فتاة الادغال
24-12-2007, 10:42 PM
اكتشفناها، نعم، وبالصدفة وجدناها، كانت "هناك" طوال هذه المدة حتى أصبحت أسطورة لدى الجميع، لكن اليوم تأكدنا من وجودها.
يمكن أن يقال حقا إنها جزر العجائب والغرائب، جزر يوجد بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر.
سنأخذكم معنا لاكتشاف هذه الجزر من خلال رحلة في ربوعها، سنجعلكم تطلعون على أسرارها المختلفة والفريدة، وتكتشفون متاهات شوارعها وطرقها، وشعوبها وعاداتهم وتقاليدهم وممارساتهم.
تتكون جزر الوقواق من اثنين وعشرين جزيرة، وهذا العدد مرشح للارتفاع إلى أكثر من ثلاثين جزيرة في المستقبل القريب بسبب النزاعات الداخلية والإقليمية التي تنخرها، يقال أنها نزاعات سياسية لكن هذا غير صحيح فلا ناقة لأهلها ولا جمل في السياسة ولا يفقهون خباياها، بل هي نزاعات على الثروة والسلطة، المال لتقوية النفوذ وجلب الأتباع، والسلطة للقبض عليها بيد من حديد، وبعد عمر مديد يمكن أن يتجاوز 35 سنة كما وقع في العديد من الأحيان، وفي أغلب الأحيان بعد الوفاة، تورث السلطة من طرف أحد الأبناء.
ينقسم الكوكب الذي نعيش فيه إلى ثلاثة أقسام، الدول المتقدمة، والدول السائرة في طريق النمو، وأخيرا تلك السائرة بخطى حثيثة في طريق التخلف، ولا ينتمي إلى هذا القسم الأخير سوى جزر الوقواق. وكل شيء في جزر الوقواق ينقسم بدوره إلى قسمين، فالجزر نفسها تنقسم إلى جزر صفراء وجزر خضراء، رغم أن اللون الأخضر هذا بدأ يميل إلى الاصفرار هو الآخر بسبب التصحر من جهة، والأوساخ والنفايات وعدم الاهتمام بالبيئة من جهة ثانية، حيث أن مدنها تتميز بالأكياس البلاستيكية التي تتطاير إلى عنان السماء بسبب الرياح، ثم تنزل وتستقر على الأسلاك الكهربائية لتتبخر موادها الكيميائية بسبب أشعة الشمس وتزيد تلوثا إلى التلوث المنتشر في البر والبحر و الجو.
كما أن الثروة بين سكان جزر الوقواق لها واقع عجيب، فالجزر غنية لكن شعوبها فقيرة، وتنقسم الثروة بدورها إلى قسمين، ففي الجزر الصفراء هناك أقلية تحسب على رؤوس أصابع اليد تنعم في غنى فاحش، والأغلبية تعيش في فقر، بينما في الجزر الخضراء هناك أقلية تعيش في غنى "ملفت"، بينما الأغلبية الساحقة تعيش في فقر مدقع ومزمن.
من الانقسامات الأخرى تواجد عالميها العلوي والسفلي، ومنطقتيها الاثنتين، منطقة خمسة ومنطقة صفر، فهي لا تنقسم إلا إلى منطقتين فقط.
عدد سكان الجزر 280 مليون من هلام البشر، أحب شيء لدى شعب جزر الوقواق الأكل والشرب والنوم والجنس واللهو والموسيقى والصخب واللغو وكثرة الحديث الفارغ والقيل والقال وكثرة السؤال، قنواتها التلفزيونية ومحطاتها الإذاعية وكذلك دكاكينها ومحلاتها التجارية عبارة عن نوادي ليلية كلها موسيقى وأغاني "هز يا وز"، أغلب الكلمات التي تحتوي عليها الأغاني هي نوعية "يا ليل يا عين، ويا عين يا ليل"، ويستمر الأمر هكذا في البيت والسيارة والشارع والحافلات والمقاهي والفنادق والبارات دون أن ننسى طبعا المراقص، وهذا بوثيرة مستمرة ودون توقف ولا استراحة، بل وحتى رنات الهواتف المحمولة لم تنجوا من هذه الظاهرة. أما الذوق والإيتكيت، فلا يمكن أن أتحدث عن شيء ليس لجماعة الجزر أي علم بوجودها بتاتا.
