عرض مشاركة واحدة
قديم 24-08-2010, 10:17 AM   #2
حسن العمري
هاوي
 
الصورة الرمزية حسن العمري







الخيل في القران الكريم

الخيل في القران الكريم



قال تعالى : ( إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ*فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ* رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ*) (صّ:31 - 33)



والآيات الكريمة تتحدث عن مسابقات الخيول وأولها مسابقة الجمال وأنه دائماً تفوز فيها بلا منازع الصافنات الجياد وهي أفضل ما اقتنى النبي سليمان عليه السلام والصافنات وهي التي تقف على ثلاث وطرف حافر الرابعة لقوتها وخفتها وهي علامة الصحة للخيل والجياد معناها السراع



ويوجد علامة ثانية لجمال الخيول وهي السوم ومعناه الرعي وخيل مسومة يعني خيل راعية أو مسومة الغرة والتحجيل وكل ذلك في الخيل الحسان
قال تعالى: ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ) (آل عمران:14)



والعلامة الثالثة للخيول الأصيلة الجميلة أن تكون من العاديات ضبحا (تصدر صوت الضبح وهو صهيلها أثناء العدو) و تقدح من الصخر الشرر بحوافرها وتثير التراب غباراً قال تعالى: (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً * فَالمُورِيَاتِ قَدْحاً * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً * ) (العاديات 1-4)
وترسل عرفها أي تنشره على رقبتها قال تعالى: ( وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) (المرسلات:1) والآية بالأصل تصف الرياح وتشبهها بالخيل.



والسباق الثاني هو سباق التحمل وتركض فيه الخيل مسافات حتى تتوارى عن نقطة الانطلاق(عن الحجاب) ثم يرجع بها الفارس إلى حيث بدأ فيتحسسها بالمسح على سيقانها وعنقها حيث يستطيع أخذ عدة قراءات من ذلك ومنه معدل ضربات القلب أو نبضها(28 – 40/الدقيقة) ومعدل تنفسها(10 – 14/الدقيقة) وحرارة جلدها (37.5 – 37.9 بعد دقيقتين) ليحكم من خلال ذلك على قوة وتحمل الخيول واستعدادها لسباقات أطول مسافة .
وهذا الهدي الرباني الذي قام به النبي سليمان على خيوله والتي أحسن اختيارها هو نفسه الفحص البيطري المعمول به لخيل السبق في الوقت الحاضر فأي كتاب عظيم هذا القرآن يقرأه الطبيب فيظنه كتاب طب ويقرأه المهندس فيظنه كتاب هندسة ويقرأه من كان فيظنه كتاب يختص في علمه.

وقد استخدم الإنسان الخيل مدة تزيد على أربعة آلاف سنة وكان يستخدم في حرث الحقول وحمل البضائع وفي القتال.



ويمتاز حصان السباق بخفة الجسم وضمور البطن وقوة القوائم .
والخيل سهلة التدريب والتعلم ولديها ذاكرة قوية وهي وفية لصاحبها.



والحصان يظل شهر كامل واقف على قدميه بدون تعب وينام واقفاً، ويقال إذا قطع ذيله مات.وليس للحصان مرارة(Gall bladder) أرجل الخيل طويلة وقوية تقوى على جر العربات وركل أي مهاجم، وأنفها واسع يساعد على استنشاق كمية كافية من الهواء، و أبرز حواسها القوية: البصر والسمع والشم.



وتمتاز العائلة الخيلية(بما فيها الحمار) بحدة سمعها (أكثر من الإنسان) وللخيل نوعان رئيسيان : الخيول العربية السريعة التي نشأت منها خيول السباقات و الخيل التي تربى في وادى نهر كلايدويشار وهذه تستخدم في جر الاثقال.


وهناك خيول صغيرة يبلغ ارتفاعها نحو متر وعشرين سنتمترا ووزنها نحو 225كيلوجرام وأصلها من جزر شتلاند في الشمال من أستكلندة ويعرف بالفولابيلا.



ولا يعرف سوى ضرب واحد فقط من الحصان الوحشي على قيد الحياة اليوم، ويعرف بالحصان الوحشي المغولي، الذي يعيش في السهول الباردة غير المأهولة في منغوليا في آسيا الوسطى، وتتميز عن سلالات الخيل الأليفة بكونها ذات شعر أسود منتصب قاس وقصير ورأس ثقيلة وأذنين صغيرتين وذيل متدل بشكل منخفض و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة"( رواه بخاري) وفي رواية لأحمد "وأهلها معانون عليها".

