MrLiOn
28-05-2006, 06:56 AM
عالم الجن عالم حقيقي أثبته الله في كتابه ، فلا طريق إلى تكذيبه أو نفي وجوده . وأخبر الله أن الجن خلقوا من قبل الإنس ، حدد بعضهم المدة بألفي سنة ، وبين الله أن الجن خلقوا من نار .. قال تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون ، والجان خلقناه من قبل من نار السموم ) .
والجن في اللغة مأخوذ من الإجتنان وهو التستر والإستخفاء .
وفي الاصطلاح : الجن نوع من الأرواح العاقلة المريدة المكلفة على نحو ماعليه الإنسان ، مجردون عن المادة ، مستترون عن الحواس ، لايرون على طبيعتهم ولا بصورتهم الحقيقية ، ولهم قدرة على التشكل يأكلون ويشربون ويتناكحون ولهم ذرية ، محاسبون على أعمالهم في الآخرة .
وعليه يظهر لنا أبرز صفاتهم من خلال هذا التعريف .. وما يهمني من صفاتهم هو : قدرتهم على التشكل .. وهو ما طرحه أخي لحن الخلود في موضوعه ( الجن والحيوان (http://www.2zoo.com/vb/showthread.php?t=436) ).. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بهذا الخصوص : ( والجن يتصورون في صور الإنس والبهائم ، فيتصورون في صور الحيات والعقارب وغيرها ، وفي صور الإبل والبقر والغنم والخيل والبغال والحمير ، وفي صور الطير ، وفي صور بني آدم ) .
والأدلة على تشكل الجن ورؤيتهم كثيرة جداً في الكتاب والسنة وما استفاض من قصص موثقة نقلت من ثقات .. اكتفي بذكر التالي :
1- قال تعالى : ( وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه ) وهذا يوم بدر لما جاء ابليس بجنده من الشياطين وتشكل على صورة سراقة بن مالك بن جعشم وقال للمشركين : ( لا غالب لكم اليوم وإني جار لكم ) . راجع كامل القصة في تفسير الطبري عن ابن عباس .
2- ما ورد أن الشيطان تشكل في صورة شيخ نجدي ، عندما اجتمعت قريش بدار الندوة ،لتمكر بالرسول صلى الله عليه وسلم . راجع كامل القصة في سيرة ابن هشام 2/93-95
3- ما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة لما تشكل له شيطان في صورة رجل فقير عندما كان حفيظاً على زكاة رمضان والقصة مشهورة قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أما إنه صدقك وهو كذوب ، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة ؟ قال :لا ، قال : ذاك شيطان ) .
وحديث معاذ بن جبل وفيه أن شيطاناً تشكل له بصورة فيل ، وحديث أبي بن كعب : أن أباه أخبره أنه كان لهم جرن فيه تمر ، وكان مما يتعاهده فيجده ينقص ، فحرسه ذات ليله ، فإذا هو بدابة كهيأة الغلام المحتلم ، قال: فسلمت فرد السلام ، فقلت : ما أنت جن أم إنس ؟ فقال : جن ، فقلت : ناولني يدك فإذا يد كلب وشعر كلب ، فقلت : هكذا خلق الجن ؟ فقال لقد عَلِمَت الجن أنه مافيهم من أحد هو أشد مني ... إلى آخر الحديث الذي أخرجه ابن حبان في صحيحه 2/111-112
وهذه الروايات بمجموعها تدل على تشكل الجن ورؤيتهم في صورهم التي تشكلوا بها .
4- وقصة الفتى حديث العهد بعرس وهي مشهورة وفيها أنه رجع من الخندق فإذا امرأته بين البابين قائمة ، فأهوى إليها بالرمح ليطعنها به ، وأصابته غيره ، فقالت له : اكفف عليك رمحك ، وادخل البيت حتى تنظر ماذا أخرجني ، فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش ، فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به ، ثم خرج فركزه في الدار ، فاضطرب عليه ، فما يُدرى أيهما كان أسرع موتاً : الحية أم الفتى ؟ .
وفيه نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل حيات البيوت قبل استئذانها ثلاثة أيام ، لئلا تكون تلك الحية جناً مسلمين . واستثنى من ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى الأبتر وهي قصيرة الذنب أو مقطوعة الذنب أو الأفعى التي يكون قدرها شبر أو أكثر قليلاً ، وذو الطفيتين وهي جنس من الحيات يكون على ظهره خطان أبيضان . والله أعلم
فهذا تأصيلٌ شرعي للمسألة مختصرٌ ارجو ألا يكون اختصاراً مخلاً ... وعالم الجن عالم واسع كبير ألفت فيه المؤلفات وسطرت لأجله الكتب والمجلدات .. لأهميته إذ أنه يشاطر الإنس في التكليف ، قال تعالى : ( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) .. ومن أراد الإستزادة في هذا الموضوع فليبحث في مظانه . وشكراً
والجن في اللغة مأخوذ من الإجتنان وهو التستر والإستخفاء .