أما أهم صفات أغلب شعوبها فهو اللباس الغير المتناسق والكذب والغدر والخيانة والنفاق الشديد والشدة في بعض أوقات والتزلف في أوقات أخرى حسب المصالح والشغف بحب المال، هذا المال الذي جعل صناعة الفسق والفجور وعظائم الأمور مزدهرة، وممارسة الاحتيال واللف والدوران والفساد منتشرة، عندما تواجه فردا منهم لا تعرف بالضبط هل تواجه الشخص الحقيقي لأنه من الصعب أن تفرق بين الوجه و القناع، وأهل جزر الوقواق هو شعب من المستحل أن ترى أحدهم لا يدخل أصبعه في أنفه أو على الأقل يمسح أنفه بيده قبل أن يقدمها ليسلم عليك، كأنه يصر أن تكون الوساخة هي أول صلة وصل بينكما، صداقتهم لا تدوم طويلا، تبدأ العناق والقبلات والضم إلى الصدر، لكن بعد أن يتأكد أن لا مصلحة هناك، ينفر منك بسرعة وبطريقة لا يمكن لك فهم أسبابها، كما أنهم يتميزون بالحديث بصوت مرتفع وفي آن واحد، وقد تراهم خلال مناقشاتهم في الحوارات المتلفزة، ولو أمام مشاهدي الفضائيات، يتحدثون ويتكلمون في آن واحد وبلهجات مختلفة دون أي يستوعب أي منهم أو يسمع ما يقوله الآخر.
وجزر الوقواق لا علاقة لها بما يجري في العوالم الأخرى، ولايهمها ما وقع وما يقع وما سيقع، تعرف فقط بأن الدول الأخرى لها تقاليد وممارسات مختلفة كالعمل الجاد والإنتاج والتنمية المستمرة والاختراعات لكن هذه أشياء ليس لجزر الوقواق حتى الوقت للتفكير فيها، يعرفون أن الأمم الأخرى تتقدم وهم يتأخرون لكن يعتبرون ذلك من طبيعة الأشياء، وحتى إذا تقدموا، في رأي أهل جزر الوقواق، فإلى أين يريدوا أن يصلوا. جزر الوقواق لا تريد أن تعرف ماذا يجري في العالم ولا كيف يجري لسبب بسيط وهو أنه لا يجري لديها أي شيء، ولنفرض أن شيئا يجري، فليجري.
وإذا ما أصابت جزر الوقواق كارثة، في الغالب سياسية، أو عانت من ظلم أو إهانة أو مهانة، فإن قادتها وزعمائها يعبرون عن إدانتهم وسخطهم وشجبهم وغضبهم وتنديدهم لما يحصل, والأخطر أنه قد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى حد "الاستنكار".
وهكذا نرى أن المشهد العام في جزر الوقواق مشهد شاذ، كل الطرق مسدودة ولا فرصة لكي تجد ما تريد أو أن ترى ما تريد، مشهد كله متناقض، متنافر، كل ما على سطح جزر الوقواق يعبر عن تخلف حضاري مذهل بسبب تردي الأوضاع، ويعكس الوضع العام للجزر الإفلاس التام، إفلاس على كل الأصعدة، على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتعليمي والعلمي والفني والعسكري والتكنولوجي، إفلاس واضح في كل صور الحياة، مجرد متاهات، أما سياساتها وأنظمتها فتعكس بكل وضوح علامات الضياع والخنوع والانبطاح والاستكانة والارتباك والركود والعجز عن المبادرة والشلل في مراكز اتخاذ القرار... أي قرار.
وبالرغم من أن لسكان الجزر طباع وقواسم مشتركة كاللغة والدين والعادات والتقاليد والتفكير، إلا أنها جزر يضرب بها المثل في التشرذم والإنقسام والتنافر، لا اتحاد ولا اتفاق ولا تعاون ولا تكافل ولا تكامل ولا تنسيق ولا ود بينها، كل فرد في كل جزيرة يتيه في واد، وكل جزيرة تتيه في واد.
الجزر مهمشة، شعبها مهمش، حائر، محبط، خابت آماله وهذا يظهر على وجوه الناس في الشوارع والمقاهي والبيوت والمكاتب وحتى في الحدائق وأماكن الترفيه، وباختصار في كل مكان، ربما هذا ما يشرح شغفهم بالموسيقى لينسوا، رغم أنها تتسم بفوضى عارمة، وأصوات مرتفعة وصراخ، يضاف إلى ذلك ما تتسم به الحياة الاجتماعية من نزاعات وخناقات بين الأفراد واختناقات في الطرق والشوارع والأماكن العامة لأتفه الأسباب.
وسكان جزر الوقواق يبدون بشكل عام وكأنهم في غرفة كبيرة وشاسعة، من السهل الدخول إليها لكن لا أحد يمكن بعد ذلك الخروج منها إلا إذا قرر المغامرة بحياته وحاول الهروب.
