القطط تستطيع التنبؤ بالزلازل و الاعاصير
بالرغم من أن عشاق القطط يعلمون كل شيء تقريبًا عنها، إلا أن ذلك الكائن الغامض لا يزال يحتفظ بالكثير من عالمه المثير وغير العادي، ويحمي ذلك العالم من تدخل الكائنات الحية الأخرى، عالم من نوع خاص يقع فيما وراء الإحساس تستخدمه حيوانات بعينها من أجل تحقيق غاياتها الخاصة.
يقول العالم كونراد لورينز طبقا لتقرير نشرته «البرافدا» الروسية:
إن البيئة الإنسانية عبارة عن قفص كبير تعيش فيه القطط والإنسان معاً جنباً إلى جنب، ولكن القطط بالرغم من ذلك تظل حيوانات برية ولكنها فقط تعيش مع البشر بشروط صداقة خاصة.
وهذه الطبيعة البرية تمكن القطط من الحفاظ على مواهبها غير العادية في مراقبة وتفحص العالم برؤية خاصة بها ومن زاوية تشترك في رؤيتها بعض الحيوانات من نفس الفصيلة.
فالقطط ترى سطح الأرض وكأنه مغطى بشبكة طاقة مكونة من عدة حقول جيومغناطيسية تنبعث من باطن الأرض، وهذه الحقول تشبه إلى حد كبير سجادة بزخارف متداخلة ومعقدة، وبعض الناس الذين يتمتعون بحواس خارقة يقولون إن هذه الشبكة جيدة التنظيم تبدو مثل أقراص العسل السداسية، وآخرون يقولون إن سطح الأرض مقسم إلى مربعات؛ ولا ينفون أيضاً وجود خطوط متوازية أحياناً ما تتقاطع مع القطاعات المجاورة، ويعتقد علماء الحيوان أن الضفادع والسحالي والدلافين وبالطبع القطط قادرة على التوجيه الذاتي بمساعدة هذه الشبكات.
وفي السابق كان الناس ينظرون بريبة إلى التقارير الصحفية التي تقول إن قطة استطاعت أن تعود ثانية إلى منزلها بعد أن تم إلقاؤها على بعد مئات الكيلومترات عنه، فهناك قطة اسمها «شوجر» من كاليفورنيا قفزت من سيارة صاحبتها أثناء إحدى الرحلات، ثم تاهت داخل الحقول، ولكن استطاعت القطة أن تعود إلى منزلها ثانية بعد عام كامل، قطعت فيه مسافة تصل إلى۲۴۰۰ كيلومتر.
وهناك قصة القطة السوداء سوتي، التي نزحت صاحبتها إلى منزل جديد، ولكن القطة لم تعجب بذلك المنزل وقررت العودة إلى مكانها الأصلي، واستطاعت القطة بمعجزة أن تعود إلى منزلها بعد مسيرة ۱۵۰كيلومتر قطعتها في ۵ أشهر.
وقد استطاع العلماء فك بعض طلاسم ذلك الغموض الذي يلف عالم القطط، ويقولون إن الذاكرة البصرية للقطط جيدة للغاية، ولكنها توظفها فقط في حالة رغبتها في العثور على منزلها بعد أن تبعد عنه لمسافات قصيرة.
أما عندما تفشل القطط في توظيف ذاكرتها البصرية في العثور على منزلها، فإنها تلجأ إلى شبكة مغناطيسية تراها مرسومة فوق سطح الأرض، فمن المثير أن نعلم أن القطط لا تحتاج إلى النظر إلى الطريق، ولكنها تحتفظ بالمسار في ذاكرتها عندما يتم إبعادها عن منزلها، فالقطة تستطيع بسهولة أن تتذكر المسار إلى منزلها حتى في حال وضعها في حقيبة وإلقائها في منطقة نائية، فهي في تلك الحالة تستطيع معرفة الطريق وبنفس المسار الذي جاءت منه إلى ذلك المكان النائي، ولكن كيف تستطيع القطط أن تستشعر تلك الشبكة المكونة من الخيوط الالكترومغناطيسية ومجالاتها المغناطيسية المرسومة على سطح الأرض؟
معاصم مغناطيسية في ايدي القطط
الإجابة هي أن العلماء اكتشفوا جزءاً مغناطيسياً مصنوعاً من مادة معدنية موجودة في ايدي القطط وأرجلها، وهذه الجزئيات لا يمكن رؤيتها إلا من خلال مسح بميكروسكوب الكتروني، فقد اكتشف الباحثون في متحف ستوكهولم للتاريخ الطبيعي وجود معاصم مغناطيسية في أرجل القطط وفي حيوانات أخرى تتمتع بالقدرة على العثور على طريق عودتها بطريقة سهلة مثل الكلاب أيضاً.
