24-04-2007, 05:46 PM
|
#1
|
عضوية شرفية
|
مئات القطط تحت رعاية الياقوت
[IMG] [/IMG]
بقلم : صلاح الطويل
يستغرب المرء وهو يرى امراة في الاربعينات من عمرها في منتصف الليل تتجول عبر ازقة فاس المدينة ,دون خوف مما قد تتعرض له من مخاطر و اعتداءات·فكيف تخاف وهي تجر وراءها جيوشا من القطط, ملتفة حولها من كل جانب·فهي تعرف القطط واحدا واحدا, و القطط تعرفها, ﺇنها الياقوت, المرأة التي من خلال عقود من الزمن استطاعت أن تؤسس في صمت مملكتها التي وحدت المئات من القطط الفقيرة, وجعلت منها حدثا ربما يمكن اعتباره سابقة كونية بحكم العمق الذي يكتنف ظاهرة الياقوت .ولربما لو توفرت على الإمكانيات الازمة لمشروعها الإنساني , لفاقت نجوميتها شهرة بريجيت باردو أو اي فاعل مهتم بحماية حقوق الحيوان في العالم. فالياقوت تفهم لغة القطط, تحدثها تلقنها تسائلها كيف امضت يومها· تحس بها وتدرك فرحتها ,مبادرة باﻹغاثة كلما لاحظت بوادر المرض على قططها · فليل الياقوت أوهبته للقطط ونهارها كرسته لعلاج القطط المريضة · ملازمة بالفندق اﻷمريكي من أجل تتبع معالجة مرضاها · يحترمها طبيب الفندق ويعتني بهتماماتها مشجعا لها على مواصلة عملها النبيل, مستوعبا ما تقوم به الياقوت من خدمات قل نظيرها في زمننا هذا· ولأنها حسمت أمر حياتها التي وهبتها لقطط فاس المدينة فهي دائمة متجندة للخدمة بكل جدية وثبات ,غير مبالية بسخرية المستهزئين بعملها,لاشيء يهمها غيرالانشراح الذي ينتابها كلما عادت الى كوخها صباحا وهي متيقنة من أن كل قط من قططها لم ينم و بطنه جائع · الان الياقوت لم تعد لوحدها, فأنصارها بدأ عددهم يثكاثر, الجزارة وبائعو الدجاج والأسماك كلهم يساهمون مع الياقوت في تلبية الحاجيات الغدائية لقططها, فحتى بائعو الحليب لا يبخلون عليها بمدها ماترضعه لصغار القطط و الرضع عن طريق الرضاعة بالحقن , للياقوت أصدقاء يقدرون عملها يساعدونها عند الحاجة , فأحب مكان لديها, مكتبة الأنوار بماكينة لحبابي بباب الخوخة بفاس , حيث تجد راحتها ومن يقاسمها متاعبها,فحميد الداسولي وعادل ميلود بالاضافة الى حميد اسبانيا , هم أصدقاء الياقوت المفضلين . لأنهم حسب اعتقادها الأكتر تفهما لحالتها وعمق تفكيرها يحسسونها بأنها مهمة وغير مخطئة فيما تقرره وتفعله في حياتها . معهم واثقة من نفسها , خصوصا وأن الا عتراف بعملها جاء من طرف أشخاص لهم علاقة بالثقافة و الصحافة في فضاء هذه المكتبة التي أصبحت بالنسبة لها متنفسا ومرجعا يؤطر اختياراتها ·ففلسفتها بدأت تنضج وتفكيرها بدأ يسير نحو الأبعد· و تنظيم طريقة حماية القطط أصبح أمرا ضروريا ولذلك غيرت الياقوت أسلوبها, وعوض التجول مع القطط في أزقة فاس المدينة , شرعت في تنظيم زيارات ليلية للقطط في مكان تواجدها , حيت شكلت خلايا متعددة ومنتشرة عبر الازقة و الدروب والفنادق القديمة المهملة, ومحطة السيارات وكل الأماكن التي تضمها خريطة الياقوت , المحتضنة لمئات القطط الكبيرة والمتوسطة والصغيرة والرضع . كل الأحجام واردة في مملكة الياقوت , التي تمتد من شارع باب الفتوح حتي الطالعة , مرورا بالصفاح ودرب بالمطي بين المدون النخالين , والقرويين وكل قيعان دروب الأحياء الشعبية ∙ ولم تنتهي خدمات الياقوت عند القطط الفقيرة المتشردة . بل حتى القطط المتبنية من طرف بعض الأسر , تزورها وتتفقد أحوالها , وتطالب أصحابها بالعناية و الرفق بها∙ وهي واثقة من نفسها, وبلا ضحك أو مزاح تقول بأنها قادرة على تنضيم مايزيد عن 3000 من القطط دفعة واحدة لو توفر لها الفضاء الذي يمكنها من العناية بها∙ وشرعت تفكر في طلب مساعدة المجتمع المدني لمشروعها والعمل على ﺇيصال صوتها للجمعيات الخارجية المهتمة بحماية حقوق الحيوان لدعمها وتمكينها من توفير مركز يضم جموع القطط التي أصبحت تشكل كل جزء من حياتها ∙ هكذا الياقوت مرتاحة ومفتخرة بعملها التطوعي اتجاه قطط الفقراء . لا يعرف الملل طريقها . وهمها الوحيد حماية قططها . لكن هذالا يعني أن الياقوت لا يعرف الحزن طريقه إليها . فأحيانا تجد الياقوت غارقة في البكاء و النحيب و الحسرة ﺇثر فقدانها لأحدى قططها . بعد ان تقوم بدفنها في طقوس شبيهة بطقوس فقدان شخص عزيز هي الياقوت وهكذا حالها∙ﺇنها المرأة الغامضة و العميقة . ﺇنها بكل بساطة , الضاهرة التي تستحق أكثر من وقفة و أكتر من تفسير علمي يحلل مكامنها وأبعادها ∙ إنه وحده القادر على تحديد شخصية الياقوت .المرأة القطة الغامضة والرائعة في الوقت نفسه
منقول من الاخبار المغربيه
__________________
|
|
|