المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة حياة هاتشيكو


الشاص
06-08-2010, 11:47 AM
قصة وفاء الكلب هاتشيكو المؤثره

قصة حياة هاتشيكو


تعرّف “هاتشيكو” على شوارع إحدى ضواحي طوكيو عندما دخلها لأول مرة في عام 1924م مع صديقه البروفسور “هتسابورو أوينو” وهو أستاذ في قسم الزراعة في جامعة طوكيو. ومنذ أن عرف تفاصيل المكان وحفظ ملامح المارة وأتقن أصواتهم واعتاد على روائحهم المختلفة كان هاتشيكو يودّع البروفسور في صباح كلّ يوم عمل وينظر إليه وهو يمشي خارجًا من باب البيت مبتعدًا إلى أن تخبئه المباني وتبتلعه الشوارع. وفي نهاية اليوم يذهب هاتشيكو إلى محطة القطار “شيبويا” القريبة وينتظر عودة صديقه ويستقبله بفرح الأطفال مع عودة آبائهم بقطع الحلوى، الفرق الوحيد هو أن هاتشيكو لم يكن يبحث عن حلوى أو أي مقابل، ما كان يبحث عنه ويحتفل به على طريقته هي عودة صديقه من الجامعة. لم يعد هاتشيكو يقاوم البقاء في البيت، ولم يكتفِ بمجرّد النظر إلى صديقه وهو يغادر، بل أصبح يرافقه ويمشي معه إلى المحطة، وبعد أن يودّعه، يعود إلى البيت، وينتظر وقت قدوم القطار ليذهب مجددًا في انتظاره. لم يكن ذلك مجرد عادة أو روتين يومي، ولم يلمس الأمر مجرد حياتيهما، بل تعدّى ذلك ليصل إلى أفراد الحيّ جميعًا، فقد صنع هاتشيكو خلال الوقت صداقة مع أصحاب المحلات في الطريق إلى محطة القطار، وعلاقة صداقة مع ركّاب القطار العائدين من أعمالهم في نهاية اليوم، ثمّ علَّمهم، دون أن ينطق بكلمةٍ واحدة طوال حياته، أن للصداقة معانٍ أسمى من مجرّد المعرفة وتبادل المصالح، تبدأ بالحبّ وتنتهي بالولاء. كان يجلس مقابل باب المحطة، وينتظر بصمت وهو ينظر إلى بابها مترقبًا صديقه البروفسور، وعندما يتشكل جسده من خلف الباب، يقفز ويحتضنه بحميمية وسعادة لا يمكن مقايضتها، ومن ثمّ يعودان إلى البيت سويّة.

وفي يومٍ حزين من أيّام مايو من عام 1925 طال انتظار هاتشيكو أمام المحطة، الكلّ خرج من ذلك الباب، جميع الوجوه المألوفة التي اعتاد على تجاهلها كلّ يوم، ولم يعد صديقه، انتظره طيلة الليل ولم يعد. ما لم يعلمه هاتشيكو هو أن صديقه البروفسور قد أصيبَ بجلطةٍ في الدماغ ذلك اليوم وهو يلقي إحدى محاضراته بحماس وربما يفكر بصديقه الذي يجلس أمام باب المحطة. توفي البروفسور هتسابورو أوينو، ولم يعد أبدًا إلى محطة القطار حيث ينتظره هاتشيكو.

هاتشيكو لم يعلم ما الذي حصل لصديقه، ولم يتمكن أحد من أفراد الحيّ من إخباره بما حصل. فهام على وجهه في أزقة المدينة ولم يستطع البقاء في البيت أبدًا بعد ذلك. ورغم الحزن الذي خلفه غياب صديقه، إلاّ أنه استمرّ في ممارسة الحياة والمرور كلّ صباح أمام منزل البروفسور، ومع الوقت أيقن أنه لن يعود إلى المنزل. فتوقف عن الذهاب إلى هناك، وأصبح يكتفي بالانتظار أمام باب محطة القطار حيث كان يودعه ويستقبله. وهذا ما استمر هاتشيكو بفعله، فقد كان يتواجد أمام الباب كلّ مساء في موعد قدوم القطار، وكل يوم لا يرى صديقه بين الركاب الخارجين من المحطة، فيجمع خيبته وينسحب إلى ظلام أزقة المدينة، لينام في الشارع ويعود إلى أملٍ آخر في اليوم التالي.

