تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عندما قتلت الحب ( قصة )


TAZ AL-HAWSAWAI
13-08-2008, 12:08 PM
عندما قتلت الحب

( هو ) شاب عاني في حياته الكثير, ولكنه كان رجل بمعنى الكلمة, تغلب على الظروف الصعبة التي كان أولها موت أمه في حادث سيارة مع أختها الصغرى ( خالته ) عندما كان في سن السابعة و ما لبث أن فارق أبوه الحياة بعد سنه, و كان ذلك بتمسكه بالدين و صبره على قضاء الله و قدره .

انتقل للعيش مع زوج خالته التي توفيت مع أمه, في بيتهم مع أبناء و بنات خالته, تدرج في الدراسة و كان متفوقا في كل شيء و كان حليما ذكيا فطنا, كانت تربطه ذكريات جميلة بتلك الطفولة مع أنها كانت صعبة ولكن ما زال بها الكثير من الجمال , كان يتذكر دوما تلك الفتاة ( أبنت خالته الكبرى) التي تحب اللعب معه و الاستفادة منه في الكثير من الأمور حيث كانت اصغر منه في السن, بعد عدة سنين ( هي ) أصبحت فتاه بالغة و ( هو ) أصبح شاب يافعا و عندها و بعد أن أصبح البيت ينقسم إلى قسمين لوجود غير المحارم اتخذ قراره في السفر للخارج و إكمال دراسته هناك.

كان له عدة مواقف في الخارج ولقد عرضت عليه جنسية تلك الدولة و لكنه رفض لرجاحة عقلة و تعلقه بمن في الوطن و الوطن نفسه , أكمل دراسته و لقد اسلم علي يديه بعض الشباب هناك لحسن خلقه و لقد وجد الكثير من المضايقات من بعض الفتيات في صفوف الدراسة لوسامته ولكنه كان اقوي من تلك الإغراءات.

في هذه الأثناء ( هي ) لم تكف عن التفكير بذالك الـ ( هو ) إلى حد الإعياء في بعض الأحيان فذلك هو الحب , كانت تحلم به كثيرا و تحدث زميلاتها في المدرسة عنه و خاصة إحدى صديقاتها التي نصحتها بعدم الخوض في مثل هذه الأمور و خاصة أن هذا الحب من طرف واحد ؟ قالت ( هي ) و كيف ذلك و هو الذي يتصل أسبوعيا بنا و يسال عن أحوالنا ؟ قالت تلك الصديقة ولكن هذا ليس دليل حبه لكي فأنت هنا وهو هناك و ما يدريك انه معجب بإحداهن ؟ ( هي ) لم تكترث فلقد اتبعت قلبها و خاصة عندما تقدم لها العديد من الشبان الصالحين فرفضتهم لانها كانت تنتظر شخصا أخر.


انقضت السنين و عاد ( هو ) إلى ارض الوطن محملا بشهادات لا مثيل لها و بخبرة و حنكه أكثر من السابقة تسابقت عليه الشركات و انهالت عليه العروض و اختار ما يناسبه في نفس المدينة التي يسكن فيها أبناء خالته لحبه لتلك المدينة, اسبتشرت ( هي ) خيرا و أخذت تترقب إلى أن جاء ذلك اليوم القاتل .

( هو ) فكر في الزواج و الاستقرار و لكن من هي التي سوف تكون شريكة حياته فكر ثم فكر ثم فكر و عندها تذكر أبنت خالته ( هي ) اااه كم مرة السنين أرجو أن تكون ألان في كامل عقلها و نضجها و من المؤكد أن عندها الكثير من الزميلات و لن تخذلني في البحث لي عن زوجه مناسبة لم يمهل نفسه التفكير فرفع سماعة الهاتف و طلب رقم بيت خالته ليرد احد الأبناء فيسلم عليه و يطلبها بالاسم ( هي ) و عندما ذهب مرسول الحب لم تصدق ما سمعت هل تقصد فلان ( هو ) يطلبني في الهاتف ؟ كاد أن يغمى عليها من شدة الفرح و الدهشة و لكنها تمالكت نفسها و أخذت سماعة الهاتف لتسمع ذلك الصوت الذي لطالما انتظرته طويلا, سلم عليها و دار بينهم حوار قصير و عندها استاذنها في طلب خدمة فقالت و بلا تردد و بعفويه كلي لك ؟ عندها استبشر خيرا و اخبرها بانه يبحث عن زوجه و قد و قع اختياره عليها ( هنا لم تتمالك نفسها من الفرحة و أخذت في البكاء من الداخل ) ولكنه أكمل حديثه بأنه قد اختارها لتبحث له عن زوجه ؟ هنا كانت الفاجعة .


