منتديات تو زوو متخصصون في عالم الحيوان وتربية المخلوقات الجميلة ويضم منتدانا أكبر وأروع تجمع لهواة تربية الحيوانات والطيور والأسماك والأحياء المائية والزواحف والبرمائيات ولمتابعي تحركات الحشرات والمفصليات ولمحبي الزراعة والعناية بالنباتات كما نوفر لكم من خلال سوق تو زوو الالكتروني الكبير عرض سلعكم بالمجان وبعد ذلك كله تستريحون في استراحة الهواة متمنين لكم طيب الاقامة لدينا


تابعنا على تويتر تابعونا على فيسبوك العضو المميز
تحميل تطبيق توزوو على Ios تحميل تطبيق توزوو على Android

اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك كل جديد


العودة   منتديات تو زوو > :::: المنتديات العامة :::: > استراحة الهواة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
قديم 29-10-2010, 06:01 PM   #1
ماروكو
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ماروكو







16 مخطوطة ابن اسحاق(مدينة الموتى)..قصة رعب نياهههاهاهاها

جبلكم قصة رععععب لسا انا ماكملتها
بس نقلتها مشان ارع
بكم هاهاهاها

مخطوطة بن إسحاق

مدينة الموتى

بقلم :
حسن الجندي









مقدمة :

ظل الشاب مغمض العينين وهو يرتجف ومن جسده تخرج اهتزازات خفيفة دلالة على الخوف , أما من خلفه فقد تحرك ذلك الكائن الغريب وهو يتجه ناحية الشاب
كان الكائن متوسط الطول لا يرتدي شيئاً تقريباً , ولكن الغريب أن جلدة قد كان مغطى بالكامل بالشعيرات الطويلة .. وفي أعلى رأسه وبين الشعيرات كانت هناك قرون صغيرة تخرج منه
أما الشاب فكان يرتدي ملابس غريبة بعض الشيء لا تمت لهذا العصر ...
ملامح ذلك الشاب غريبة تعطيك انطباعاً من أول مرة أنها ليست ملامح عربية , ربما كانت بوجهه لمحة من الوسامة لا تخفى على أحد
مشهد غريب جداً فالشاب يقف في غرفة خالية تماماً وهناك شمعه صغيرة بجانبه على أرض الغرفة .. أما الشاب نفسه فقد كان مغمض العينين وقد أعطى ظهره للكائن , فهو لم ينسى التحذير الذي سمعه قبل أن يحضر الكائن .. يجب علية أن يغمض عينية ولا ينظر خلفه أبداً في فترة حضور الكائن
كان الحوار يجري بينهم بلغة غريبة تشبه العربية ... أعتقد أنها الفارسية
- << ماذا تريد أيها الطفل ؟ >>
انطلقت تلك العبارة من الكائن الذي يقف خلف الشاب .. انطلقت بنبرات خافتة جعلت القشعريرة تسري في جسد الشاب الذي رد بنبرات مرتعشة :
- << أريد القوة , القوة المطلقة والأمان باقي حياتي >>
أقترب الكائن من الشاب أكثر حتى أصبح على مسافة سنتيمترات من الشاب .. ثم اقترب برأسه من أذن الشاب وقال :
- << إذا أردت القوة سنعطيك بعضها ... ولكن إذا السيطرة فيجب عليك التضحية بأشياء كثيرة جداً .. >>
قال الشاب وهو يرتجف :
- << أوافق >>
فقال الكائن :
- << إذن أدر وجهك لي ولا تفتح عينيك .. ونفذ كل ما أقوله لك ... >>