تعاطف العابرون والخارجون من محطة القطار معه هو يجلس على ذات الرصيف كلّ يوم، ولمسوا ذلك الوفاء الذي يُقرأ في ملاحم تاريخية عن الأصدقاء القدامى أكثر من أن يُطبّق على الواقع. وتذكروا أيام ما كانوا يشاهدون الصديقين سوية في صباحات العمل ومساءات العودة من العمل. فأصبح الكثير منهم يحضر الطعام لهاتشيكو كي يأكل في لحظات انتظاره لصديقه التي استمرت لمدة 10 سنوات، ولو كان بإمكانه الانتظار أكثر لفعل ذلك، ولكن الموت جاءه في أحد المساءات وهو ينتظر أمام باب محطة القطار “شيبويا”، فتمدد مطلقًا روحه للسماء، حيث سيلتحق بصديقه ويجتمعان مرةً أخرى.

قبل عامٍ من موت هاتشيكو، بالتحديد عام 1933م، قام أحد الفنانين اليابانيين، الذين تأثروا بقصته، بنحت تمثالٍ له وقامت بلدية المدينة مع حضور هاتشيكو نفسه بتدشينه أمام بوابة محطة شيبويا الذي انتظر أمامه هذا الصديق لسنوات. وفي عام 1948 قام فنانٌ آخر بإبداله بتمثالٍ جديدٍ من البرونز، وأصبح مسمّى البوابة “هاتشيكو گوتشي” والذي يعني “مخرج هاتشيكو” وهي إحدى البوابات الخمسة للمحطة. ومُذّاك، أصبح المكان معلمًا تاريخيًا قبل أن يكون مزارًا للسياح، مكانًا للقاء العشاق والأصدقاء المنتظرين.

خلال السنوات التي تلت موته، كُتبت الكتب، وتحدثت الإذاعات، وانسابت قصة هاتشيكو من أفواه الجدّات، وفي الكتب المدرسية كمثالٍ على الوفاء. وتمّ تمثيلها في فيلم ياباني عام 1987م تحت مسمّى “هاتشيكو مونوگاتاري” وكلمة مونوگاتاري تُطلق في اليابانية على الأعمال القصصية وخصوصًا تلك التي تمت كتابتها بين حقبتي الـ”هيان” والـ”موروماتشي” (794م – 1573م) رغم أن حياة هاتشيكو كانت من عام 1923 إلى عام 1934 إلاّ أنّ كاتب الفيلم استخدم كلمة مونوگاتاري لإعطاء النص قيمة أسطورية لعظمة قصته.

وفي شهر يونيو من عام 2009 تمت أمركة الفيلم على يد المخرج “لاس هولستورم” وبطولة “ريتشارد گير”، غير أن المكان بالطبع عوضًا عن اليابان كان في أمريكا، وعوضًا عن البروفسور هتسابورو أوينو أصبح اسمه البروفسور “باركر ويلسون”. ورغم أن الفيلم يحكي القصّة ويعرضها بالزِّيّ الهوليودي الربحي المبالغ في لمعانه، والذي عادة ما يبتعد عن عمق الطرح، إلاّ أن الفيلم أوصل هذا الدرس في الوفاء بطريقة مؤثرة وجميلة. حاول المخرج خلالها أن يعرض القصة من خلال حياتين، بالألوان واللغة كما كان يعيشها البروفسور وبتواتر الأبيض والأسود كما كان يراها هاتشيكو. أتى الفيلم تحت مسمّى “هاتشيكو: قصّة كلب”. صحيح، لقد فاتني أن أخبركم، هاتشيكو كان كلبًا، وكم أتقنت الكلاب فنّ الصداقة وأدبيات الوفاء.

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/6b/Hachiko.JPG/220px-Hachiko.JPG

http://farm4.static.flickr.com/3223/2511197738_24d8ef632a.jpg


http://www.2zoo.com/vb/images/statusicon/wol_error.gifأضغط هنا لتكبير الصورة , مقاس الصورة الأصلي 729x455 وحجمها 37KB.
http://www.alfaris.net/up/61/alfaris_net_1281085390.jpg

منقول

الموسوي
06-08-2010, 12:54 PM
مشكوووووووووووووووور اخوي الشاص على القصة الجميلة والشيقة والتي تعلم معنا الوفاء والحب الحقيق

شكرا مجددا على المووضوووووووع الحلوووووووووووووو يا حلووووووووووووووو

تحيااااتي

BLACK_DEVAL
06-08-2010, 12:58 PM
واء واء واء واء واء...

