المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انا لله و انا اليه راجعون


Mr. MeMo
21-06-2007, 10:32 AM
يقول صاحب القصه

ورقة صغيرة كُتبت بخطٍ غير واضح ، تمكنت من قراءتها بصعوبة بالغة ... مكتوب بها


فضيلة الشيخ : هل لديك قصة عن أصحاب أو أخوان ... أثابك الله ...


كانت صيغة السؤال غير واضحة ، والخط غير جيد...


سألت صديقي : ماذا يقصد بهذا السؤال ؟


وضعتها جانباً ، بعد أن قررت عدم قراءتها على الشيخ ...


ومضى الشيخ يتحدث في محاضرته والوقت يمضي ...


أذن المؤذن لصلاة العشاء ...


توقفت المحاضرة ، وبعد الآذان عاد الشيخ يشرح للحاضرين ، طريقة تغسيل وتكفين الميت عملياً ...


وبعدها قمنا لآداء صلاة العشاء ...


وأثناء ذلك أعطيت أوراق الأسئلة للشيخ ومنحته تلك الورقة التي قررت أن استبعدها ، ظننت أن المحاضرة قد انتهت ...


وبعد الصلاة طلب الحضور من الشيخ أن يجيب على الأسئلة ...


عاد يتحدث وعاد الناس يستمعون ....


ومضى السؤال الأول والثاني والثالث ...


هممت بالخروج ، استوقفني صوت الشيخ وهو يقرأ السؤال ....


قلت : لن يجيب فالسؤال غير واضح ....


لكن الشيخ صمت لحظة ثم عاد يتحدث ...


جاءني في يوم من الأيام جنازة لشاب لم يبلغ الأربعين ، ومع الشاب مجموعة من أقاربه ، لفت انتباهي ، شاب في مثل سن الميت يبكي بحرقة ، شاركني الغسيل ، وهو بين خنين ونشيج وبكاء رهيب يحاول كتمانه ، أما دموعه فكانت تجري بلا انقطاع ...


وبين لحظةٍ وأخرى أصبره وأذكره بعظم أجر الصبر ....


ولسانه لايتوقف عن قول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لاحول ولاقوة إلا بالله ...


هذه الكلمات كانت تريحني قليلاً ....


بكاؤه أفقدني التركيز ، هتفت به بالشاب ...


- إن الله أرحم بأخيك منك ، وعليك بالصبر


التفت نحوي وقال : إنه ليس أخي


ألجمتني المفاجأة ، مستحيل ، وهذا البكاء وهذا النحيب


- نعم إنه ليس أخي ، لكنه أغلى وأعز أليّ من أخي ...


سكت ورحت أنظر إليه بتعجب ، بينما واصل حديثه ...


- إنه صديق الطفولة ، زميل الدراسة ، نجلس معاً في الصف وفي ساحة المدرسة ، ونلعب سوياً في الحارة ، تجمعنا براءة الأطفال مرحهم ولهوهم ...


- كبرنا وكبرت العلاقة بيننا ، أصبحنا لا نفترق إلا دقائق معدودة ، ثم نعود لنلتقي ، تخرجنا من المرحلة الثانوية ثم الجامعة معاً ...


التحقنا بعمل واحد ...


تزوجنا أختين ، وسكنا في شقتين متقابلتين ...


رزقني الله بابن وبنت ، وهو أيضاً رُزق ببنت وابن ...


عشنا معاً أفراحنا وأحزاننا ، يزيد الفرح عندما يجمعنا ، وتنتهي الأحزان عندما نلتقي ...


اشتركنا في الطعام والشراب والسيارة ....


نذهب سوياً ونعود سوياً ...


واليوم . توقفت الكلمة على شفتيه وأجهش بالبكاء ...


- يا شيخ هل يوجد في الدنيا مثلنا ....


خنقتني العبرة ، تذكرت أخي البعيد عني ، لا .. لا يوجد مثلكما ..


أخذت أردد ، سبحان الله ، سبحان الله ، وأبكي رثاء لحاله ...


أنتهيت من غسله ، وأقبل ذلك الشاب يقبله ...


لقد كان المشهد مؤثراً ، فقد كان ينشق من شدة البكاء ، حتى ظننت أنه سيهلك في تلك اللحظة ...


راح يقبل وجهه ورأسه ، ويبلله بدموعه ...


أمسك به الحاضرون وأخرجوه لكي نصلي عليه ...


وبعد الصلاة توجهنا بالجنازة إلى المقبرة ...


أما الشاب فقد أحاط به أقاربه ....


فكانت جنازة تحمل على الأكتاف ، وهو جنازة تدب على الأرض دبيباً ...


وعند القبر وقف باكياً ، يسنده بعض أقاربه ...


سكن قليلاً ، وقام يدعو ، ويدعو ....


انصرف الجميع ...


عدت إلى المنزل وبي من الحزن العظيم ما لا يعلمه إلا الله ، وتقف عنده الكلمات عاجزة عن التعبير ...


