المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آخى بين الحيوانات وكره عالم البشر


mr.zoro
25-04-2007, 11:30 PM
ينعتونه بحي المشتلة بوهران بملك القطط والكلاب، لأنه وببساطة يتكفل بأكثـر من 100 قط و40 كلبا بصفة دائمة، ناهيك عن مئات القطط والكلاب التي تزور مملكته أوقات الأكل وكفى، إنه مقشيش محمد البالغ من العمر 66 سنة والذي يحلو لجيرانه مناداته باسم ''مومو''·


مومو استقر بمدينة وهران سنة 1999 مباشرة بعد عودته من باريس التي أجبر على العيش بها منذ أن كان عمره 07 سنوات(إبان العهد الإستعماري)، حيث ولسوء طالعه طرده والده من البيت العائلي آنذاك، فلم يجد مكانا يقضي فيه ليلته سوى إحدى الصيدليات بمدينة الغزوات التي وجد بابها مفتوحا ولم يكن يعلم لصغر سنه أن الصيدلية تعرضت لعملية سطو، وبعد مرور بضع سويعات ألقت عليه الشرطة الفرنسية القبض ليرحل بعدها إلى مؤسسة إعادة التأهيل بباريس، وهناك تابع دراسته، ووصل به الأمر إلى حد ولوج كلية الطب التي قضى بها أربع سنوات، لكن بسبب العنصرية التي مورست عليه هناك غادر مومو مقاعد الدراسة، والتحق بعالم الفتوة ليتحول في وقت قياسي إلى أخطر العناصر التي أرقت مصالح الأمن الفرنسي، لكنه في المقابل دفع ضريبة غالية من عمره، حيث قضى ثلثي حياته في السجون·

مومو، وبالرغم من محن السجن، إلا أنه استطاع أن يكون ليس عائلة فحسب بل ثلاث عائلات، حيث تزوج في بادئ الأمر من فرنسية وأنجب منها طفلا، ليطلقها بعد ذلك ويتزوج من ألمانية أنجبت له طفلة وبعدها من إسبانية رزق منها بطفل·

تجارب مومو المريرة في بلد الجن والملائكة اضطرته للعودة إلى وهران، حيث استقر عند أخته بشارع وجدة بوهران (حي الكميل)، وفي إحدى الليالي توقفت بالقرب منه إحدى السيارات التي ألقى صاحبها بكلب صغير على قارعة الطريق بعد أن وضعه في كيس محكم الإغلاق، وكانت بذلك بداية مغامرة مومو في عالم الكلاب والقطط، حيث أخذ الجرو الصغير إلى بيت أخته وألحق به بعد ذلك عشرات الكلاب والقطط، وبعد رحيل أخته من الحي استقر في سطح إحدى العمارات برفقة كلابه وقططه، لكن سكان العمارة سرعان ما قدموا شكوى ضده لمصالح الأمن التي أجبرته على الرحيل·

رحلة البحث عن مأوى للكلاب والقطط

من هنا بدأت رحلة مومو وكلابه وقططه للبحث عن مأوى آمن وبعيد عن ضجيج البشر، فاستقر به الأمر في حي المشتلة، حيث كان يبني في كل مرة كوخه في إحدى قطع البناء المهجورة ليأتي صاحبها ويطرده منها، واستمرت رحلة البحث والرحيل إلى أن سمح له أحدهم بالاستقرار في قطعة أرضية بحي المشتلة دائما، وبذلك تضاعف عدد القطط والكلاب بمملكة مومو، وتضاعفت معها مشاكله والتزاماته، إذ أصبح مومو ينفق عليها كامل منحة تقاعده والمقدرة بحوالي 1300 أورو شهريا، أضف إلى ذلك أن مومو أصبح مجبرا على الاستيقاظ باكرا كل يوم ليجول في أسواق المدينة الجديدة والحمري وحي لاباستي لشراء بقايا الدجاج من المطاعم والقصابات، وفي هذا الخصوص صرح لنا مومو بأنه لا يسمح لنفسه إطلاقا أن يترك قططه وكلابه بلا أكل، حيث أنه يفضل أن يبقى هو جائعا وبملابس رثة على أن تجوع كلابه وقططه، بل أكثر من ذلك فإن مومو يسهر بشكل متفان على صحة الكلاب والقطط، حيث يشتري لها الأدوية ومواد النظافة والتطهير، وفي بعض الأحيان يضطر إلى إجراء عمليات جراحية على القطط والكلاب المريضة· وبمأوى القطط والكلاب، رأينا عددا من القطط التي بتر مومو إحدى قوائمها أو استأصل عينها أو عيناها، وعند استفسارنا له أجابنا مومو أن خبرته الطبية سمحت له بإنقاذ مئات الكلاب والقطط التي تعرضت لحوادث المرور، وعبر بهذا الخصوص عن استيائه من عدم اكتراث الناس بحياة الحيوانات·