قصة مؤثرة جدا..

شكرا على القصة و الى الامام...

اخوك عصام..

alaa zahran_133
06-08-2010, 03:52 PM
مشكور يا اخى

الـــــــرازم
06-08-2010, 08:06 PM
الشاص ماقصرت قصه معروفه وقديمة

بارك الله فيك يالغالي على هذا النقل

:p

لايسعني غير ان اقدم للموضوع

هذه الـ 3 نجوم تقديراً لوفاء هذا الكلب

هاتشيكو

الذي قد ذاع صيته على انحاء العالم

وهودليل كافي على وفاء الكلاب

:rolleyes:

pitbull_fer
06-08-2010, 08:28 PM
انا الحقيقة اول مرة اقراء هذه القصة

وبصراحة قصة جد قيمة

يعطيك العافية اخي ومشكور على مجهوداتك

لك من اخوك ايمن اجمل تحية

ومشكور الرازم ما يقصر

وسام الثلاث نجوم مبروك عليك

Nuha
07-08-2010, 01:45 AM
أن للصداقة معانٍ أسمى من مجرّد المعرفة وتبادل المصالح، تبدأ بالحبّ وتنتهي بالولاء.

http://smilles.5d5l.com/smile_albums/sad/57.gif (http://smilles.5d5l.com/)


فقد كان يتواجد أمام الباب كلّ مساء في موعد قدوم القطار

http://smiles.q8ia.com/nice-smiles/images/1/17.gif (http://www.q8ia.com)


كم أتقنت الكلاب فنّ الصداقة وأدبيات الوفاء.

ايه والله :(
تسلم أناملك على النقل
قصة أكثر من رائعة
فيها الكثير من المعاني والحكم
قرأتها أكثر من مره وكل مره ألاقي فيها شي مختلف :rolleyes:
يعطيك العافية...

شوووشووو77
07-08-2010, 02:25 AM
قصه روعه

يسلمووو على القصه

الفلم رووووعه روووووعه شوفوه لا يفوتكم

*waleed*
07-08-2010, 02:29 AM
انا شفته قصه الفلم هاذا وبصراحه بكيييييييييييييييييييت من قلبي مره روووووووعه الفلم

الشاص
07-08-2010, 03:36 AM
مشكوورين على الردود الحلوه :)

Musab Pro
07-08-2010, 05:52 AM
جميل جدا و مؤثر

بارك الله فيك

الشاص
07-08-2010, 06:03 AM
Musab Pro مشكور وعطيك العافيه على المرور

جنرال فلسطين
07-08-2010, 12:21 PM
قصة جميلة ورائعة تعلمنا عن وفاء الكلاب

الشاص
07-08-2010, 03:45 PM
مشكور اخوي جنرال فلسطين

مساعدبن محمد
07-08-2010, 07:36 PM
مشكور اخوي ..

الشاص
08-08-2010, 03:25 AM
مشكور على المرور مساعد بن محمد

reda96
19-08-2010, 09:14 AM
شكرااااااااااااااااااااا لك على القصة

الشاص
19-08-2010, 10:39 AM
العفو ومشكور على المرور اخوي reda96

Dog House
21-08-2010, 05:43 PM
قصه جميله تشكر عليها

الشاص
23-08-2010, 04:16 PM
العفو ومشكور على المرور اخوي

الكروان الصغير
01-09-2010, 04:39 AM
مشكووووور إخوي الشاص على الموضوع الأكثر من رائع
تقبل مرؤري
تحئاتئ لك و للجميع

الشاص
01-09-2010, 06:05 AM
الكروان الصغير

مشكور على المرور يالغالي

عـاhuskyشـق
01-09-2010, 07:10 AM
مشكوووور اخوي على الموضوع الرائع الجميل

husky-
04-09-2010, 05:32 AM
قصة مؤثرة جدا..

محمدقرقورة
04-09-2010, 05:08 PM
قصه روعه وموثره تقبل مرورى

رسام حيوانات
12-09-2010, 08:13 AM
خطيره قصته مره..

genan
12-09-2010, 08:23 AM
يسلمووووووووووووو ع القصه

Bluepitbull_q8
15-09-2010, 11:42 AM
الف الف شكر اخوي ..