mr.zoro
09-04-2007, 08:46 PM
إذا قالت اليابانية: أعتذر، عليّ أن أعود سريعاً إلى المنزل لأن طفلي ينتظرني في المنزل ، لا بد أن تعذروها فعلاً لأن طفلها يستقبلها ··· بالعواء·
هذا ليس تعبيراً عن الاحتجاج لأنها تأخرت، وإنما هو تعبير عن الحب الذي تحتاج إليه تلك المرأة العازبة والتي كانت تتمنى لو كان لها طفل· وجدت الحل بالكلب الذي تحوّل، في اليابان، إلى حالة بشرية ·
المسألة لم تعد من قبيل الفانتازيا (في تقليد العادات الارستقراطية أو الشعبية الغربية)، وإنما أصبحنا أمام ظاهرة الكلاب - الأطفال في الأرخبيل· إذا كنتم تريدون علامة تعجّب أخرى، خذوا هذا الرقم: للمرة الأولى في التاريخ يصبح عدد الكلاب والقطط في اليابان (19,22 مليون) أكثر من عدد الأولاد الذين دون الخامسة عشرة (17,9 مليون)·
الآن، إذا سألت يابانياً عن عدد أولاده يذكر لك العدد، ولكن مضافاً إليه عدد الكلاب والقطط التي أضحت جزءاً لا يتجزأ من العائلة، لابل إن هناك مَن هو أشد غرابة، فقد تشكّلت هيئة برئاسة امرأة تدعى آشاما هاتيرو ، تدعو إلى منح الجنسية اليابانية إلى الكلاب والقطط لأنها باتت جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي العام، كما أنها تقدم خدمات عاطفية هي أهم بكثير من أي خدمات مادية في زمن يتجه فيه الناس أكثر فأكثر نحو ··· الصقيع·
حق الانتخاب أيضاً··
عادة في آسيا، كانت العلاقات حميمة مع الخيول لأنها ارتبطت بالبطولة وبالسحر أيضاً· عند العرب الكلب هو الحارس الوفي والأمين، ولكن ما من مرّة اعتبر الكلب أو القطة فرداً من أفراد الأسرة ودون أن ننسى أن السيدة هاتيرو ، وهي تحمل دكتوراه في التربية، تطالب أيضاً باعطاء الكلاب والقطط حق الانتخاب· وحين يقال لها إن البُعد الديموقراطي للعملية الانتخابية يقوم على الاختيار، فكيف لأحد تلك الحيوانات أن يختار، يأتي الجواب أن بالامكان أن يكون هناك وصي على الحيوان هو الذي يدّون له أسماء من يفترض انتخابه، وكان أن إحدى الصحف اليابانية تمنت على الدكتورة تاهيرا أن تتوقف في مطالبتها عند هذه الحدود، ولا تدعو إلى انتخاب كلاب نواباً أو تعيينهم وزراء·
اليابانيون قد يكونون مختلفين نسبياً عن الآسيويين الآخرين في العلاقة مع الكلب والقطة، لكن القضية تطورت كثيراً، وإلى الحد الذي يجعل من الكلب أو القطة ضرورة إنسانية بما تعنيه الكلمة، فالعمل الدؤوب حدّ، إلى درجة بعيدة، من معدلات الزواج، كما أن الياباني الذي يعمل، وزوجته، لساعات طويلة ومرهقة في النهار، لم يعد يرغب في أن يكون لديه أولاد يفكر بهم ويزيدون في إرهاقه، مع أن الياباني، بوجه عام، يعيش حالة من الرفاه المادي، تمكنه من أن يكوّن أسرة سعيدة· العكس هو الذي يحدث، وعلى غرار دول أوروبية، فالأسرة تنكمش، وإنجاب طفل لا يحدث هكذا، ميكانيكياً، بل أنه يأتي نتيجة مشاورات قد تكون شاقة أحياناً·
الجنرال والمغني