نشأة الخيل



الخيل العربية الأصيلة نشأت في جزيرة العرب وهي من أقدم السلالات ويعود تاريخ نشأتها إلى ثلاثة آلاف سنة تقريبا، وهي تعتبر من أجمل الخيل في العالم قاطبة لجمالها ورشاقتها وألوانها الساحرة حيث تمتاز الخيل العربية بتوازنها وتناسق جسمها الطبيعي، فرأسها الصغير نسبيا والمتناسق مع الرقبة يدل على الرشاقة والأصالة، ومما يزيدها جمالا تقعر قصبة الأنف قليلا، كما أن لها منخران واسعان وجبهة عريضة تباعد بين العينين السوداوين البراقتين المستديرتين، ويعتلي رأسها أذنين قصيرتين متجانستين نهايتهما حادة وتتحركان بسرعة وتجانس غريب، ولها رقبة طويلة متناسقة مع بقية أجزاء الجسم تملأها العضلات، أما ظهرها فهو قصير مكتنز العضلات، والذيل مرتفع بشكل واضح، ناهيك عن سرعتها الفائقة ويقظتها الدائمة وقدرتها الهائلة على الصبر وتحمل الجوع والعطش والتأقلم مع الظروف الصحراوية القاسية، كما يشتهر الحصان العربي بذكائه ونبله واخلاصه وشدة وفائه لصاحبه، ونظرا لهذه الصفات الحميدة علاوة على ما يتمتع به من نقاوة السلالة استخدم الحصان العربي في تحسين أغلب سلالات الخيل العالمية مما أكسبها شهرة واسعة وجمالا منقطع النظير، ولكن العجيب أنه لا يمكن الحصول على حصان جيد من تلقيح فرس عربية بفحل غير عربي بينما العكس صحيح حيث ثبت جليا أن لدم الحصان العربي مفعول السحر في تحسين السلالات الأخرى، وقد ساهمت الفتوحات الاسلامية في دخول الخيل العربية إلى أفريقيا وأوروبا، كما أن هجرة بعض القبائل العربية من جزيرة العرب إلى أفريقيا كبني هلال ساهمت أيضا في نشر هذه السلالة في شمال أفريقيا



وقد عرف العرب الخيل منذ القدم فاعتنوا بها وأكرموها وحافظوا على عراقة أنسابها ونقاء سلالاتها من العيوب والشوائب، ويرجح أن تكون الخيل العربية ترجع في أصولها إلى خمسة جياد أصيلة كان لها شأنا كبيرا في جزيرة العرب منذ زمن بعيد وهي
كحيلة: وجاء اسمها من السواد المحيط بالعينين اللتين تبدوان كالمكحولتين



عبية: وجاء اسمها من تشوالها وحفظها لعباءة راكبها على ذيلها أثناء الجري



دهمة: وجاء اسمها من لونها القاتم المائل للسواد



شويمة: وجاء اسمها من الشامات الموجودة على جسمها



صقلاوية: وجاء اسمها من طريقة رفع حوافرها في الهواء عند الجري أو من صقالة شعرها



وقد احتلت الخيل في نفوس العرب مكانة عظيمة ومنزلة رفيعة تعادل النفس والولد وكان امتلاكها ليل على القوة والمنعة والهيبة، ونظرا لدورها الحاسم والمهم في المعارك والحروب نشأت علاقة حميمة بين الفارس العربي وحصانه وارتبط مصير كل منهما بالآخر يدفعهم لذلك مناخ متقلب وبيئة غير مستقرة لا تؤمن إلا بمنطق القوة والبقاء للأقوى، فوطد هذا القدر المحتوم العلاقة بينهما وأرسى قواعدها نبل الحصان العربي وذكائه ومدى اخلاصه ووفائه لصاحبه، وبادله الفارس العربي بالحب والوفاء والاخلاص من خلال اكرامه والذود عنه وعدم التفريط فيه مهما كان الثمن



وقد قالوا في الأمثال: ثلاثة لا تعار الزوجة - والسلاح - والفرس
وعندما جاء الاسلام أبقى على مكانة الخيل عند العرب ودعاهم لامتلاكها والاعتناء بها

وقد أكرمها الله سبحانه وتعالى بذكرها في كتابه العزيز ففي سورة الأنفال يقول تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل)وأقسم الله بها في سورة العاديات بقوله تعالى: (والعاديات ضبحا * فالموريات قدحا * فالمغيرات صبحا * فأثرن به نقعا * فوسطن به جمعا)
وفي الأحاديث الشريفة حث الرسول صلى الله عليه وسلم على اقتناء الخيل والاعتناء بها لما فيها من خير كقوله عليه الصلاة والسلام: (الإبل عز لأهلها والغنم بركة والخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة) سنن ابن ماجه وصححه الألباني

وقال صلى الله عليه وسلم: (الخيل ثلاثة فرس للرحمن وفرس للانسان وفرس للشيطان، فأما فرس الرحمن فالذي يرتبط في سبيل الله فعلفه وروثه وبوله وذكر ما شاء -يعني أن كل ذلك له حسنات- وأما فرس الشيطان فالذي يقامر عليه، وأما فرس الانسان فالذي يرتبطه الانسان يلتمس بطنها، أي للنتاج، فهي ستر من فقر) رواه أحمد وصححه الألباني
وفي الأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل
ومن الأقوال المأثورة: عليكم بإناث الخيل فإن ظهورها عز وبطونها كنز



الخيل التي استخدمت قديما كوسيلة نقل رئيسية وارتبط اسمها منذ القدم بالفروسية والمعارك والحروب كسلاح مهم تقلصت أهميتها تدريجيا مع بداية الثورة العلمية والآلة الحديثة إلى أن أصبح استخدامها اليوم محصورا في الرياضة وميادين السباقات وقلة قليلة من الهواة الذين مازالوا يحتفظون ببعض سلالاتها الأصيلة بالاضافة لمزارع تهجين الخيل في أوروبا وأمريكا


تابع
__________________
لاتخف ماصنعة بك الاشواق واعلن عن هواك فكلنا عشاق فأنا عاشق (الخيل والليل)
مع تحيات فارس الادب والترويض\حسن العمري
حسن العمري غير متصل