نقلت ( هي ) إلى المستشفي بعد أن أصيبت بصدمة عصبية ولكن بعد أن تمالكت نفسها على الهاتف معه و بشرته بأنها سوف تبذل قصارى جهدها, أفاقت في اليوم الثاني لتجد حولها الأقربون و معهم تلك الصديقة التي مكثت معها للمبيت بجوارها لان الدكتور نصح بان تمكث يوم أخر للاطمئنان على صحتها, بكت ثم بكت ثم بكت في حضن صديقتها و قالت لها بتعجب و حسرة ( لقد طلب مني أن ابحث له عن زوجه ) عندها حاولت صديقتها تبرير الموقف و أخذت تخوض في أحاديث أخرى و وعدتها بإيجاد حل مناسب بعد الخروج من المستشفى بإذن الله.

في البيت ( هي ) على الفراش ولم تتركها تلك الصديقة المخلصة و هنا تتجلى أسمى صفات الصديق الناصح المحب لصديقة, هذه الصديقة تعرف أن ( هي ) مغرمة بذلك الـ ( هو ) ولكن هذا طلب مغاير للواقع نسبة 180 درجة ؟ فما هو الحل في هذه الحالة و بعد التفكير و اخذ المشورة من البعض في الخفاء, و في اليوم التالي و عندما جاءت تلك الصديقة إلى ( هي ) أغلقت باب الغرفة و دار بينهم حديث طويل, بعدها تحسنت حالت ( هي ) و أخذت في مزاولة حياتها بشكل طبيعي و هي تخفي ذلك الحب إلى ألان .


( يتبع )

smile eye
13-08-2008, 12:16 PM
القصة حلوة .. أتمنى تكملها بسرعة ..


مشكوور ..

TAZ AL-HAWSAWAI
13-08-2008, 03:55 PM
القصة حلوة .. أتمنى تكملها بسرعة ..

مرورك الاحلى بارك الله فيكم

جاري التحميل ....

TAZ

الأسد الملك
13-08-2008, 04:15 PM
مشكور على القصة
و يا ربـ .. تكملهآ فأسرع وقت
تقبل مروريــ .. ؟؟

TAZ AL-HAWSAWAI
18-08-2008, 08:59 AM
( هو ) مستعد من جميع الاتجاهات و في انتظار الجواب الشافي له من ( هي ) التي تتكبد الحسرات على حبيب القلب الذي لم يلقى لها بالا, جاء الموعد المرتقب اتصل ( هو ) على ( هي ) و دار بينهم حديث قصير و بشرته بان طلبه موجود و حددت له يوم لرؤية زوجة المستقل في بيت صديقتها , لم يصدق نفسه من الفرحة واخذ يدعو لها , جاء ذلك اليوم المرتقب و قلبها لا يكاد يسكن في مكانه من الاضطراب و الخوف, رن جرس الباب ؟ دخل ( هو ) إلى مجلس البيت برفقة حد الأبناء الذي استقبله استقبال لائق و بعد برهة تركه لوحده لتدخل عليه تلك البنت التي كانت غاية في الحسن و الجمال و الأدب و الأخلاق, لم تفتح فمها بكلمة من شدة الحياء بعد ما قدمت له واجب الضيافة و لم تمكث معه طويلا حيث انه كان مقدرا لذلك الموقف فلم يكثر عليها الأسئلة .