لا يمكن وصف العلاقات الاجتماعية في الأرخبيل على أنها لا تزال على حالها· كانت هناك قصص حب وأغان وخرافات حول أمراء وأميرات، وإن لم يسجل أن ساموراي انتحر بالسيف من أجل عيني امرأة· الآن، ثمة طوفان تكنولوجي· البلاد تبدو كأنها ورشة صناعية· وكان سايوناريكاواباتا ، الحائز جائزة نوبل في الآداب، والذي قضى انتحاراً، قد لاحظ وجود أزمة داخل الروح ، فيما الصخب الجسدي أخذ مداه مع الروك اندرول والهيب هوب والبوب· قال ساخراً ان ما عجز عنه الجنرال دوغلاس ماك آرثر ، الجنرال الأميركي الذي استسلم الامبراطور هيرو هيتو بين يديه، استطاع أن يفعله ألفيس بريسلي ، نجم الروك الشهير· كاواباتا سأل ما إذا كانت أرواحنا أضحت أميركية إلى ذلك الحد؟ ·
الورشة التكنولوجية جعلت اليابانيين يحتارون بالطاعنين في السن على أساس أنهم يشكّلون عالة ليس فقط على الدورة الاقتصادية، وإنما أيضاً على المناخ السيكولوجي· يفترض ألاّ يظهر رجل يجلس على مقعد حجري في حديقة عامة لساعات طويلة، ويفترض ألاّ يكون هناك عجوز داخل المنزل يغري الأطفال بالكسل· اليابانيون اتفقوا مع دول أخرى لاقامة معسكرات للعجزة بحجة الترفيه عنهم بدلاً من المكوث في المكان نفسه بانتظار ملاك الموت· لكن المهم أن الياباني فَقَدَ، وإلى حد كبير، علاقته بالجذور·
العيادات الفاخرة
صحيح أن ثورة الميجي في العام 1867 وضعت الكثير من قيم الماضي وعاداته ومفاهيمه جانباً، ولكن بقي هناك ذلك الخيط العاطفي الذي يربط ابن الشمس بأرضه وبأسرته· الآن، تغيّر، بشكل أو بآخر، مفهوم الأسرة· ما الفارق بين أن تداعب كلباً أو تداعب طفلاً؟
في باريس، تجد في كل شارع عيادة بيطرية فخمة، الأناقة ضرورية جداً، وقد تجد قصراً قديماً، وقد تحوّل إلى مستشفى للكلاب والقطط، الآن، يمكن أن تجد في بوكوهاما مثلاً عيادة فاخرة لهذه الحيوانات· تشكيل الأزهار، أنواع الصور واللوحات، وإحداها تشبه الموناليزا كلها تم ترتيبها بطريقة تؤدي إلى بعث الفرح أو الأمل في نفس المريض· هذا دون أن ننسى الموسيقى التي ينبعث منها العواء أو المواء لكي يشعر الكلب أو القط بأن العبقرية البشرية تعمل من أجل سعادته أيضاً·
تصريحات كلب
تنقل صحيفة نيهون كيزاي شيمبون البارزة والصادرة في طوكيو ما أدلى به كلب: الجمعة، قبل منتصف الليل بقليل، ذهبت إلى عيادة ليلية، أمي أوضحت أن حالة من التقيؤ انتابتني منذ الظهيرة، وقد شخص الطبيب الحالة وأعطاني حقنة أحدثت لي ألماً، لكنه أكد لي وهو يداعب رأسي أنني طفل شجاع، اسمي هو مومين ماماموتو (وهو اسم العائلة ولي 7 أعوام، وقد تطلب الوصول إلى العيادة من أهلي ساعة كاملة ·
ولكن لنستمع إلى ذلك الكلام الغريب جداً من كلب آخر ذهبت بصحبة أمي إلى معبد للشنتو في طوكيو، وراحت هي تبتهل لكي يعيش ابنها ميكي ، الذي هو أنا، طويلاً، أنا في الرابعة عشرة، ولكن بالنسبة إلى العمر البشري أنا في السبعين، وأمي عمرها 49 عاماً، وهي لا تنفك تردد أمامي انها عازبة، ولكن بفضلي شعرت أنه بات لديها ولد وأنها تتولى تربيته ·
والواقع أنه على مقربة من القصر الملكي يوجد معبد لديانة الشنتو يعرف باسم ايشيغايا كاموكا هاشيمانغو وهو معروف بحسن استقباله للحيوانات الأليفة· ويقول الراهب الأكبر كينجي كاجي أن عدداً متزايداً من اليابانيين ينتابهم الهلع لمرض أو موت حيواناتهم، ونحن هنا في المعبد فكرنا، كوننا في مكان للعبادة، أن من واجبنا مساعدتهم في·· محنتهم ·
يضيف كاجي أنه في أحيان كثيرة يتلقى اتصالات من أشخاص وهم يجهشون في البكاء لأن الرهبان في معابد أخرى رفضوا الصلاة من أجل صحة كلابهم وقططهم ·
