lucy
25-03-2007, 11:48 PM
هل نستطيع التعرف على تحضر أو تخلف المجتمعات من خلال أسلوب معيشة بعض الحيوانات فيها؟ على سبيل المثال، هل تعاني القطط التي تعيش بيننا من الخوف والريبة؟
خطرت لي هذه التساؤلات بعد ملاحظتي أن القطط تسرع بالاختباء عندما أقترب منهم أثناء ممارستي لرياضة المشي اليومية! وللأمانة لا أستطيع أن أخفي استمتاعي، وأنا في هذه السن، عندما أجد من يرتعب مني وعموما موضوعنا اليوم عن القطط وليس عن كاتب هذه السطور!!
نقلت ملاحظتي إلى أحد الأصدقاء الذي يرى أنها ظاهرة عامة وأخذني إلى منطقة شعبية تسمى بحارة القطط ويا لهول ما رأيت!! لم أصدق كثرة العاهات والإصابات وقلة الطموح الذي أصاب هذه القطط المسكينة فهناك من يعرج وآخر أعور وثالث كسيح ورابع لا ذيل له وأخرى تموء من الجوع والعطش ناهيك عن النافقين منهم تحت عجلات السيارات وربما انتحارا!! هذه المشاهد ذكرتني بلقطات ما بعد الحروب في بعض الأفلام التاريخية!
قبل مغادرة المكان شاهدنا مطاردة غرامية بين عدد من القطط الذكور وأنثى، حيث حوصرت المسكينة في زاوية بين هؤلاء الأوغاد وكلهم يريدون الحصول عليها وبالقوة! ذكرتني هذه الحادثة بمطاردات بعض شبابنا الهمام لسيارة تجلس في مقعدها الخلفي أنثى!!
ذكر لي نفس الصديق عن وجود شارع تتباين فيه ردود فعل القطط عند مرور شخص له ملامح غربية وآخر ذو ملامح شرقية. فعند مرور الأول لا تتحرك القطط من أماكنها وتبقى هادئة مطمئنة وربما تكسب شيئا من العطف والمداعبة والعكس تماما عند مرور الثاني حيث يتحول الشارع إلى كومة غبار بفعل تقافز القطط هنا وهناك من الرعب. لا أستطيع أن أجزم بصحة هذه الرواية ولكن نسبة إلى ما شاهدته في حارة القطط فكلامه جد منطقي!!! وللحفاظ على علاقتي الجيدة مع القارئ العزيز فلن أذكر ما كان يفعله نفر من عصابة حارتنا بالقطط وأنا أحدهم «أحد أفراد العصابة» ولكن قراءة مذكرات سجين سياسي في أحدى معتقلات السجون العربية تكفي لمعرفة ما أعنيه!
تذكرت فترة لاحقة من حياتي عشتها في أميركا حين وجدت القطط هناك أقل توترا وأكثر هدوءا وربما بسبب فاعلية "جمعية حقوق القطط" لديهم ، اللهم لا حسد، وتوفر خدمات أساسية من غذاء وفير ورعاية صحية فائقة ووسائل ترفيه وغيرها من أمور نسمع عنها ولا نراها«هل قلت اللهم لا حسد؟»!!! هذه العوامل كانت سببا رئيسا في عدم حاجة القطط هناك للجلوس على الأرصفة بلا فائدة ولا تائهة في الشوارع تُفتَرس أو تنتظر فريستها ولا انتظار عند براميل القمامة «لا يوجد ضمن أدبياتهم ما يسمى بـ قط القمامة "قطو مطابخ" وذلك لخلو قمائمهم هناك من الأطعمة الزائدة!!» فسرت هذا الأمر آنذاك، وقبل معرفتي الجيدة بالشعب الأميركي، على أن حالتهم المادية متواضعة مقارنة بنا حيث أن من مظاهر الخير والكرم عندنا أن ترى قططا منتشية تسرح وتمرح بين القمامات تعتاش على فضلات المحسنين وكأن الطعام ليس حقا من حقوقها!!
بعد مقارنة ما شاهدته هنا وما تذكرته هناك أصبحت أشعر بالعطف على قط ولد وتربى في باريس أو جنيف ويضطر أن يرافق مالكه الذي حصل على رخصة عمل هنا. لا شك أنها نقلة حضارية كبيرة وعليه أن يختار إما أن يلزم بيت مالكه حتى تنتهي فترة عمله أو أن يخاطر بحياته ومكتسباته وغيرها من أمور لا داعي لذكرها ويتعايش مع قطط منطقته هنا ويتعلم منهم أصول الفهلوة مع عدم نسيان أنه سيرجع يوما ما إلى موطنه الأصلي وأشك أن يكون محل ترحيب هناك!!
يذكرني حال القطط في الغرب بالحظوة المميزة التي حصلوا عليها من ديننا الحنيف عندما توعد رسولنا الكريم «صلى الله عليه وسلم» امرأة بدخولها النار لأنها حبست قطة. ولا أنسى أيضا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه الذي كان يحمل هرة صغيرة يعطف عليها ويضعها في الليل في الشجر ويصحبها في النهار فكناه قومه أبا هريرة. هل أقول أن الغرب يقتدي «قولا وفعلا» بالكثير من تعاليم ديننا الحنيف أكثر منا نحن معشر العرب والمسلمين؟ لا تعليق!
تمنيت لو أستطيع استنطاق قططنا المسكينة لتعبر عن مشاكلها فربما نكون «وعن غير قصد بالطبع» غير منتبهين لها. أزحت تمنياتي جانبا خوفا من سماعهم يقولون:
"وهل هناك فرق بيننا وبينكم؟ اهتموا بأنفسكم ومشاكلكم وستُحل مشاكلنا تلقائيا".