مخطوطات وأشياء أخرى


التفت ( يوسف ) إلى صديقة قائلاً
- << ما رأيك في سور الأزبكية >>
- << ممل لدرجة رهيبة .. ماذا أستفيد من بعض الأكشاك تبيع كتباً قديمة لا تساوي شيئاً >>
- << لكن انظر إلى تلك الجنة كل ما تحتاجه من الكتب القديمة ذات الورق الأصفر العتيق والغلاف السميك الذي يشعرك بأنك تمسك التاريخ نفسه بين يديك >>
لقد كانت تلك هي الزيارة الأولى ليوسف لسور الأزبكية فقد كان يسمع عنة قديماً , وقد رسم له في مخيلته أنة سور طويل والباعة يفترشون الكتب على الأرض ، لكنه صدم من تلك الطريقة الغريبة في رص الأكشاك الخشبية بجانب بعضها البعض , التي تشعره أنة ذاهب إلى السوق ليشتري خضار أو فاكهه ... ولكنة استمتع اشد استمتاع من كل تلك الكتب التي كان يحلم باقتنائها , فهو تربى على مجلات مثل ( ميكي ) و ( سمير ) , وعندما زاد عمره قرأ روايات رومانسية وبوليسية وبعض روايات الرعب . ولكنة شعر بأنة يجب أن يقرأ كتباً كبيرة الحجم وثقيلة الوزن .. فربما أعطته تلك الكتب العلم الوفير الذي يحلم به
- << أتفضل يا باشا عايز كتاب إية وأنا اجيبهولك >>
بالطبع تلك الجملة كانت من أحد باعة الأكشاك ليوسف , ولكن يوسف لأنة لم يكن معتاداً على تلك الطريقة من الباعة فقد أعتبر تلك العبارة مودة زائدة .. وبالفعل اتجه لصاحب الكشك
- << تحت أمرك >>
- << أريد كتاباً قديماً >>
- << ما أسمة ....؟ >>
- << لا أعرف ..!! >>
- << ماذا ؟؟؟ >>
- << أريد أي كتاب قديم ويتحدث عن شيء مهم >>
وبالطبع لم يتمالك البائع نفسه من الضحك .. حتى احمر وجهه ( يوسف ) خجلاً
- << عندما تعرف ما تريد فأنا تحت أمرك >>
فذهب ( يوسف ) إلى كشك أخر ينظر داخلة , ليرى خليط غريب من كتب دينية وكتب فضائح وكتب سياسية وكتب جنسية و مجلات أجنبية وعربية . ولكنة أحس بخيبة الأمل فقد كان يعرف أنة لا يعرف ماذا يريد من البداية ..! وأنة لن يرى ما يريده , بل هو ينظر هو وصديقة إلى الكتب بانبهار ويبحث عن الكتب القديمة التي في داخل نفسه يعرف أنة لن يشتريها
- << لقد تعبت من المشي هيا بنا نستريح على ذلك المقعد الحديدي >>
كانت تلك العبارة من صديق ( يوسف )
فأجابه ( يوسف )
- << كشك أو أثنين ونعود للمترو مرة أخرى >>
وهنا رأى ( يوسف ) رجل عجوز يجلس داخل كشك _ أمام المقعد الحديدي _ على الأرض فشدة المنظر ودخل إلى الكشك ...
- << سلام عليكم يا حاج >>
نظر العجوز ببطء إلى ( يوسف ) لتظهر أن عين الرجل اليسرى بيضاء تماماً ووجهه مليء بالتجاعيد
- << وعليكم السلام يا بني >>
- << هل تبيع كتب قديمة يا حاج >>
ضحك العجوز بطيبة وقال
- << يا بني أنا لا أمتلك غير الكتب القديمة .. أبحث في الكتب التي على الرفوف واختار منها ما تريد >>
فرح ( يوسف ) بهذا العرض الذي سيجعله يرى أسماء الكتب بدون أن يدفع مليماً واحداً , هذا غير أن هذا أول عرض يتلقاه بأن يبحث بنفسه , وبالفعل بدأ البحث ورأى الكثير من الأسماء
( حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح )
( مذبحه القلعة برؤية جديدة )
( نظم الملك )
( العرائس )
( تهافت التهافت )
( انهيار دولة البطالسة )
ولكن جاء ( يوسف ) إلى مجموعة كتب مربوطة بحبل غليظ .. يدل أثر الحبل على غلاف الكتاب أنة مربوط منذ مدة , ففض الحبل وبدأ في قراءة أسماء تلك الكتب باستغراب ....!!
( الهياكل السبع )
( الدر والترياق )
( الأجناس لأصف بن برخيا )
( المنظومة السباعية )
( شمس المعارف الكبرى )
( الأربعون الإدريسية )
( المفتاح الكبير لسليمان )
( الدر المنظم في السر الأعظم )
( النور المبين في تحضير القرين )
لا يعلم ( يوسف ) لما اقشعر جلدة من أسماء تلك الكتب ..!! ربما من ملمسها ..! لا يعرف لكنة رأى كتاب قد شد انتباهه , في الواقع لم يكن كتاب بالمعنى الحرفي بل هو سبع ورقات من الحجم الكبير .. وهناك خيط يجمعهم من جانبهم الأيمن كي لا ينفك الورق , ولكن ما شدة أكثر هو ملمس الورق .. فقد كان ورقاً خشناً وسميك وقد كتب في أول ورقة من الأعلى بخط يدوي
( عن رواية الرحالة أحمد بن إسحاق البغدادي )
فنظر ( يوسف ) لصاحبة وقال
- << ما رأيك بهذا الورق ؟؟ >>
- << بالتأكيد هذا الورق يتحدث عن هراء من شاكلة ابن فلان قابل ابن علان يوم كذا كذا , وقد أمر الوالي بذبحهم بعد خيانتهم له .. صدقني لن تحب هذا الهراء , ستجد مثله كثيراً في كتب تاريخ الثانوية العامة التي درسناها !!! >>
- << ولكن يبدوا من ملمس الورق أنه قديم .. ربما كان نادراً كذلك , وبالتالي سعره سيكون مرتفعاً ولن اشتريه بالتأكيد , دعني أسال عن سعره من باب الفضول لا أكثر >>
- << بكم ذلك الكتاب يا حاج ...؟ >>
ولوح ( يوسف ) بالورقات ناحية العجوز ليراها , ولكن العجوز رد بسرعة
- << عشرة جنيهات >>
- << ماذا !!! >>
- << عشرة جنيهات يا بني .... أي كتاب عندك بعشرة جنيهات >>
هنا نظر ( يوسف ) لصاحبة باندهاش ثم قال له
- << سأشتري هذا الورق >>
كاد صاحبه يموت من الغيظ , لأن ( يوسف قد تراجع في كلامه .. وكاد يعترض إلا أن أخرسه ( يوسف ) بأن أخرج من جيبه عشرة جنيهات ليعطيها للرجل , فقربها من يد الرجل بدون كلام .. ولكن الرجل لم يحرك ساكناً وكأنة لا يراه .... فنادى ( يوسف ) على الرجل
- << يا حاج امسك الفلوس >>
وهنا رفع العجوز يده المعروقة ملوحاً بهاً في الهواء باحثاً عن النقود قائلاً
- << سامحني يا بني ... لأنني لا أرى جيداً بعيني الوحيدة فأنت تعرف حكم السن >>
أدرك هنا لما لم ينتبه العجوز للورق الذي يحمله .. فربما كانت قيمته أكثر من عشره جنيهات ولكن ضعف نظر العجوز جعله لم يلاحظ ماذا قد أخذ .. وقد عقد صفقة رابحة للغاية .....

