هل يمكن أن يكون نائما في غرفة النوم الخاصة به ويهرع إلى غرفة المعيشة ينبح على التلفزيون ويقفز على شاشة التلفزيون

وهل حاولت إلهائه أو صرف انتباهه ولم تفلح في ذلك

مثلاً أحمد حلمي ممثل مصري شهير ، وهوايته تربية الكلاب وعلى وجه الخصوص الأحجام الكبيرة منها

فهل سنكون متابعين للفيلم أم سنكون مترقبين للقطة يظهر فيها أحد كلابه والذي سينبح غالباً كجزء من حبكة الفيلم وحين يظهر سيكون من الصعب أقناع أفراد العائلة أو حتى الأصدقاء بوضع التلفزيون في وضعية الصمت ذلك شبه مستحيل وليس فقط صعب الحدوث . غالباً نحن في العالم العربي لا نرى الكثير من الكلاب في التلفزيون ولذلك لا نعطي الأمر أهمية كبيرة ونترك بحث وعلاج هذه المسألة ، أو نفضل الجلوس ونصرف انتباه الكلب بإعطائه شيئا آخر للتركيز عليه وإلهائه .

بالطبع لن نعطيه ما في الصور التالية

أعتقد أننا في حاجة إلى بعض التفكير في هذه الحالة . و اسمحوا لي أن أطرحها بأسلوب المحاكاة لتحليلها وفهمها وإيجاد الحلول لها .

وهو تحدي غير مقبول نهائياً كلب أو كلاب غريبة تسللوا إلى المنزل ودخلوا صالة الجلوس أو غرفة المعيشة وكلبك الحارس الأمين للمنزل لم يشعر بهم ولم يشم رائحتهم ولم يسمع دبيب خطوات أقدامهم

وأنت تقوم بإحدى اثنتين إما رمي الكلب الخاص بك بشيء لإسكاته وهو كان يعمل على حمايتك من الدخلاء أي أنه بدأ النباح في محاولة لصرف الدخلاء

هذا الموقف حدث أمامي في منزل صديقي كنا جالسين في دار الضيافة وكلبه الجيرمن شيبرد (الراعي الألماني) "باك" معنا ، كان قد وجه لي الدعوة لمتابعة فيلم تدور قصته حول بعثة إلى القطب المنجمد معهم كلاب زلاجات وتهب عاصفة ثلجية فيترك راعي الكلاب كلابه ثم يعود بعد مضي عدة أشهر ليجد كلابهم قد حررت أنفسها من القيود واستطاعت النجاة باستثناء كلبة واحدة مصابة وكلب كبير فارق الحياة على ما أذكر وكان الفيلم يعرض على MBC2 . تمنيت لو رأيتم تفاعل "باك" مع أحداث الفيلم كان "باك" يزأر كأنه أسد ويزمجر كأنه نمر وينبح كما لو أنه تعرض لهجوم وعليه أن يدافع عن منطقته . ليس هذا بيت القصيد ، فسلوك صديقي كان منطقياً (من وجهة نظره على الأقل) فقد صاح بالكلب "باك عيب أسكت" الكلب لم يرد على صديقي بل اكتفى بالاستمرار في النباح وربما بصوت أعلى ولسان حاله يقول "عيب إذا ما أدافع عن أصحابي ومسكني" .

أحس صاحبي بالصدمة وكوني موجوداً وهو يعلم مدى معارضتي وبغضي للعنف تجاه الحيوانات عامة والكلاب خاصة . لذا ما كان منه إلا أن أخذ قطعة من اللحم المشوي وناولها إلى "باك" ثم التفت صديقي إلي ونظرته تقول أنا أسكته بالتي هي أحسن لا صحت فيه ولا ضربته ولا أخرجته بل أعطيته لحم مشوي قالها بنظراته وليس بلسانه . ما هي إلا هنيهة ونبحت كلاب التلفزيون ، وعاد "باك" للنباح والاهتياج ولكن هذه المرة ما إن سكتت الكلاب في التلفزيون حتى أدار وجهه نحو صديقي مع بقاء باقي جسمه مقابل التلفزيون

أجبته لن أقول لك ماذا تفعل ولكن تخيل مجرد تخيل ... أنا وأنت وصديق ثالث جالسين نتابع برنامج على محطة فضائية البرنامج لقاء مع شخص سياسي اشتراكي ، وأنت تعرف موقفي العدائي للفكر الاشتراكي ، وصديقنا الثالث وأنت تتابعان الأفكار التي يطرحها الرجل وفجأة بدأت أنا بالتحدث بصوت مرتفع قائلاً : كلام فارغ – أفكار جوفاء ثم بدأت في كيل التهم واللعنات للمتحدث دون مراعاة أنه يتحدث عبر التلفزيون ولا يستطيع سماعي أو الرد على كلامي وتهجمي ، حاول صديقنا أن يقنعني بالانصات إلى نهاية اللقاء ولكنني أصررت على موقفي وواصلت هجومي ، أنت ولأننا في منزلك حاولت تهدئة الموقف فأعطيتني 100 دولار أميركي وقلت لي هدأ أعصابك ، في نفس الوقت أنا رأيتك تخرج المائة دولار من رزمة فيها ألف دولار . سيتبادر فوراً إلى ذهني أنني لو زدت وتيرة انفعالي قد أحصل على مائة أخرى أو أكثر ! .
أو لنفترض أن ابنك البكر ذي الـ 7 سنوات دخل في مشادة مع الجيران وكنت أنت واقفاً بقربه وهو يصرخ بعنف على جيرانكم ، ويقول لهم أنه وأنتم جميعاً تكرهونهم ، هنا أنت تعطي ابنك المذكور 100 دولار أميركي في محاولة لإسكاته وإدخاله إلى المنزل ، يذهب ولدك إلى السوق ويتفاجأ أن الـ 100 دولار تمكنه من شراء كافة أنواع الألعاب التي يحلم بها إضافة إلى الكثير من الحلويات والمرطبات . هل تتساءل بعد ذلك لماذا أصبح الصراخ على الجيران والدخول في مشاكل معهم بصفة مستمر من طباع ابنك المستحدثة ؟ .
أنت أعطيته فكرة لا يمكن التفكير بأسهل منها والفكرة تتلخص في المعادلة البسيطة التالية :

فإن كنت لا تعتقد أن ذلك الأسلوب سيعمل بنجاح مع الطفل ، فلماذا تعتقد انه سيعمل على كلب ؟

إذا كنت تنوي استخدام المكافآت للمساعدة في التغلب على السلوك السيئ لدى كلبك فأنت تعطي كلبك الضوء الأخضر والفكرة الخاطئة إلى أن السلوك الخاطئ هو أقصر وأسرع الطرق إلى المكافأة أو المكافئات السخية "اللحم المشوي وما شابه" .

هذا هو برنامج التدريب العاطفي وهو كل شيء في تعليم كيفية تغيير ردود فعل الكلب العاطفية تجاه الأمور التي تقابله في الحياة اليومية الاعتيادية .

الآن ما الاقتراحات التي لديكم لتغيير هذه العادة السيئة أو غيرها من العادات السيئة ؟ .

نعم هذا هو الاسم بارك الله فيك فيلم مليء بالمعلومات

شكراً جزيلاً لردك