فتاة الطبيعة
03-04-2008, 07:08 PM
في الأيام الأخيرة قبل وفاة المرحومة المسكينة السلحفاة "كامي"، كانت مكتئبة اكتئاب ثقيل لدرجة أنني لم أرها تتحرك قط، ظننت أنها تشعر بالوحدة، فطلبت من أمي أن تشتري لها سلحفاة ثانية، و لم أشترها بعد، و في ليلتها حملت "كامي" بيدي و ألقيت نظرة على رأسها المخبأ في الصخرة فإذا بها تنظر في جهة واحدة فقط، وضعتها على العشب الاصطناعي فلم تتحرك و بقيت ماكثة، حركت أرجلها كي تمشي فمشت خطوتان متإكة على رجلها الأيسر الخلفي الذي كان لا يتحرك، وضعت يدها في الماء لعلها تتفطن من منامها، فعندما لمس ظفرها الماء أخبأته بسرعة كأنها فزعت، فقلت لعلها تريد سلحفاة أخرى تونسها، فطلبت من أمي ثانية و قالت لي غدا، و في الغد صباحا ألقيت نظرة عليها فإذا بها في نفس المكان و لم تتحرك بخطوة، شككت في أنها مريضة، سألت أمي فقالت أن شكلها سوف تمرض مرضا مخيفا!!! فذهبت إليها و حملتها و نظرت إلى وجهها فإذا بعينيها خارجان من مكانهما و غير طبيعيان، خفت خوفا شديدا، حركتها و نقرت على صخرتها و وضعت الأكل في فمها فلم تتحرك، فوضعت يدها في الماء فلم تتحرك، عندها أصابني شك خطير، رأتها أمي، ثم قالت لي أن روحها بجوار خالقها، لا تتصوروا كم تأثرت، كانت دمعتي تريد الالخروج من جفاني ، لكنني لم أرضى بذلك و قلت أنني أنا التي قتلتها ... نعم انا التي قتلتها ... كنت قاسية معها رغم أنني كنت أشعر بكل ما تعانيه، اشتريتها قبل شهرين و نصف تقريبا، لكنني وعدت نفسي أنني لن أشتري واحدة أخرى سواء سلحفاة أو مخلوق آخر، إن هذه المخلوقات روح ، مثلنا ، مثلي انا و مثلك أنت، أترضى أن يبيعوك انت و يشتروك ثم يحرموك عن طبيعتك و أهلك؟ أترضى أن تعيش حياتك بعيدا عن غيرك من المخلوقات أمثالك؟ أترضى أن تموت بعيدا عن أمك و أهلك؟ ألا تشتاق إلى السماء الزرقاء و الأرض الخضراء؟ الأن تأكدت أن شراء و بيع الحيوانات الصغيرة أمثال السلحفاة حراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام،نعم و أنا ضد كل الذي يبيع و يشتري الحيوانات . فسيسأل عنها يوم القيامة.