الذي ساعد على ظهور الانسان الحديث. اما النسل الثاني، المعروف بسلالة Homo erectus المنقرضة (التي تمتاز بقوام منتصب ومخ صغير)، فقد هاجر الى قارة آسيا واختفى في حقب لاحقة.
كان العلماء يعتقدون ان السلالة المنقرضة عاشت قبل حوالي 400000 سنة، إلا ان بعض الادلة يشير الى ان هذا النوع عاش في آسيا كنوع قديم من الإنسان ربما حتى قبل 25000-50000 سنة من الآن، أي في الوقت الذي بدأت فيه هذه السلالة الانتشار في العالم انطلاقا من افريقيا. وفيما يعتقد قليلون فقط حتى الآن ان اسلافنا المهاجرين قد اتصلوا بإنسان آسيا القديم، فإن الانماط الجينية والجغرافية تشير الى ان جينات فصيلتي القمل بدأت تختلط في ذلك الوقت، مما يعني ان ثمة اتصالا كان قائما بين الكائنات الحاملة للقمل. ونسبة لأن ذلك اللقاء يعتبر حديثا نسبيا بالمقاييس التطورية، فإن الفصيلتين ما تزالان متمايزتين حتى الآن. ويبدو أن كلا الفصليتين وصلتا إلى العالم الجديد على رؤوس أفراد جاءوا من آسيا. ولكن بقية أنحاء العالم عرفت نوعا واحدا من القمل وهو ذلك الذي جاء من افريقيا.
وبالتالي فإنه سيكون غريبا أن يحدث مثل ذلك اللقاء في آسيا. وقال ريد: «تصور كيف يكون الأمر مخيفا أن ترى هذا النوع البدائي من البشر الذي لم تره خلال مليون عام. وبينما يتمتعون هم باللياقة والقوة فإننا نتمتع بالقوة العقلية». أما نوع اللقاء نفسه فهو ما يزال موضوعا للتكهنات. وقال ريد: «ربما يكون السبب سرقة الملابس أو النوم الجماعي، أو طريقة المواقعة».
ولكن الارجح كما يقول هو أنهم تقاتلوا حتى الموت، وخاصة في ضوء اختفاء النياندرتال في نفس الوقت. وربما تكون العوامل المناخية قد ساعدت كذلك في هذا الأمر. ويقول ريد: «فجأة ظهر نوعنا، واختفى النوعان الآخران. والأمر يبدو مريبا بالنسبة لي». وقال ريد إن دراسة مفصلة ومبرمجة بدقة حول جينات القمل و«قمل العانة»، والذي ينتقل بصورة حصرية تقريبا عن طريق الاتصال الجنسي، يمكن أن توضح الكيفية التي التقت بها الفصيلتان.
م ن ق و ل