خطرت لي هذه التساؤلات بعد ملاحظتي أن القطط تسرع بالاختباء عندما أقترب منهم أثناء ممارستي لرياضة المشي اليومية! وللأمانة لا أستطيع أن أخفي استمتاعي، وأنا في هذه السن، عندما أجد من يرتعب مني وعموما موضوعنا اليوم عن القطط وليس عن كاتب هذه السطور!!
نقلت ملاحظتي إلى أحد الأصدقاء الذي يرى أنها ظاهرة عامة وأخذني إلى منطقة شعبية تسمى بحارة القطط ويا لهول ما رأيت!! لم أصدق كثرة العاهات والإصابات وقلة الطموح الذي أصاب هذه القطط المسكينة فهناك من يعرج وآخر أعور وثالث كسيح ورابع لا ذيل له وأخرى تموء من الجوع والعطش ناهيك عن النافقين منهم تحت عجلات السيارات وربما انتحارا!! هذه المشاهد ذكرتني بلقطات ما بعد الحروب في بعض الأفلام التاريخية!
قبل مغادرة المكان شاهدنا مطاردة غرامية بين عدد من القطط الذكور وأنثى، حيث حوصرت المسكينة في زاوية بين هؤلاء الأوغاد وكلهم يريدون الحصول عليها وبالقوة! ذكرتني هذه الحادثة بمطاردات بعض شبابنا الهمام لسيارة تجلس في مقعدها الخلفي أنثى!!
ذكر لي نفس الصديق عن وجود شارع تتباين فيه ردود فعل القطط عند مرور شخص له ملامح غربية وآخر ذو ملامح شرقية. فعند مرور الأول لا تتحرك القطط من أماكنها وتبقى هادئة مطمئنة وربما تكسب شيئا من العطف والمداعبة والعكس تماما عند مرور الثاني حيث يتحول الشارع إلى كومة غبار بفعل تقافز القطط هنا وهناك من الرعب. لا أستطيع أن أجزم بصحة هذه الرواية ولكن نسبة إلى ما شاهدته في حارة القطط فكلامه جد منطقي!!! وللحفاظ على علاقتي الجيدة مع القارئ العزيز فلن أذكر ما كان يفعله نفر من عصابة حارتنا بالقطط وأنا أحدهم «أحد أفراد العصابة» ولكن قراءة مذكرات سجين سياسي في أحدى معتقلات السجون العربية تكفي لمعرفة ما أعنيه!
تذكرت فترة لاحقة من حياتي عشتها في أميركا حين وجدت القطط هناك أقل توترا وأكثر هدوءا وربما بسبب فاعلية "جمعية حقوق القطط" لديهم ، اللهم لا حسد، وتوفر خدمات أساسية من غذاء وفير ورعاية صحية فائقة ووسائل ترفيه وغيرها من أمور نسمع عنها ولا نراها«هل قلت اللهم لا حسد؟»!!! هذه العوامل كانت سببا رئيسا في عدم حاجة القطط هناك للجلوس على الأرصفة بلا فائدة ولا تائهة في الشوارع تُفتَرس أو تنتظر فريستها ولا انتظار عند براميل القمامة «لا يوجد ضمن أدبياتهم ما يسمى بـ قط القمامة "قطو مطابخ" وذلك لخلو قمائمهم هناك من الأطعمة الزائدة!!» فسرت هذا الأمر آنذاك، وقبل معرفتي الجيدة بالشعب الأميركي، على أن حالتهم المادية متواضعة مقارنة بنا حيث أن من مظاهر الخير والكرم عندنا أن ترى قططا منتشية تسرح وتمرح بين القمامات تعتاش على فضلات المحسنين وكأن الطعام ليس حقا من حقوقها!!
بعد مقارنة ما شاهدته هنا وما تذكرته هناك أصبحت أشعر بالعطف على قط ولد وتربى في باريس أو جنيف ويضطر أن يرافق مالكه الذي حصل على رخصة عمل هنا. لا شك أنها نقلة حضارية كبيرة وعليه أن يختار إما أن يلزم بيت مالكه حتى تنتهي فترة عمله أو أن يخاطر بحياته ومكتسباته وغيرها من أمور لا داعي لذكرها ويتعايش مع قطط منطقته هنا ويتعلم منهم أصول الفهلوة مع عدم نسيان أنه سيرجع يوما ما إلى موطنه الأصلي وأشك أن يكون محل ترحيب هناك!!
يذكرني حال القطط في الغرب بالحظوة المميزة التي حصلوا عليها من ديننا الحنيف عندما توعد رسولنا الكريم «صلى الله عليه وسلم» امرأة بدخولها النار لأنها حبست قطة. ولا أنسى أيضا الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه الذي كان يحمل هرة صغيرة يعطف عليها ويضعها في الليل في الشجر ويصحبها في النهار فكناه قومه أبا هريرة. هل أقول أن الغرب يقتدي «قولا وفعلا» بالكثير من تعاليم ديننا الحنيف أكثر منا نحن معشر العرب والمسلمين؟ لا تعليق!
تمنيت لو أستطيع استنطاق قططنا المسكينة لتعبر عن مشاكلها فربما نكون «وعن غير قصد بالطبع» غير منتبهين لها. أزحت تمنياتي جانبا خوفا من سماعهم يقولون:
"وهل هناك فرق بيننا وبينكم؟ اهتموا بأنفسكم ومشاكلكم وستُحل مشاكلنا تلقائيا".