الجزء الثاني من سلسلة اصابات البادجي (2)

[عاشقة الكوكاتيل]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نتواصل معكم بإذن الله تعالى مع الجزء الثاني من سلسلة اصابات البادجي لنتحدث عن:



تسمم الدم (التسمم)


[FONT="Times New Roman"]مثل الإنسان، الطيور أيضا يمكن أن تعاني من حالات تسمم في الدم. الأطباء البيطريين يطلقون على هذا المرض تسمم. تسمم الدم هو حالة طبية خطيرة جدا وهي التي تسببت حالات العدوى الشديدة التي تؤثر على الجسم كله.





بشكل عام يحدث التسمم عندما تدخل الجراثيم مثل البكتيريا، الفيروسات، والطفيليات من خلال التهابات موضعية، على سبيل المثال عندما يصاب الطائر بجرح صغير في أصبع القدم ، فإن هذه الجراثيم تدخل الدورة الدموية عن طريق الدم. وتصل العدوى الى كل جزء من الجسم ونتيجة لذلك يحصل الالتهاب. ويؤدي هذا الالتهاب في الغالب إلى إضعاف جسم الطائر والى تعطيل الكثير من المهام الحيوية له.


الأعراض

تظهر على الطيور المصابة بتسمم الدم أعراض مثل: اضطراب الدورة الدموية، التعب، ونقصان تخثر الدم أو حتى الفشل التام في أجهزة الجسم. أيضا حالة من الصدمة يمكن ملاحظتها في الطيور المتضررة.





معظم البشر يمكن أن تلتئم جروحهم عندما يعانون من تسمم في الدم لأنه في كثير من الحالات يكون مصدر العدوى ظاهراً للعيان. حيث أن جروح المصابين يمكن بسهولة أن يتم الكشف عنها بشكل عام، ولكن في الطيور وفي كثير من الأحيان تكون هذه الجروح مخفية تحت الريش. ولذا فمن المهم جدا فحص الطيور بعد أي حادث. فإذا وجدت الدم في مكان ما، على سبيل المثال أسفل القفص أو على المجثم، فيجب عليك أن تبحث عن الجرح والذي ربما لن يكون ظاهراً للعيان. ففي حالة العثور على أي إشارة على الطائر تدل على مكان حدوث النزف يجب مباشرة الإسراع بالطائر إلى أقرب طبيب بيطري لوصف العلاج المناسب له لمنع حدوث التسمم.


العلاج





يعتبر التشخيص في مرحلة مبكرة من أهم خطوات العلاج، حيث يمكن معالجة التسمم بصورة ناجحة في أغلب الحالات. ولكن في حال إهمال الطيور أو سوء في تقدير حالة الطائر والتأخير في العلاج، فإن ذلك يؤثر على أجهزة الجسم المختلفة ويؤدي إلى نوع من الخلل الوظيفي والذي يصبح من الصعب معه إنقاذ حياة الطائر. في البداية عند زيارة الطبيب البيطري وبعد فحص الطائر يأخذ الطبيب عينة من دم أو أنسجة الطائر وذلك لتحديد ومعرفة مسببات المرض والتي تكون هي المسؤلة عن الالتهاب. الخطوة الثانية تكون بإعطاء الطائر المضادات الحيوية اعتماداً على كيفية شدة العدوى، وتعطى المضادات الحيوية لعدة أيام وقد تصل إلى أسبوع على حسب حالة الطائر ومدى استجابته معها.


كيفية تجنب التسمم




من المستحيل أن تبقى الطيور في جو مطهر ومعقم طوال الوقت، فالنظام المناعي يعمل على مواجهة العوامل المسببة للإمراض التي تواجهها الطيور كل يوم. بشكل عام فإن النظام المناعي للبادجي وبقية الطيور يعمل بكفاءة عالية وبالتالي فإن مسببات الأمراض المحيطة بالطائر لا يمكن أن تسبب له مشاكل صحية خطيرة، لكن قد يكون الطائر في مرحلة القلش وتعرفون أن الطائر في هذه المرحلة يصاب بالتعب وبعض الاختلالات الأخرى التي ترافق طرح الريش، فإذا أصيب الطائر في هذه المرحلة بجرح سيكون أكثر عرضة للتعرض للتسمم.


ومن الضروري جداً أخذ الأمور الآتية بعين الاعتبار:

1- ملاحظة أي زوائد حادة أو بروزات حديدية زائدة في القفص أو السلاكة يمكن أن تؤدي إلى جرح الطائر.
2- محاربة الصدأ والذي ينتشر بكثرة في أقفاص الطيور، ففي حالة حدوث إصابة للطائر مثل جرح في القدم وتعرضه للصدأ فإنها ستؤدي إلى نفوقه لا محالة.
3- الاهتمام بنظافة القفص بشكل دوري وذلك لتجنب الجراثيم والميكروبات التي هي أساس في التهاب الجروح.
وبجدر الإشارة هنا إلى عدم الإكثار من تطهير وتعقيم الأقفاص لأكثر من مرة في اليوم وذلك لتفادي تأثير المواد الكيميائية على صحة الطيور.
4- عزل الطائر المصاب لتجنب احتكاكه مع الطيور الأخرى، ونقل العدوى.
5- وضع المضادات الحيوية مع الماء مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا (خصوصاً في فصل الصيف) كإجراء وقائي لتجنب حدوث التسمم.


ومن الأمور المهمة أيضاً مراقبة الطيور بعناية كل يوم لملاحظة أي جروح صغيرة يمكن أن يتعرض لها الطائر. معظم الجروح تلتئم دون أن تسبب أي مشاكل ، ولكن في حال رأيت علامات التهاب يجب عليك الذهاب إلى الطبيب البيطري في اقرب وقت ممكن. وهذه هي أسهل وسيلة لمنع حدوث تسمم، و البدء بمعالجة الطائر في مرحلة مبكرة.


ولنعلم جميعاً أن طيورنا أمانة في أعناقنا يجب علينا أن نحافظ عليها كما نحافظ على أنفسنا.

العواقب
في بعض الأحيان يكون من الضروري اختيار العلاج الجذري. فعلى سبيل المثال إذا كان احد الأصابع مصاباً ولم يلتئم الجرح رغم إعطاء الطائر المضادات الحيوية، فإن التسمم قد يحدث نتيجة لعدم تجاوب الطائر مع هذه المضادات، ولمنع ذلك، يلجأ الطبيب إلى بتر أصبع القدم أو حتى القدم بعد تحديد مصدر العدوى، وسيتعين على الطيور أن تتعلم كيف تمشي مع الاعاقة في الساق، والمطمئن بالأمر أن معظم الطيور يكون القدر حليفهم ويحصلون بسرعة على نمو وطول جيد للساق بعد وقت قريب من عملية البتر.




الصورة أعلاه تبين إصابة القدم لدى البادجي. حيث يمكنك بسهولة النظر إلى أن أحد الأصابع بالفعل ميت ، واللون الأسود هو ما يسمى عادة النسيج النخري. للأسف حتى البتر والعلاج بالمضادات الحيوية لا يمكن أن يساعد الطيور المتضررة، والتي لم يتم التعامل معها بسرعة، وهذا أدى الى نفوق هذا الطائر.


نرجو السلامة لكم ولطيوركم
*
*
*
*
*
الى اللقاء مع الجزء الثالث من هذه السلسلة...والله الموفق




مترجم بواسطتي من هذا الموقع :
http://www.birds-online.de/index_en.html