ظل ( يوسف ) جالساً أمام شاشة الكومبيوتر كعادته , لا يفعل شيئاً سوى الدخول لمحادثات الدردشة أو متابعه بعض المنتديات الفكاهية وكتابه الردود بها حتى شروق الشمس ... فلم يكن يفعل شيئاً في أجازة نصف السنة التي قاربت على الانتهاء بعد بضعة أيام سوى الجلوس على الانترنت .. أو التسكع مع أصدقاءه ليلاً في المقاهي حتى الصباح , يشربون كميات من القهوة والشاي بلا داع ... ويثرثرون في كل أمور الحياة التافهة ... ولكن قبل الفجر بما يقرب من الساعة , دخل شخص يطلب الحديث مع ( يوسف ) على إيميله الخاص به .....!! فوجده صاحبة الذي كان يرافقه منذ أيام لسور الأزبكية
- << كيف حالك >>
- << الحمد لله >>
- << لم أرك منذ زمن ؟ >>
<< زمن ....!! لقد كنت معك أول أمس في سور الأزبكية , يوم اشتريت الورق الغريب .... ما رأيك به ؟ >>
- << لم أقرأه بعد ... ولكنني سأقرأ ذلك الورق قريباً >>
وسار نمط الحديث ككل مرة , ممل وعادي مع صديقة قرابة النصف ساعة .. حتى انتهت المحادثة بينهم ، ولكن ( يوسف ) أحس أنه لكي يرضي ضميره على العشرة جنيهات التي دفعها في الورق , فيجب عليه قرأته .. وفعلاً قام ليحضر الورق ثم وضعة أمامه ...
سبع ورقات من الحجم الكبير , والكثير من الكلام ممسوح بل وفي بعض المواضع قد تداخلت بعض العبارات البسيطة على بعضها .. , ولكن بشيء من العسر يمكن تبين كنه الكلمات ..