وفي الاصطلاح : الجن نوع من الأرواح العاقلة المريدة المكلفة على نحو ماعليه الإنسان ، مجردون عن المادة ، مستترون عن الحواس ، لايرون على طبيعتهم ولا بصورتهم الحقيقية ، ولهم قدرة على التشكل يأكلون ويشربون ويتناكحون ولهم ذرية ، محاسبون على أعمالهم في الآخرة .
وعليه يظهر لنا أبرز صفاتهم من خلال هذا التعريف .. وما يهمني من صفاتهم هو : قدرتهم على التشكل .. وهو ما طرحه أخي لحن الخلود في موضوعه ( الجن والحيوان (http://www.2zoo.com/vb/showthread.php?t=436) ).. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بهذا الخصوص : ( والجن يتصورون في صور الإنس والبهائم ، فيتصورون في صور الحيات والعقارب وغيرها ، وفي صور الإبل والبقر والغنم والخيل والبغال والحمير ، وفي صور الطير ، وفي صور بني آدم ) .
والأدلة على تشكل الجن ورؤيتهم كثيرة جداً في الكتاب والسنة وما استفاض من قصص موثقة نقلت من ثقات .. اكتفي بذكر التالي :
1- قال تعالى : ( وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه ) وهذا يوم بدر لما جاء ابليس بجنده من الشياطين وتشكل على صورة سراقة بن مالك بن جعشم وقال للمشركين : ( لا غالب لكم اليوم وإني جار لكم ) . راجع كامل القصة في تفسير الطبري عن ابن عباس .
2- ما ورد أن الشيطان تشكل في صورة شيخ نجدي ، عندما اجتمعت قريش بدار الندوة ،لتمكر بالرسول صلى الله عليه وسلم . راجع كامل القصة في سيرة ابن هشام 2/93-95
3- ما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة لما تشكل له شيطان في صورة رجل فقير عندما كان حفيظاً على زكاة رمضان والقصة مشهورة قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أما إنه صدقك وهو كذوب ، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة ؟ قال :لا ، قال : ذاك شيطان ) .
وحديث معاذ بن جبل وفيه أن شيطاناً تشكل له بصورة فيل ، وحديث أبي بن كعب : أن أباه أخبره أنه كان لهم جرن فيه تمر ، وكان مما يتعاهده فيجده ينقص ، فحرسه ذات ليله ، فإذا هو بدابة كهيأة الغلام المحتلم ، قال: فسلمت فرد السلام ، فقلت : ما أنت جن أم إنس ؟ فقال : جن ، فقلت : ناولني يدك فإذا يد كلب وشعر كلب ، فقلت : هكذا خلق الجن ؟ فقال لقد عَلِمَت الجن أنه مافيهم من أحد هو أشد مني ... إلى آخر الحديث الذي أخرجه ابن حبان في صحيحه 2/111-112
وهذه الروايات بمجموعها تدل على تشكل الجن ورؤيتهم في صورهم التي تشكلوا بها .
4- وقصة الفتى حديث العهد بعرس وهي مشهورة وفيها أنه رجع من الخندق فإذا امرأته بين البابين قائمة ، فأهوى إليها بالرمح ليطعنها به ، وأصابته غيره ، فقالت له : اكفف عليك رمحك ، وادخل البيت حتى تنظر ماذا أخرجني ، فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش ، فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به ، ثم خرج فركزه في الدار ، فاضطرب عليه ، فما يُدرى أيهما كان أسرع موتاً : الحية أم الفتى ؟ .
وفيه نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل حيات البيوت قبل استئذانها ثلاثة أيام ، لئلا تكون تلك الحية جناً مسلمين . واستثنى من ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى الأبتر وهي قصيرة الذنب أو مقطوعة الذنب أو الأفعى التي يكون قدرها شبر أو أكثر قليلاً ، وذو الطفيتين وهي جنس من الحيات يكون على ظهره خطان أبيضان . والله أعلم
فهذا تأصيلٌ شرعي للمسألة مختصرٌ ارجو ألا يكون اختصاراً مخلاً ... وعالم الجن عالم واسع كبير ألفت فيه المؤلفات وسطرت لأجله الكتب والمجلدات .. لأهميته إذ أنه يشاطر الإنس في التكليف ، قال تعالى : ( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) .. ومن أراد الإستزادة في هذا الموضوع فليبحث في مظانه . وشكراً