كما أشارت الأبحاث الى أن هناك بعض البشر يمتلكون أعضاء استشعار مغناطيسية، والتي تكون عبارة عن مغناطيسات ميكروسكوبية على شكل سوار من العظم.
ويؤكد الباحثون أن قدرة القطط على الشعور بالخطر مذهلة للغاية، فهذه الموهبة تم رصدها بالفعل لدى القطط حول العالم، بالرغم من أن كثيرين لا يستطيعون تفسيرها، كما تواترت القصص التي تفيد بإنقاذ القطط لأناس من حالات موت محقق.
فقد استيقظ «لي شوهو» من مقاطعة فولين الصينية في الرابعة صباحاً ذات يوم على صوت نحيب قطة، فقد كانت قطته المنزلية تهرع ما بين الباب الأمامي إلى النافذة، وتقوم بخدش إطارات النوافذ والأبواب، وسرعان ما استيقظ بقية أفراد العائلة على هذا الصياح الفظيع، وفجأة قفزت القطة على حفيد «لي شوهو» وبدأت في خدش الغلام، ثم قامت بمهاجمة زوجة صاحب المنزل مما أجبر المرأة المذعورة على الانسحاب حتى خرجت من الباب.
وفي هذه اللحظة لاحظ الرجل على الفور وجود شقوق كبيرة في السقف والحوائط، وبدأ المبنى المكون من طابقين في التصدع والانهيار بعد ثوان معدودات من مغادرة القطة والعائلة هذا المنزل. فكيف تستطيع القطط التنبؤ والشعور بالخطر؟ يجيب العلماء بأن القطط تتمتع بحاسة تمكنها من رؤية الاهتزازات والموجات التي تتصاعد من الأبنية المعرضة للانهيار، بنفس الطريقة التي يرى بها الإنسان قطعة قماش تتمدد ثم تهتز قبل أن تتمزق وتتحول إلى أشلاء.
كما أثبتت الأبحاث أن القطط لديها شعور مسبق بقدوم الزلازل والكوارث الأخرى، فالكثير من مالكي القطط يلاحظون أن حيواناتهم الأليفة تصبح مرتبكة ومتوترة قبل قدوم الزلازل.
كما أن هناك حيوانات أخرى مثل الكلاب والخيول والماعز تستطيع أيضاً التنبؤ بقدوم الزلازل بقدراتها الخاصة، لذا يقول العلماء إن البشر عليهم مراقبة سلوك حيواناتهم جيداً لكي يتمكنوا من تجنب الكثير من المخاطر، فالقطط تستطيع أن تشعر بالزلازل عن طريق الشبكة الجيومغناطيسية التي تغطي سطح الأرض، فهذه الشبكة تصبح أكثر نحافة مع تعرض القشرة الأرضية للإجهاد قبيل حدوث الزلازل، وفي مثل تلك الحالات فإن القطط سرعان ما نجدها تأخذ أطفالها إلى مكان أكثر أمناً.
كما يقول العلماء إن التغيرات في الحقول المغناطيسية تؤدي إلى إحداث تغيرات في شحنة الكهرباء الساكنة، وهناك تقاليد لعدة شعوب تقضي بأن تدخل القطط المساكن حديثة البناء، وذلك للتأكد من أن تلك المساكن صالحة وآمنة للعيش، فالقطط تستطيع بالفعل أن ترى الطبيعة الجيومغناطيسية للطوابق، كما أنها تشعر بموجات الإجهاد والتوتر على الحوائط والأسقف، ويقول العديد من الخبراء إن القطط تخشى إيذاء نفسها ولا تنام إلا في مكان آمن، لذا يمكن لهذا الحيوان الأليف أن يساعد البشر على معرفة الأركان الآمنة في منازلهم، وأي تلك الأركان التي يجب الابتعاد عنها على الفور.
وقد صرح بعض الباحثين أن القطط تستطيع أيضاً أن تتنبأ بأشياء أخرى غير الزلازل، فهي تستطيع التنبؤ باهتزازات الطبيعة والأعاصير وحتى الحرائق والتفجيرات، وقد أثبتت القطط أنها قادرة على الشعور بالأخطار العاجلة أثناء الحرب العالمية الثانية، وقد أدت دوراً كبيراً للسلطات البريطانية آنذاك، مما جعلها تخصص ميدالية خاصة جائرة للقطط التي تستطيع مساعدة الناس في النجاة بحياتهم من الأخطار.
|