(( عن رواية الرحالة أحمد بن اسحاق البغدادي رحمة الله واسكنه فسيح جناته
بسم الله الرحمن الرحيم الغفور الحليم خالق الجبال وقاهر الجبابرة مالك السموات والأرض رافع السموات بغير أعمده * وفقنا الله يوم النفخ في الصور ويوم العرض علية وأدخلنا جنته وحفظنا من ناره * كتب سيدي وشيخي العلامة بن اسحاق في كتابه كنز الرحلة بعنوان مدينه الموتى في فصل رحلته إلى مصر * أنة سار من إحدى قرى الصعيد حتى أهلكه التعب فرأى على مرمى البصر سور طويل يتوسطه باب عظيم فاقترب منه فرأى على السور نقش كلمات كأروع ما يكون تقول * يا معشر الإنس والجن لا تقربوا هذه البلدة فإن أهالها نيام حتى تقوم الساعة فإذا دخلتم اليوم فليرحمكم الله وإذا لم تدخلوا لا تذكروا مكانها حتى لا يراها غيركم ولكم يوم الحساب جزاء على أفعالكم وسيسألكم الله جل وعلى كيف حفظتم سر هذه البلدة * فلم يتمالك بن إسحاق نفسه فربط ناقته عند السور ودخل من الباب الحديدي وسار وحيداً * فكانت البلدة كأحد أحياء القاهرة ولكن العجب كان أنها بلا بشر فالحوانيت مفتوحة وجاهزة لعرض بضاعتها ولكن لا بشر سوى بن إسحاق * فسار بن إسحاق حتى خرج عليه من أحد الحوانيت رجل أسود اللحية عظيم الشحم أبيض البشرة يقبض بيده اليمنى على عصا كبيرة * اقترب الرجل من بن إسحاق ودعاه لأن يرتاح في بيته وقال بأنة لحاد البلدة وأنة يكنى بمحمد السالمي * وحدثه اللحاد أن مرض غريب أجتاح البلدة فمات كل من فيها * فدخل بن إسحاق بيت الرجل * وسأله عن ما حدث للبلدة فقص الرجل على شيخنا قصه عجيبة * منذ سنين طويلة كانت البلدة مزدهرة ومليئة بالتجار من كل البلاد وكل الأجناس حتى جاء فتى من بلاد الفرس يدعى الحي بن القصاب وكان يفعل العجائب فكان يجري على الماء ويطير فوق الأرض ويقول كلمات فيتحول الماء إلى عسل * وإذا لمس جداراً أو بيتاً حوله تصاعد صوتاً قوياً ثم يتحول البيت إلى ذرات وفتات * ثم أعلن الفتى عن أنه في مقدوره أن يحول الفقراء إلى أغنياء وأنة يحتاج إلى أربعة من البشر ليثبت كلامه * فتقدم إليه احمد بن يزيد صانع السجاد و يوسف العطار و احمد بن إبراهيم بن محمد و شاب فقير يدعى إسماعيل الحلاج
وأجتمع بهم الفتى الفارسي في بيته الذي اشتراه عند وصولة البلدة * وقضوا الليل عنده وفي الفجر خرج من البيت الأربعة فقراء ولم يخرج الساحر ولم نجد له أثر * ورأينا في أيدي كل منهم مفتاح ضخم لخزائن كبيرة تحت دار كل منهم تحتوي على ذهب وأشياء بديعة الصنع براقة المنظر * فاتت سبع ليال وحضر أهل البلدة ليروا أحمد بن يزيد وقد سال من حلقة سائل أبيض وأخذ يقول كلمات غريبة وكأنة يخاطب ....( جزء غير واضح من الورق ) .... فوقع أرضاً وقد أصيب بالحمى وأخذ يشكوا أنة رأى في منامة وكأنة يحمل من أربعة رجال طوال البنية سود الوجوه صلع الرؤوس حمر الأعين أنزلوه على صخرة * وتقدم منة رجل ....