امرهم عجيب شعب هالجزيره :confused:
مع خالص احترامي
يمكن أن يقال حقا إنها جزر العجائب والغرائب، جزر يوجد بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر.
سنأخذكم معنا لاكتشاف هذه الجزر من خلال رحلة في ربوعها، سنجعلكم تطلعون على أسرارها المختلفة والفريدة، وتكتشفون متاهات شوارعها وطرقها، وشعوبها وعاداتهم وتقاليدهم وممارساتهم.
تتكون جزر الوقواق من اثنين وعشرين جزيرة، وهذا العدد مرشح للارتفاع إلى أكثر من ثلاثين جزيرة في المستقبل القريب بسبب النزاعات الداخلية والإقليمية التي تنخرها، يقال أنها نزاعات سياسية لكن هذا غير صحيح فلا ناقة لأهلها ولا جمل في السياسة ولا يفقهون خباياها، بل هي نزاعات على الثروة والسلطة، المال لتقوية النفوذ وجلب الأتباع، والسلطة للقبض عليها بيد من حديد، وبعد عمر مديد يمكن أن يتجاوز 35 سنة كما وقع في العديد من الأحيان، وفي أغلب الأحيان بعد الوفاة، تورث السلطة من طرف أحد الأبناء.
ينقسم الكوكب الذي نعيش فيه إلى ثلاثة أقسام، الدول المتقدمة، والدول السائرة في طريق النمو، وأخيرا تلك السائرة بخطى حثيثة في طريق التخلف، ولا ينتمي إلى هذا القسم الأخير سوى جزر الوقواق. وكل شيء في جزر الوقواق ينقسم بدوره إلى قسمين، فالجزر نفسها تنقسم إلى جزر صفراء وجزر خضراء، رغم أن اللون الأخضر هذا بدأ يميل إلى الاصفرار هو الآخر بسبب التصحر من جهة، والأوساخ والنفايات وعدم الاهتمام بالبيئة من جهة ثانية، حيث أن مدنها تتميز بالأكياس البلاستيكية التي تتطاير إلى عنان السماء بسبب الرياح، ثم تنزل وتستقر على الأسلاك الكهربائية لتتبخر موادها الكيميائية بسبب أشعة الشمس وتزيد تلوثا إلى التلوث المنتشر في البر والبحر و الجو.
كما أن الثروة بين سكان جزر الوقواق لها واقع عجيب، فالجزر غنية لكن شعوبها فقيرة، وتنقسم الثروة بدورها إلى قسمين، ففي الجزر الصفراء هناك أقلية تحسب على رؤوس أصابع اليد تنعم في غنى فاحش، والأغلبية تعيش في فقر، بينما في الجزر الخضراء هناك أقلية تعيش في غنى "ملفت"، بينما الأغلبية الساحقة تعيش في فقر مدقع ومزمن.
من الانقسامات الأخرى تواجد عالميها العلوي والسفلي، ومنطقتيها الاثنتين، منطقة خمسة ومنطقة صفر، فهي لا تنقسم إلا إلى منطقتين فقط.
عدد سكان الجزر 280 مليون من هلام البشر، أحب شيء لدى شعب جزر الوقواق الأكل والشرب والنوم والجنس واللهو والموسيقى والصخب واللغو وكثرة الحديث الفارغ والقيل والقال وكثرة السؤال، قنواتها التلفزيونية ومحطاتها الإذاعية وكذلك دكاكينها ومحلاتها التجارية عبارة عن نوادي ليلية كلها موسيقى وأغاني "هز يا وز"، أغلب الكلمات التي تحتوي عليها الأغاني هي نوعية "يا ليل يا عين، ويا عين يا ليل"، ويستمر الأمر هكذا في البيت والسيارة والشارع والحافلات والمقاهي والفنادق والبارات دون أن ننسى طبعا المراقص، وهذا بوثيرة مستمرة ودون توقف ولا استراحة، بل وحتى رنات الهواتف المحمولة لم تنجوا من هذه الظاهرة. أما الذوق والإيتكيت، فلا يمكن أن أتحدث عن شيء ليس لجماعة الجزر أي علم بوجودها بتاتا.