ومن المثير أنه في الــ هاتسومود ، أي في اليوم الذي تحدث فيه الزيارة الأولى للمعبد (وهو غالباً في شهر كانون الثاني/ يناير)، يكتظ المعبد بالحيوانات الأليفة على نحو غير مألوف مما يحمل المسؤولين على الطلب من الناس أن يحجزوا أمكنتهم وأمكنة حيواناتهم سلفاً، وفي هذه المناسبة تباع للحيوانات اكسسوارات دينية من أجل الصحة الجيدة والحظ السعيد أكثر مما تباع للكائنات البشرية·
السمنة والريجيم
الكلب لم يعد يأكل وفق نظام أو ترتيب خاص، بل إنه يجلس إلى مائدة الطعام مع سائر أفراد العائلة، يأكل مثلهم، يتناول الحلوى، يحتسي المرطبات وربما المشروبات الكحولية أيضاً، وهذا ما جعل معظم الكلاب تعاني من السمنة وحتى السمنة الشديدة، و يقول أحد الكلاب في هذا الصدد: أدعى شابي ساتو ولي 9 أعوام، وكان وزني 18 كيلو جراماً لكنني نجحت في خفضه إلى ،8 وأنا فخور بذلك، ففي مباراة النظام الغذائي (الريجيم) للحيوانات الأليفة في العام 2003 فزت بالجائزة الكبرى، والحقيقة أن سبب سمنتي السابقة هو افراط والدي في إطعامي أنواعاً معينة من اللحوم، وبدافع الحب وأنا إلى المائدة ·
ويقول هيروشي ايشيي وهو رئيس عيادة للكلاب والقطط في طوكيو ان 50 في المائة من هذه الحيوانات تعاني من السمنة، فهي تعيش مع أصحابها تحت سقف واحد، وتتناول الطعام نفسه، وإذ تغيّرت طريقة حياة الأهل ، كان على الحيوانات أيضا أن تغير طريقة حياتها وتقفز فوق المعدل الطبيعي للوزن، وهو الأمر الذي قلما نجده في الطبيعة، أي أننا، بشكل أو بآخر، أمام كلاب وقطط اصطناعية· الانخراط العضوي للحيوانات في الأسرة حمل حتى الأطفال على تغيير بعض سلوكهم، كانوا يقلدون آباءهم أو أمهاتهم أو أخوتهم الصغار، الآن يفضلون تقليد الكلاب والقطط، وهذا ما تقوله المربية آشي ماناجو ·
التوازن الروحي
لكن الطريف ما يقوله ماساهيرو يامادا الأستاذ في جامعة كاغوجي في طوكيو من أن اليابانيين الذين كانت قضيتهم تأمين الرفاه المادي وقد وصلوا إليه، بحاجة إلى التوازن الروحي أو إلى الملاءة الروحية وقد وجدوا ذلك في الكلب أو القطة، فالطفل في مجتمع صناعي وشديد المادية يمكن أن يبتعد عن ذويه أو حتى يخونهم، الحيوان لا يفعل ذلك· لا طموحات لديه، بل إن أقصى ما يبتغيه هو تلك الحياة المخملية الحميمة·
حين تقول السيدة عن الكلب طفلي هذا لم يعد يثير الاستغراب، المسألة باتت طبيعية، والتكنولوجيا بدأت تفكر بتأمين الراحة والحماية للكلاب وقطط العائلة ألعاب الكترونية وما شابه ما دام هناك من هو جاهز للاقتناء، ولكن ها أن شركة سوني تنتج الجيل الثالث من كلاب الحراسة الآلية (الروبوت)·
الكلب مزوّد بكاميرا وبأجهزة بصرية وسمعية لاقطة ويتحسس أي حركة داخل البيت وخارجه، ويبعث لصاحبه بكل المعلومات التي لديه بصورة فورية، وهو يعرف أصوات أفراد العائلة، ويستطيع أن يملأ نفسه بالكهرباء حين يحتاج إلى ذلك ودون معونة أحد·
الأرانب دخلت على الخط ايضا، لابد من التنويع، واليابانيون معروفون بذلك، الأرنب يمكن ان يحل محل الكلب أو القطة، ولكن شرط أن يكون من النوع الفاخر، الهولنديون ينتجون مثل هذا النوع ويبعثون به إلى الأرخبيل الذي يبحث عن وسيلة للانفاق مادامت منتجاته تختال في أصقاع الدنيا·