وفي اليوم الثاني وبعد صلاة العصر ، حضرت جنازة لشاب ، أخذت اتأملها ، الوجه ليس غريب ، شعرت بأنني أعرفه ، ولكن أين شاهدته ...


نظرت إلى الأب المكلوم ، هذا الوجه أعرفه ...


تقاطر الدمع على خديه ، وانطلق الصوت حزيناً ...


يا شيخ لقد كان بالأمس مع صديقه ....


يا شيخ بالأمس كان يناول المقص والكفن ، يقلب صديقه ، يمسك بيده ، بالأمس كان يبكي فراق صديق طفولته وشبابه ، ثم انخرط في البكاء ...


انقشع الحجاب ، تذكرته ، تذكرت بكاءه ونحيبه ...


رددت بصوت مرتفع :كيف مات ؟


- عرضت زوجته عليه الطعام ، فلم يقدر على تناوله ، قرر أن ينام ، وعند صلاة العصر جاءت لتوقظه فوجدته ، وهنا سكت الأب ومسح دمعاً تحدر على خديه ، رحمه الله لم يتحمل الصدمة في وفاة صديقه ، وأخذ يردد : إنا لله وإنا إليه راجعون ...


- إنا لله وإنا إليه راجعون ، اصبر واحتسب ، اسأل الله أن يجمعه مع رفيقه في الجنة ، يوم أن ينادي الجبار عز وجل : أين المتحابين فيِّ اليوم أظلهم في ظلي يوم لاظل إلا ظلي ...


قمت بتغسيله ، وتكفينه ، ثم صلينا عليه ...


توجهنا بالجنازة إلى القبر ، وهناك كانت المفاجأة ...


لقد وجدنا القبر المجاور لقبر صديقه فارغاً ...


قلت في نفسي مستحيل : منذ الأمس لم تأت جنازة ، لم يحدث هذا من قبل ...


أنزلناه في قبره ، وضعت يدي على الجدار الذي يفصل بينهما ، وأنا أردد ، يالها من قصة عجيبة ، اجتمعا في الحياة صغاراً وكباراً ، وجمعت القبور بينهما أمواتاً ....


خرجت من القبر ووقفت ادعو لهما : اللهم أغفر لهما وأرحمهما ، اللهم واجمع بينهما في جنات النعيم على سرر متقابلين ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، ومسحت دمعة جرت ، ثم انطلقت أعزي أقاربهما ....


انتهى الشيخ من الحديث ، وأنا واقف قد أصابني الذهول ، وتملكتني الدهشة ، لا إله إلا الله ، سبحان الله ، وحمدت الله أن الورقة وصلت للشيخ وسمعت هذه القصة المثيرة ، والتي لو حدثني بها أحد لما صدقتها ...


وأخذت ادعو لهما بالرحمة والمغفرة



قصة ذكرها الشيخ عباس بتاوي مغسل الأموات




تذكرت حين قرائتها حديث الصادق المصدوق


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

(سبعة يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله:

إمام عادل،

وشاب نشأ في عبادة الله،

ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه،


ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه،

ورجل قلبه معلق بالمساجد،

ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه،


ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين )


أخرجه البخاري ومسلم .




أسأل اللــــــه أن يظــلنا وإياكــم بظلــه يـــوم لاظـــل إلا ظــلــه

Dominique
21-06-2007, 10:42 AM
القصة تخطت التأثير والروعة باميال

سلمت يداك على نقلها لنا بهالروعة

مادري

يمكن هالناس ندر وجودهم في زمن المصالح:(


بس تدري ان قلبي وقف

قلت مادام مستر ميمو ناقلها

اكيد يدري عن احد من الاعضاء شي

الله يستر



جد جد خرعتني
.
.
.

ميشوٍ جدهـ
21-06-2007, 10:45 AM
سبحآن اللهِ سبحــآن اللـه

قصه عجيبـه بصرآحه و مؤثرهـ


آلله يسكنهم في فسيح آلجنآتُ ويجمعهمُ فيُ علين

وعلى لسآن الشيخ آلقصه روعـه بصرآحــه


آتذكرُ قآبلت الشيخ وسلمت عليهُ آكثرُ من مرهـ

موجود لـه مكتب تغسيل اموآت في جدهـ في مسجد آلآيمآن بحيُ النزهــه

مآقصرُت اخويُ .. ميمــو

واسال الله العلى القدير ان يثيبك على مانقلت لنا

نآدرآِ مآنجد مثلُ تلكـِ آلموآضيعُ التىُ تلطمُ الخـد..آين نحن وماذا قدمنا لآخرتنآ

لآهنتـ

د/أحمد توفيق
21-06-2007, 10:56 AM
رحماك بنا يارب العباد ...
رحماك بنا يارب العباد ...

أخي الغالي أبو عبد العزيز ,

لا ياأخي والله , لايوجد مثلهما في الدنيا .
ولابين الأخوة الأشقاء , أبناء الأب الواحد والأم الواحدة .