الكلاب والقطط تتعايش بمملكة مومو وحتى الذئاب

كل من زار مملكة مومو إلا وتتملكه الدهشة مما يراه، فالقطط والكلاب تعيش مع بعضها البعض في سلم وطمأنينة، بل إن عشرات القطط ما كان لها أن تعيش لو لم ترضعها كلبات مومو، وعن ذلك يقول مومو إن الحيوانات بطبعها مسالمة ويكفي ترويضها على ذلك، فعلى سبيل المثال أن كلابه لا تسمح لأي كلب أو قط غريب بالدخول إلى مملكتها إلا إذا أدخلها هو، وكلابه تميز بين القطط والكلاب المقيمة وتلك التي تأتي فقط لتناول وجبة الغذاء وترحل، كما أن قطط وكلاب مومو أصبحت اليوم مطلوبة لدى جيرانه ومعارفه لأنها مروضة بشكل جيد ونظيفة، وهنا يقول مومو إن عشرات الكلاب والقطط التي يتهافت عليها الناس ويتوسلون إليه كي يهديها لهم إنما وجدها في وقت سابق مرمية في الشارع وفي حالة يرثى لها· وهنا لم يخف مومو تذمره مما تتعرض له القطط والكلاب من أذى، واستغرب كيف أن السلطات والجمعيات لا تعير أدنى اهتمام بالحيوانات المشردة، في وقت توجد فيه فنادق خاصة بالحيوانات الأليفة بأوربا وحتى صالونات التزيين والحلاقة الخاصة بها وغيرها من المرافق التي ترعى الحيوانات الأليفة، وصرح بهذا الخصوص أنه على علاقة بالعديد من جمعيات الرفق بالحيوان، وأن أمنيته الوحيدة هي أن تتحرك السلطات المحلية بوهران وكل الخيرين لمساعدته على إقامة ملجأ للقطط والكلاب، لأن المكان الذي يشغله حاليا هو ملك لأحد الخواص، وبالتالي فإن خطر طرده وطرد حيواناته قائم وفي أية لحظة قد يعاود التشرد مع قططه وكلابه·

سمير أحد أقارب مومو الذي التقينا به بمملكة الحيوانات أخبرنا بأن أفراد العائلة يحترمون مومو كثيرا ويتفهمون أوضاعه بشكل جيد ولا يحاولون الضغط عليه للعودة إلى البيت العائلي ليقينهم أن مومو لن يجد راحته إلا وسط كلابه وقططه، بل إنه وفي إحدى المرات عندما كان يقيم عندهم بالبيت كان يخرج في منتصف الليل ليتوجه إلى الجهة الشرقية من الطنف الوهراني بالقرب من كناستيل ليطعم صغار ذئبة ماتت وتركتهم للمجهول· وبحسب ما رواه سمير دائما، فإن صغار الذئبة وحتى عندما كبرت لم تتنكر لمومو بل إنها تسرع لاستقباله والترحيب به كلما التقت به·

غادرت مملكة مومو رفقة إبني الصغير الذي لم يتجاوز الثالثة من عمره والذي ما انفك يسألني يوميا عن أخبار مومو وكلابه، وكلي أمل أن تتحقق أحلام مومو في إقامة ملجأ للحيوانات الأليفة يزوره الصغار، كما الكبار ليتعلموا أن التعايش والسلم ممكن التحقيق بين البشر مادام أنه تحقق بين حيوانات ورثت العداء فيما بينها بالغريزة·



احمد عبد الجواد

kemo
03-05-2007, 09:51 PM
شكرا علي الموضوع الجميل
ونتمني المزيد

k9-boy
03-05-2007, 10:02 PM
موضوع جميل

اسمعوا قصه غرام
04-05-2007, 12:13 AM
يعطيك العافيه .... اخوى mr.zoro ........

وتسلم اناملك على هذا الموضوع .................