أما أهم صفات أغلب شعوبها فهو اللباس الغير المتناسق والكذب والغدر والخيانة والنفاق الشديد والشدة في بعض أوقات والتزلف في أوقات أخرى حسب المصالح والشغف بحب المال، هذا المال الذي جعل صناعة الفسق والفجور وعظائم الأمور مزدهرة، وممارسة الاحتيال واللف والدوران والفساد منتشرة، عندما تواجه فردا منهم لا تعرف بالضبط هل تواجه الشخص الحقيقي لأنه من الصعب أن تفرق بين الوجه و القناع، وأهل جزر الوقواق هو شعب من المستحل أن ترى أحدهم لا يدخل أصبعه في أنفه أو على الأقل يمسح أنفه بيده قبل أن يقدمها ليسلم عليك، كأنه يصر أن تكون الوساخة هي أول صلة وصل بينكما، صداقتهم لا تدوم طويلا، تبدأ العناق والقبلات والضم إلى الصدر، لكن بعد أن يتأكد أن لا مصلحة هناك، ينفر منك بسرعة وبطريقة لا يمكن لك فهم أسبابها، كما أنهم يتميزون بالحديث بصوت مرتفع وفي آن واحد، وقد تراهم خلال مناقشاتهم في الحوارات المتلفزة، ولو أمام مشاهدي الفضائيات، يتحدثون ويتكلمون في آن واحد وبلهجات مختلفة دون أي يستوعب أي منهم أو يسمع ما يقوله الآخر.
وجزر الوقواق لا علاقة لها بما يجري في العوالم الأخرى، ولايهمها ما وقع وما يقع وما سيقع، تعرف فقط بأن الدول الأخرى لها تقاليد وممارسات مختلفة كالعمل الجاد والإنتاج والتنمية المستمرة والاختراعات لكن هذه أشياء ليس لجزر الوقواق حتى الوقت للتفكير فيها، يعرفون أن الأمم الأخرى تتقدم وهم يتأخرون لكن يعتبرون ذلك من طبيعة الأشياء، وحتى إذا تقدموا، في رأي أهل جزر الوقواق، فإلى أين يريدوا أن يصلوا. جزر الوقواق لا تريد أن تعرف ماذا يجري في العالم ولا كيف يجري لسبب بسيط وهو أنه لا يجري لديها أي شيء، ولنفرض أن شيئا يجري، فليجري.
وإذا ما أصابت جزر الوقواق كارثة، في الغالب سياسية، أو عانت من ظلم أو إهانة أو مهانة، فإن قادتها وزعمائها يعبرون عن إدانتهم وسخطهم وشجبهم وغضبهم وتنديدهم لما يحصل, والأخطر أنه قد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى حد "الاستنكار".
وهكذا نرى أن المشهد العام في جزر الوقواق مشهد شاذ، كل الطرق مسدودة ولا فرصة لكي تجد ما تريد أو أن ترى ما تريد، مشهد كله متناقض، متنافر، كل ما على سطح جزر الوقواق يعبر عن تخلف حضاري مذهل بسبب تردي الأوضاع، ويعكس الوضع العام للجزر الإفلاس التام، إفلاس على كل الأصعدة، على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتعليمي والعلمي والفني والعسكري والتكنولوجي، إفلاس واضح في كل صور الحياة، مجرد متاهات، أما سياساتها وأنظمتها فتعكس بكل وضوح علامات الضياع والخنوع والانبطاح والاستكانة والارتباك والركود والعجز عن المبادرة والشلل في مراكز اتخاذ القرار... أي قرار.
وبالرغم من أن لسكان الجزر طباع وقواسم مشتركة كاللغة والدين والعادات والتقاليد والتفكير، إلا أنها جزر يضرب بها المثل في التشرذم والإنقسام والتنافر، لا اتحاد ولا اتفاق ولا تعاون ولا تكافل ولا تكامل ولا تنسيق ولا ود بينها، كل فرد في كل جزيرة يتيه في واد، وكل جزيرة تتيه في واد.
الجزر مهمشة، شعبها مهمش، حائر، محبط، خابت آماله وهذا يظهر على وجوه الناس في الشوارع والمقاهي والبيوت والمكاتب وحتى في الحدائق وأماكن الترفيه، وباختصار في كل مكان، ربما هذا ما يشرح شغفهم بالموسيقى لينسوا، رغم أنها تتسم بفوضى عارمة، وأصوات مرتفعة وصراخ، يضاف إلى ذلك ما تتسم به الحياة الاجتماعية من نزاعات وخناقات بين الأفراد واختناقات في الطرق والشوارع والأماكن العامة لأتفه الأسباب.
وسكان جزر الوقواق يبدون بشكل عام وكأنهم في غرفة كبيرة وشاسعة، من السهل الدخول إليها لكن لا أحد يمكن بعد ذلك الخروج منها إلا إذا قرر المغامرة بحياته وحاول الهروب.
امرهم عجيب شعب هالجزيره :confused:
مع خالص احترامي