لم تعد مثل هذه الصداقة أبدا , ولم يعد مثل هذا الحب
والله لقد غرغرت عيناي بالدموع وانا أقرأ القصة الفريدة من نوعها

أسأل الله أن يسكنهما فسيح جناته وأن يغفر لنا ويرحمنا
انا لله .... وانا اليه راجعون

فايز
21-06-2007, 10:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

قصه مؤثره يا مستر ميمو الله يعطيك العافيه وجزاك الله وبيض الله وجهك

تفاحه حمرا
21-06-2007, 11:46 AM
اووووووو عاد انا موووتي قصص الامواااااات

هالقصة قريتها مره بس بيني وبينك ماصدقتها

بس ماأنكر اني قريتها للين اخرتها...

وقبل فترة حوالي اسبوعين

وصلني نفس الايميل وكنت مازلت مكذبه القصه

بس اخرشي قريت انه المصدر من شريط الشيخ ش. عباس بتاوي http://www.thekra.org/images/icon_search.gif (http://www.thekra.org/browse.php?page=ش. عباس بتاوي)

وهالفضوول دفعني اني اتاكد من صحتها.. وفعلا ً سمعت الشيخ يذكرها في شريطه

واذكر اني تأثرت بعد ماأدركت انها واقعيه

والي يحب يسمعها على هالشريط


http://www.thekra.org/images/table_dot.gif وقفات مع مغسل الأموات 2 (http://www.thekra.org/open.php?id=171)


وقفات مع مغسل الأموات (http://www.thekra.org/open.php?id=153)

يسلموو ميمو على القصة المؤثره

timber
21-06-2007, 02:02 PM
سبحان الله قصه في غاية الروعه والله هزتني من اعماق قلبي قرأتها وجلست دقائق بعدها افكر هل في زمننا هذا صداقه بمثل هذه الصداقه بس قلبي كان يقول اكييييد في وعقلي قاعد ينفي ويقول لالالالالالالالالالالا مافي >>>>>الله المستعان<<<<<<< وانشاء الله يجزيك خير على هذه القصه وتكون عبره وعظه لاخواني واخواتي ليتحابوا في الله ليأجروا في الاخره بظل الرحمن الرحيم ......تحياتي للجميع

بوفهد
22-06-2007, 09:56 AM
اخي وعزيزي مستر ميمو

قصه مؤثره جدا فلم تمر في بالي مرور الكرام بل استوقفتني تلك المحبه بين الاخوه

واسئل الله ان يجمعنا بجنته مع اخواننا الذين نحبهم

وجزاك الله خيرا على هذه القصه المعبره والرائعه فعلا

tigre2007
22-06-2007, 02:33 PM
لا اله الا الله
----------------
سبحان الله قصة مؤثرة جدا

ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه،

ورجل قلبه معلق بالمساجد،

ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه،


ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين )

جميلٌ هذا الكلام في عبرة

شكرا لك مستر ميمو على القصة

الطاير
22-06-2007, 04:47 PM
اللهم ارحمنا برحمتك يا ارحم الراحمين ....


شكراً Mr. MeMo على الموضوع ...


الله يجزاك خير يالغالي ....

وجعله الله في ميزان حسانتك .....

لامزيد من التعليق

تحية
الطاير

الجااارح
23-06-2007, 06:06 AM
قد قيل سابقا ضمن سياق المستحيلات :

الخل الوفي !!!!

ولكن هذ القصة تكسر هذ القاعدة الجاهلية تكسير كما كسرها من قبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ...

والله قصة حزينة ومؤثرة Mr. MeMo

الله يجمع بينهما في جنات الخلد ....

اللهم ارحمها وارحم عبادك المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة اللهم عافهم وأعف عنهم وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم وأغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم اللهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وارحمنا اللهم برحمتك الا صرنا الى ما صاروا إليه إنك على ذلك وعلى ما تشاء قدير ....
آمين يا أرحم الراحمين

جزاك الله خير الجزاء على نقلها للعضة والعبرة وبارك الله فيك

Mr. MeMo
23-06-2007, 10:55 AM
الله يجزاكم الف خير

و ان شاء نتعض جميعا و نعتبر من خلال القصص
المماثله

و اتمنى التوفيق للجميع

Rup_k
23-06-2007, 03:49 PM
ما فهمت شيي..............


________

"أيها الرب يسوع، أشكرك لأنك صرتَ رحمة الله لي. أشكرك لأنك متّ من أجلي شخصياً على الصليب وأخذتَ عقابي عني أنا الإنسان الخاطئ. فاغفرْ لي خطاياي. أنا أقبل فداءَك، وأدعوك إلى أن تدخل قلبي وحياتي. اجعل روحَك يسكنني. واجعلني ابناً لله. أَعِنّي حتى أحيا حياة طهارة وقداسة تليق بالله القدوس، وأمجّدك في كل جانب من جوانب حياتي. أشكرك لأنك استجبت لصلاتي. آمين.

NIGERMAN
24-06-2007, 05:09 AM
مشكور علي القصه . القصه اثرت فيه جدااااااااااا