هذا ليس تعبيراً عن الاحتجاج لأنها تأخرت، وإنما هو تعبير عن الحب الذي تحتاج إليه تلك المرأة العازبة والتي كانت تتمنى لو كان لها طفل· وجدت الحل بالكلب الذي تحوّل، في اليابان، إلى حالة بشرية ·
المسألة لم تعد من قبيل الفانتازيا (في تقليد العادات الارستقراطية أو الشعبية الغربية)، وإنما أصبحنا أمام ظاهرة الكلاب - الأطفال في الأرخبيل· إذا كنتم تريدون علامة تعجّب أخرى، خذوا هذا الرقم: للمرة الأولى في التاريخ يصبح عدد الكلاب والقطط في اليابان (19,22 مليون) أكثر من عدد الأولاد الذين دون الخامسة عشرة (17,9 مليون)·
الآن، إذا سألت يابانياً عن عدد أولاده يذكر لك العدد، ولكن مضافاً إليه عدد الكلاب والقطط التي أضحت جزءاً لا يتجزأ من العائلة، لابل إن هناك مَن هو أشد غرابة، فقد تشكّلت هيئة برئاسة امرأة تدعى آشاما هاتيرو ، تدعو إلى منح الجنسية اليابانية إلى الكلاب والقطط لأنها باتت جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي العام، كما أنها تقدم خدمات عاطفية هي أهم بكثير من أي خدمات مادية في زمن يتجه فيه الناس أكثر فأكثر نحو ··· الصقيع·
حق الانتخاب أيضاً··
عادة في آسيا، كانت العلاقات حميمة مع الخيول لأنها ارتبطت بالبطولة وبالسحر أيضاً· عند العرب الكلب هو الحارس الوفي والأمين، ولكن ما من مرّة اعتبر الكلب أو القطة فرداً من أفراد الأسرة ودون أن ننسى أن السيدة هاتيرو ، وهي تحمل دكتوراه في التربية، تطالب أيضاً باعطاء الكلاب والقطط حق الانتخاب· وحين يقال لها إن البُعد الديموقراطي للعملية الانتخابية يقوم على الاختيار، فكيف لأحد تلك الحيوانات أن يختار، يأتي الجواب أن بالامكان أن يكون هناك وصي على الحيوان هو الذي يدّون له أسماء من يفترض انتخابه، وكان أن إحدى الصحف اليابانية تمنت على الدكتورة تاهيرا أن تتوقف في مطالبتها عند هذه الحدود، ولا تدعو إلى انتخاب كلاب نواباً أو تعيينهم وزراء·
اليابانيون قد يكونون مختلفين نسبياً عن الآسيويين الآخرين في العلاقة مع الكلب والقطة، لكن القضية تطورت كثيراً، وإلى الحد الذي يجعل من الكلب أو القطة ضرورة إنسانية بما تعنيه الكلمة، فالعمل الدؤوب حدّ، إلى درجة بعيدة، من معدلات الزواج، كما أن الياباني الذي يعمل، وزوجته، لساعات طويلة ومرهقة في النهار، لم يعد يرغب في أن يكون لديه أولاد يفكر بهم ويزيدون في إرهاقه، مع أن الياباني، بوجه عام، يعيش حالة من الرفاه المادي، تمكنه من أن يكوّن أسرة سعيدة· العكس هو الذي يحدث، وعلى غرار دول أوروبية، فالأسرة تنكمش، وإنجاب طفل لا يحدث هكذا، ميكانيكياً، بل أنه يأتي نتيجة مشاورات قد تكون شاقة أحياناً·
الجنرال والمغني
لا يمكن وصف العلاقات الاجتماعية في الأرخبيل على أنها لا تزال على حالها· كانت هناك قصص حب وأغان وخرافات حول أمراء وأميرات، وإن لم يسجل أن ساموراي انتحر بالسيف من أجل عيني امرأة· الآن، ثمة طوفان تكنولوجي· البلاد تبدو كأنها ورشة صناعية· وكان سايوناريكاواباتا ، الحائز جائزة نوبل في الآداب، والذي قضى انتحاراً، قد لاحظ وجود أزمة داخل الروح ، فيما الصخب الجسدي أخذ مداه مع الروك اندرول والهيب هوب والبوب· قال ساخراً ان ما عجز عنه الجنرال دوغلاس ماك آرثر ، الجنرال الأميركي الذي استسلم الامبراطور هيرو هيتو بين يديه، استطاع أن يفعله ألفيس بريسلي ، نجم الروك الشهير· كاواباتا سأل ما إذا كانت أرواحنا أضحت أميركية إلى ذلك الحد؟ ·