في اليوم الثاني رن جرس الهاتف فكانت ( هي ) على الطرف الأخر و ( هو ) المتصل سلم عليها ثم شكرها على حسن الاختيار و انه موافق على تلك الفتاه و طلب منها معرفة أهل البنت واسمها ؟ فقالت أن أهلها هم اهلك لان البنت التي اخترتها اسمها ( هي ).

هنا لم يصدق ( هو ) نفسه و لم يستطع أكمال المحادثة من شدة الصدمة ولكن صدمة من نوع آخر ( كأني قتلت الحب ) قال لنفسه فعلا أنا كيف غفلت عن ( هي ) كل تلك الفترة و الزمان ؟ و اخذ يلوم نفسه في نفس الوقت الذي لا تكاد الدنيا تسعه من الفرحة بهذه الزوجة التي لم تكن على البال مع أنها أمامه , و ما هي إلى لحظات و يرن جرس باب بيت ( هي ) ليكون الطارق ( هو ) و يدخل على زوج خالته و يطلب منه أن تكون ( هي ) زوجه له على سنت الله و رسوله.

و ما هي إلى لحظات و يرن جرس باب بيت ( هي ) ليكون الطارق ( هو ) و يدخل على زوج خالته و يطلب منه أن تكون ( هي ) زوجه له على سنت الله و رسوله و كالعادة يطلب الأب المتعقل من هذا الشاب الذي يتمناه كل أب لابنته أن يمهله بعض الوقت للتفكير و لأخذ الإذن من صاحبت الشائن, اتفقا على أن يكون الموعد بعد أسبوع تقريبا, اجتمع الأب مع ابنته التي لم تنطق بكلمة واحدة و مع إلحاح الأب نقطت بالموافقة و بالكاد كانت الأرض تحملها من الفرحة, و أجمعت الأب مع أبنائه للمشاورة في هذا الأمر المصيري لإحدى بناتهم, حيث انه ليس عنده أي اعتراض و البنت كذلك ولكن هنا كانت المفاجئة عندما قام الأخ الأكبر معارضا لهذه الجيزة فاستغرب الجميع من هذا التصرف و هم يعرفون من هو الشاب الذي تقدم لهم و بغض النظر عن صلة القرابة فان هذا الإنسان مشهود له بحسن الخلق.

أردف الأخ الأكبر قائلا, يا إخوان انتم تعلمون أن هذا الـ ( هو ) قريب لنا و هذا على العين و الرأس ولكن و كما تعلمون انه إنسان عاش في الخارج لاكثر من سبع سنين و شاهد ما شاهد من صفات و أخلاق الغرب و من المستحيل أن لا يكون تطبع بهم و الأهم من ذلك بل هو سبب اعتراضي : ما هو السبب الذي يجعل إنسان في هذه ألمكانه و قد عرضت عليه فاتنات الجمال في الخارج من جميع النواحي بان يقبل بمن هي دون ذلك ؟ السبب واضح بالنسبة لي و هو ( الشفقه علينا ؟ ).

هنا احتار الأب في رده ولكن احد الأبناء العقلاء كان جوابه حاضرا حيث قال يا أخي دع عنك هذه الأفكار و من سوف يجاوبك ليس أنا ولكن ( هو ) سوف نجلس معه في جلسه أخويه و نتحدث معه بكل أريحية و خارج هذا الموضوع و نرى و جهة نظره ( مع أن هذا الأخ المتعقل كان متأكد من أن أخوه الأكبر كان يغار و بشده من ( هو ) للمقارنات التي كانت تقوم بينهم و لتفوق ( هو ) عليه في أمور كثيرة أهمها العلم و هذا هو سبب رفضه الأساسي ).

بعد يومين اتصل الأخ المتعقل بـ ( هو ) و طلب منه أن يسمر معهم في أحدى الاستراحات لتغير الجو فما كان من ( هو ) إلى أن استجاب لهذا الطلب و فرح به حيث أن الجمعة كانت عائلية فقط, اجتمع الأب مع أبنائه بالإضافة إلى ( هو ) الذي كان متحمسا جدا لهذه الجمعة و هو لا يكاد تفكيره ينقطع عن ( هي ) كان يراها في أعين إخوتها و في صورهم بل حتى في كلامهم و حديثهم.

يتبع