مصاحبة الحيوانات الاليفه_
مصاحبة الحيوانات الأليفة — علاقة مربحة لكلا الطرفين
-------------------------------------------------
منذ أن استأنس الإنسان الكلاب حوالي عشرة آلاف سنة مضت، و القطط منذ حوالي ثمانية آلاف سنة، و الرباط بين الإنسان و الحيوان ينمو و يتزايد بفوائد كثيرة لكلا الطرفين، يستطيع الحيوان الذي يُعتنى به أن يعيش أكثر من عقد من الزمان أكثر من الحيوان الذي يعتني بنفسه، فقد أظهرت الدراسات أن العيش بصحبة الحيوانات تمنحنا العديد من الفوائد الجسمانية و العاطفية.
الفوائد الطبية للإنسان
تساعد الحيوانات الأليفة في تقليل ضغط الدم، الدهون، الكلسترول، و مستوى الإجهاد ، فالأشخاص الذين لهم صحبة من الحيوانات الأليفة، لديهم مشكلات صحية قليلة و صغيرة، فترات إقامة أقل في المستشفيات، تكاليف طبية أقل، صحة نفسية أفضل، و نسبة حياة أكثر من العام الواحد بعد مرض الشريان التاجي في القلب، فمرضى الشريان التاجي ممن لهم صحبة من الحيوانات الأليفة هم أقل عرضة للموت خلال السنة الأولى بعد إجراء الجراحة عن هؤلاء من ليس لهم صحبة من الحيوانات الأليفة.
الفوائد النفسية و العاطفية
إن الحيوانات الأليفة هي مصدر للبهجة، اللعب، الضحك، و الحديث، فهي تشبع حاجتنا أن نتلامس و أن نُلمس فهي تبعث الدفء و العاطفة بلا حدود، فهؤلاء الأشخاص الذين يصطحبون الكلاب يتمشون معهم مرتين لمسافات طويلة و يقولون أن كلابهم تفتح الفرص للتفاعل الاجتماعي. ذكرت النساء اللواتي يعشن بمفردهن لكن بصحبة حيوان أليف، أنهن يشعرن بوضوح بقلة شعور الوحدة عن هؤلاء من ليس لهن حيوانات، و يؤكد من هم في مراحل المرض النهائية أن صحبة الحيوانات تساعدهم على تحمل المرض، و تقدم الصحبة، العاطفة، و تعطي سببا لاستمرار الحياة، و تساعد الحيوانات كبار السن من الناس أن يتحملوا الشعور بالوحدة، و التغييرات و التطورات التي تحدث في السنين الاخيره
الفوائد للأطفال
يعتبر التعايش الوجداني empathy عنصرا مفتاحيا إلى "الذكاء الوجداني emotional intelligence ، و قد ثبت أنه أهم من معامل الذكاء في تحديد نجاح و سعادة الطفل في المستقبل، فالأطفال الذين تشبعوا بحب و احترام الحيوانات، لديهم نمو في القدرات العاطفية عن هؤلاء من ليس لديهم حيوانات في المنزل.
في حالة الأطفال الذين يمرون بظروف صعبة مثل الطلاق، انتقال، أو مرض خطير و موت أحد الأبوين، تقدم الحيوانات الأليفة لهم طوق للنجاة من الحب الغير مشروط، التعزية، و التدعيم العاطفي، فيجد الأطفال سهولة في الثقة بالحيوان عن الإنسان، و أيضا تعطي العناية بالحيوان للأطفال الشعور بالجدارة، المحافظة على النظام، و الشعور بالأهمية و المسئولية في وقت قد يكون فوضويا في عمر الطفل إن لم تكن هناك حيوانات في حياتهم.
يشير علماء الطب النفسي للأطفال لقيمة الحيوانات بالنسبة إلى الأطفال المعتدى عليهم جنسيا لانفتاحهم و احتوائهم لمشكلاتهم، فعند انكسار الثقة في البالغين، يشعر الأطفال أحيانا أكثر أمانا للإنفتاح للحيوان عن الانفتاح لشخص ما، تكلمت د. باربرا بوت، في مؤتمر لمنظمة حي، عن الصلة بين العنف تجاه الحيوان و العنف تجاه الحيوان، و عرضت حالة طفلة في سن الخامسة أو السادسة كانت قد أعتدي عليها بشدة جسديا، ذهنيا، و عاطفيا، فكان من ضمن هذه الاعتداءات وضع سكين بيدها و إجبارها على طعن الحيوانات، و قد كانت هذه الفتاة الصغيرة تعتني بالحيوانات و قد جرحت بشدة بسبب الألم الذي تسببت فيه للحيوانات بيدها بطعن الحيوانات، لكن بإرادة شخص آخر. استطاعت هذه الفتاة وصف ما حدث فقط برسم حصان ووصفت الاعتداء كأنه حدث للحصان، و قد وضِعت هذه الفتاة عن قصد مع كلب أليف، و كانت الفتاة في البداية مرتعبة أن تسبب الأذى للحيوان، و لم ترد الاقتراب منه، لكن الثقة التي أظهرها الكلب قد أعادت اكتساب ثقتها المهشمة بنفسها مرة أخرى، فلهذه الطفلة كان الكلب هو الباب الوحيد للعودة للحياة الطبيعية.
يقول العالم النفساني، جيمس جي لينش، الحاصل على دكتوراه في الفلسفة، "ليست الحيوانات الأليفة في حياتنا لكي تكون حياتنا حلوة، نحن لدينا حيوانات أليفة لأننا نحتاج اليها
مسئوليتنا تجاه الحيوانات
بدون شك، تحسن الحيوانات الليفة من نوعية حياتنا بطرق كثيرة و نحن مديونون لهم بدين عظيم من العرفان بالجميل، و يمكننا البدء في دفع هذا الدين بتولي مسئوليتنا في هذا العهد و أن نقوم بدورنا في إحداث التغيير الإيجابي، فالبشر قد استأنسوا الحيوانات منذ آلاف السنين، و سمحوا لها بالتكاثر، ثم أهملوها.
و كحارس مسئول عن الحيوان، ترغب في تقديم أفضل العناية للحيوانات التي تشاركك الحياة و كلما زادت معرفتك كلما استطعت أن تقدم عناية أفضل لحيواناتك، و كلما كان وقتك معهم أطول و أسعد .
من فضلك أن تلاحظ أننا نشير للإنسان في هذا الحديث كحارس للحيوان، و ليس مالك لكي نشير أن الحيوانات ليست ملكية خاصة.
__________________
|