الورشة التكنولوجية جعلت اليابانيين يحتارون بالطاعنين في السن على أساس أنهم يشكّلون عالة ليس فقط على الدورة الاقتصادية، وإنما أيضاً على المناخ السيكولوجي· يفترض ألاّ يظهر رجل يجلس على مقعد حجري في حديقة عامة لساعات طويلة، ويفترض ألاّ يكون هناك عجوز داخل المنزل يغري الأطفال بالكسل· اليابانيون اتفقوا مع دول أخرى لاقامة معسكرات للعجزة بحجة الترفيه عنهم بدلاً من المكوث في المكان نفسه بانتظار ملاك الموت· لكن المهم أن الياباني فَقَدَ، وإلى حد كبير، علاقته بالجذور·
العيادات الفاخرة
صحيح أن ثورة الميجي في العام 1867 وضعت الكثير من قيم الماضي وعاداته ومفاهيمه جانباً، ولكن بقي هناك ذلك الخيط العاطفي الذي يربط ابن الشمس بأرضه وبأسرته· الآن، تغيّر، بشكل أو بآخر، مفهوم الأسرة· ما الفارق بين أن تداعب كلباً أو تداعب طفلاً؟
في باريس، تجد في كل شارع عيادة بيطرية فخمة، الأناقة ضرورية جداً، وقد تجد قصراً قديماً، وقد تحوّل إلى مستشفى للكلاب والقطط، الآن، يمكن أن تجد في بوكوهاما مثلاً عيادة فاخرة لهذه الحيوانات· تشكيل الأزهار، أنواع الصور واللوحات، وإحداها تشبه الموناليزا كلها تم ترتيبها بطريقة تؤدي إلى بعث الفرح أو الأمل في نفس المريض· هذا دون أن ننسى الموسيقى التي ينبعث منها العواء أو المواء لكي يشعر الكلب أو القط بأن العبقرية البشرية تعمل من أجل سعادته أيضاً·
تصريحات كلب
تنقل صحيفة نيهون كيزاي شيمبون البارزة والصادرة في طوكيو ما أدلى به كلب: الجمعة، قبل منتصف الليل بقليل، ذهبت إلى عيادة ليلية، أمي أوضحت أن حالة من التقيؤ انتابتني منذ الظهيرة، وقد شخص الطبيب الحالة وأعطاني حقنة أحدثت لي ألماً، لكنه أكد لي وهو يداعب رأسي أنني طفل شجاع، اسمي هو مومين ماماموتو (وهو اسم العائلة ولي 7 أعوام، وقد تطلب الوصول إلى العيادة من أهلي ساعة كاملة ·
ولكن لنستمع إلى ذلك الكلام الغريب جداً من كلب آخر ذهبت بصحبة أمي إلى معبد للشنتو في طوكيو، وراحت هي تبتهل لكي يعيش ابنها ميكي ، الذي هو أنا، طويلاً، أنا في الرابعة عشرة، ولكن بالنسبة إلى العمر البشري أنا في السبعين، وأمي عمرها 49 عاماً، وهي لا تنفك تردد أمامي انها عازبة، ولكن بفضلي شعرت أنه بات لديها ولد وأنها تتولى تربيته ·
والواقع أنه على مقربة من القصر الملكي يوجد معبد لديانة الشنتو يعرف باسم ايشيغايا كاموكا هاشيمانغو وهو معروف بحسن استقباله للحيوانات الأليفة· ويقول الراهب الأكبر كينجي كاجي أن عدداً متزايداً من اليابانيين ينتابهم الهلع لمرض أو موت حيواناتهم، ونحن هنا في المعبد فكرنا، كوننا في مكان للعبادة، أن من واجبنا مساعدتهم في·· محنتهم ·
يضيف كاجي أنه في أحيان كثيرة يتلقى اتصالات من أشخاص وهم يجهشون في البكاء لأن الرهبان في معابد أخرى رفضوا الصلاة من أجل صحة كلابهم وقططهم ·
