لرفع الموضوع..اضيف هالقصيده للشاعر (خالد الخنين)
بغـداد..تاريخ يهدم..!!
الحـــزنُ مــــزَّقني فمــــاذا أكــــتبُ؟
وبـأَيّـــِمـــا لغــــةٍ أقـــولُ و أعـــربُ
بغـــدادُ..كـــلُّ قصـــيدةٍ ســـأقُولُها
هـي مـنْ مدامعـكِ الحزيــنةِ تَشْـــرَبُ
أنــا يـاعــروسَ الــرَّافدين مُحاصـــرٌ
والآهُ فــي كـــبدي يجـــئُ ويذهــــبُ
عــــندي إليــــكِ رســـائلٌ طيَّــــرْتُها
والجمـــــرُ فـي كـــــلماتها يتـــــلهبُ
مـاذنبُ عصـفورٍ بدوحـةِ (نيــنوى)
وحمامــةٍ في شطّـِ (دجــلةَ)تَــلْعَبُ
مـــاذنــــبُ تــــاريخٍ يُهــــدَّمـ كــــلُّهُ
كـــلُّ الحقـــائقِ تُســــتباحُ وتُصْـــلَبُ
يـــاغـــادةَ الدنيـــا ونهـــرَ خـــلودها
ليَ مــأربٌ و لأنـتِ نِـعْـمَـ المـــأْربُ
إن كــان ذنـــبي أنَّ عشـــقَك قـــاتلٌ
فأنــا مـع العشــقِ الــبريءُ المذنــبُ
بغـدادُ..يـا تـاجَ الرشــيد وقصـرهَ
والـوردُ و الحــلـمُ الجميــلُ الطيّــبُ
أيــامَ يمشــي الدهــرُ طــوعَ بــنانه
وبحيـثُ يُأمـرُ..يَسْـتَهلُّ الصـيّـِبُ
أيــامَ فـي يــدكِ الــزمانُ شُموسُــه
لاتخــــتفي ومعيـــــنهُ لا يَنْضَــــبُ
أيـــامَ يفتـــتحُ القصــــيدةَ شــــاعرٌ
وَيشُـقُّ خارطـةَ العواصـمِ موكــبُ
أيـــامَ راويـــةُ الـــزَّمانِ يُـــلحُّ فـي
وصـفٍ ويُمْـلي مـا يشـاءُ ويُطْـرِبُ
أيــامَ تنْجردُ الســيوفُ إلى الوغــى
ودم الــبطولةِ مزهــرٌ مُعْشَوْشِـــبُ
لي فيــــكِ تــــاريخّ تـــلوّحِ نجمــــةٌ
في (كرخه)الغالي ويُومئ كوكبُ
ضجَّتْ أسىً(أم القرى)،وتوجعت
حـزناً على تلكَ المـرابع (يثربُ)
بغــداد..رُوِّع صـــبيةٌ وتهدَّمــت
دورٌ ولــفَّ الكـلَّ طقــسٌ مُـــرْعبُ
جـــاءتكِ آلاتُ الدمـــار وهمُّهــــم
أن يأكـلوا خـيرَ العــراق ويشـربُوا
هدمـوا المـتاحفَ وهـي إرثٌ خـالدٌ
والعُـــرْبُ كــــلٌ واجــــمٌ يترقَّـــبُ
نسـفوا الـبيوت بمـن بهـا وبمـا بهـا
لا مشـــرقٌ مســـتنكرٌ لا مغـــربُ
نـاديتُ..واعــرباه..بينَ قـبائلٍ
(قحطانُ)أنكرها، وأغضى يعربُ
نـاديتُ..أينَ سيوفُ(سعدٍ)إنَّها
حـربٌ على كلِّ اتجـاهٍ تضـربُ!؟
نـــاديتُ..لكــن لم يُجْـبني واحـدٌ
مـــنهــم ولا أُمٌ تــردٌُ ولا أبُ
مــلؤوا الـبحار بكلِّ مافي وُسْـعِهـمْ
حــتَّى لضــاقَ براكــبيه المــركـبُ
رهـــنُوا إرادتـــنا فـــلا مســـتقبلٌ
يُــرْجى ولا حـلمـٌ يــزورُ فَيُطْـرِبُ
كــم أنكرتنــا في الخطوبِ هزائــمٌ
عتــبتْ عليــنا والمواجــعُ أغـربُ
كــم حاصــرتنا بالدَّمـــار عجــائبٌ
مـن أيِّ شــيءٍ بعدهــــا نـــتعجـبُ
نُمــــنا ونــام ضـميرُنــا مســـتَهْتراً
فأنـــا بمـــا ألقـــاهُ لا أســـتغــربُ
فــإذا صـرخنا ما لصــيْحتنا صـدىً
وإذا اســتغثنا لا نــرى مـن يغضبُ
أحلامُـــنا بــدم الطفولــةِ أُســقيتْ
وعــلى ثــرى بغــدادَ نهـرٌ يُسْـكبُ
للهِ كــم قتـلوا وكــــم أسـروا وكــم
هدموا من الإرث العظيم وخربَّوا!؟
***
بغداد..داري الجرح موعدنا غداً
فـالأرضُ حُبـْلَى والمواسـمُ تُخْصِبُ
ضُمـِِِّي الجـناح فـنحنُ شـعبٌ واحـدٌ
وكمــا أتـى الجيـشُ المغيرُ سيذهبُ
ضُــمِِِّي الجــناحَ فــلا تحـــدٌِد مــلَّةٌ
دربَ الخــلاص ولا يُفـرِّق مذهــبُ
نـبني عـلى الإسـلام شمسـاً وهجُهـا
بــاقٍ وســاطعُ ضــوئها لا يُحْجَـبُ
وعلى الإخـاء السَّـمح تـنهضُ أمَّـةٌ
سـيَّانَ يرضـى غاصــبٌ أو يعــتبُ