ومن المثير أنه في الــ هاتسومود ، أي في اليوم الذي تحدث فيه الزيارة الأولى للمعبد (وهو غالباً في شهر كانون الثاني/ يناير)، يكتظ المعبد بالحيوانات الأليفة على نحو غير مألوف مما يحمل المسؤولين على الطلب من الناس أن يحجزوا أمكنتهم وأمكنة حيواناتهم سلفاً، وفي هذه المناسبة تباع للحيوانات اكسسوارات دينية من أجل الصحة الجيدة والحظ السعيد أكثر مما تباع للكائنات البشرية·
السمنة والريجيم
الكلب لم يعد يأكل وفق نظام أو ترتيب خاص، بل إنه يجلس إلى مائدة الطعام مع سائر أفراد العائلة، يأكل مثلهم، يتناول الحلوى، يحتسي المرطبات وربما المشروبات الكحولية أيضاً، وهذا ما جعل معظم الكلاب تعاني من السمنة وحتى السمنة الشديدة، و يقول أحد الكلاب في هذا الصدد: أدعى شابي ساتو ولي 9 أعوام، وكان وزني 18 كيلو جراماً لكنني نجحت في خفضه إلى ،8 وأنا فخور بذلك، ففي مباراة النظام الغذائي (الريجيم) للحيوانات الأليفة في العام 2003 فزت بالجائزة الكبرى، والحقيقة أن سبب سمنتي السابقة هو افراط والدي في إطعامي أنواعاً معينة من اللحوم، وبدافع الحب وأنا إلى المائدة ·
ويقول هيروشي ايشيي وهو رئيس عيادة للكلاب والقطط في طوكيو ان 50 في المائة من هذه الحيوانات تعاني من السمنة، فهي تعيش مع أصحابها تحت سقف واحد، وتتناول الطعام نفسه، وإذ تغيّرت طريقة حياة الأهل ، كان على الحيوانات أيضا أن تغير طريقة حياتها وتقفز فوق المعدل الطبيعي للوزن، وهو الأمر الذي قلما نجده في الطبيعة، أي أننا، بشكل أو بآخر، أمام كلاب وقطط اصطناعية· الانخراط العضوي للحيوانات في الأسرة حمل حتى الأطفال على تغيير بعض سلوكهم، كانوا يقلدون آباءهم أو أمهاتهم أو أخوتهم الصغار، الآن يفضلون تقليد الكلاب والقطط، وهذا ما تقوله المربية آشي ماناجو ·
التوازن الروحي
لكن الطريف ما يقوله ماساهيرو يامادا الأستاذ في جامعة كاغوجي في طوكيو من أن اليابانيين الذين كانت قضيتهم تأمين الرفاه المادي وقد وصلوا إليه، بحاجة إلى التوازن الروحي أو إلى الملاءة الروحية وقد وجدوا ذلك في الكلب أو القطة، فالطفل في مجتمع صناعي وشديد المادية يمكن أن يبتعد عن ذويه أو حتى يخونهم، الحيوان لا يفعل ذلك· لا طموحات لديه، بل إن أقصى ما يبتغيه هو تلك الحياة المخملية الحميمة·
حين تقول السيدة عن الكلب طفلي هذا لم يعد يثير الاستغراب، المسألة باتت طبيعية، والتكنولوجيا بدأت تفكر بتأمين الراحة والحماية للكلاب وقطط العائلة ألعاب الكترونية وما شابه ما دام هناك من هو جاهز للاقتناء، ولكن ها أن شركة سوني تنتج الجيل الثالث من كلاب الحراسة الآلية (الروبوت)·
الكلب مزوّد بكاميرا وبأجهزة بصرية وسمعية لاقطة ويتحسس أي حركة داخل البيت وخارجه، ويبعث لصاحبه بكل المعلومات التي لديه بصورة فورية، وهو يعرف أصوات أفراد العائلة، ويستطيع أن يملأ نفسه بالكهرباء حين يحتاج إلى ذلك ودون معونة أحد·
الأرانب دخلت على الخط ايضا، لابد من التنويع، واليابانيون معروفون بذلك، الأرنب يمكن ان يحل محل الكلب أو القطة، ولكن شرط أن يكون من النوع الفاخر، الهولنديون ينتجون مثل هذا النوع ويبعثون به إلى الأرخبيل الذي يبحث عن وسيلة للانفاق مادامت منتجاته تختال في أصقاع الدنيا·