( جزء غير واضح من الورق ) .... فذبحة الرجل بعد أن قرأ علية الكلمات * وأخذ أهل البلدة يداوونه من الحمى * وعند اقتراب الفجر سمع جميع أهل البلدة صفير طويل وكأنة صفير الرياح * وبعد انقطاع الصفير خرج من فم وأنف وعين أحمد بن يزيد دماء كثيرة حتى توفاه الله عند الشروق * بعد سبعة أيام أصاب أحمد بن ابراهيم بن محمد ما أصاب أحمد بن يزيد * وروى لنا نفس الحلم الذي رواة لنا احمد بن يزيد وعند الفجر سمعنا كلنا الصفير وخرجت الدماء منة ومات * ...( جزء غير واضح من الورق ) فسمعنا الصفير وعرفنا أن يوسف العطار سيموت * ومات يوسف العطار بعد أن خرج الدم من جسده * طلع الصبح علينا ورأينا إسماعيل الحلاج وهو يغادر البلدة ويخرج وحيداً إلى الفلاة فسألناه ولكنه لم يجيبنا غفر الله له * بعد سبعة ليال أصيب أهل البلدة بمرض غريب فكان الواحد منهم يصرع في الأرض ويخرج الدم من جسده ثم يموت ولا نفهم السبب * ومات أهل البلدة جميعاً ولم يبقى غيري فعينتني الحكومة المصرية حارساً للبلدة أهتم بها إلى أن تأتي لتوزع أملاك البلدة * طلب اللحاد من بن إسحاق أن ينام لأن الليل قد حل * ففرش اللحاد حشية لابن إسحاق ونام جواره على الأرض وعند شروق الشمس استيقظ بن إسحاق فلم يجد اللحاد بجواره بل وجد قصاصة من ورقتان كتب عليهم * بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيئاً في الأرض ولا في السماء * أجتمع الساحر بالأربعة فقراء ثم جعلهم يحفظون هذه الكلمات
سمامها طولام فقدشبينا يوهانيط سمسمائيل يصيفيدش أحرق كل من عصى أمرك بحق إصطفار و بيوم عمياخ وبحياة هليع بحق إصطفار وبيوم عمياخ وبحياة هليع يا من تسمعون في وادي القرنيم بحق سيدكم وبحق مقبلكم فكوا قيد بن ذاعات فكوا قيد بن ذاعات فكوا قيد بن ذاعات فيدعاهاط موسماعل بق حتى إذا أحضرتم أحرقكم المولى بحق وصيل مشموهوه شرطيائيل موهوقمي نوخيشما بهدار مخلبي * وبعد أن حفظ الأربعة الكلمات جلس الأربعة وفي وسطهم شمعه صغيرة إذا ارتفع لهبها إلى سقف الدار كان خادم الجن قد حضر * و جلس الحي بن القصاب بعيدا عنهم * ثم بدأ الأربعة ينطقون الكلمات بصوت واحد حتى انتهوا منها * وفجأة أرتفع صوت الحي بن القصاب وهو يقول * أريقاً أريقاً فليقاً فليقاً حليقاً حليقاً أتوني مستكين مستكين مستكين احضروا أينما تكونوا احضروا فإنكم محاطون به من كل جانب سمسائيل الهوام يحاقوف المخلبي سمسائيل الهوام يحاقوف المخلبي ارجعوا يا جنود المارد ارجعوا يا جنود المارد فكوم يا حليق فكوم يا حليق نخدام بهاميم بحق سمسائيل أن تأتيني احضروا يا جنود المارد لتكونوا الجيش الأعظم الوحى الوحى العجل العجل الساعة الساعة احضروا بحق مخلبي * فأرتفع لهيب الشمعة إلى سقف الدار وحضر المارد لينفذ طلبات الساحر حتى انبلج عليهم الفجر ولم يعلم أحد ما حدث بعد ذلك حتى مات الثلاثة فقراء وهرب الرابع إلى دمياط ولا يعرف أحداً ماذا حدث له حتى ظهر ..... ( جزء غير واضح من المخطوطة ) ..... فأطلب منك يا أخي قبل أن تكمل رحلتك أن تذهب إلى مقابر البلدة التي ستجدها في أخر صف الحوانيت شرقي البلدة لتقرأ الفاتحة لأموات البلدة وتدعوا لهم بالمغفرة وأن يرحمهم الله * فبعد أن انتهى شيخنا بن إسحاق من قراءة الورقة حاجياته ونزل من بيت اللحاد وأتجه إلى شرقي البلدة * ورأى صف الحوانيت فمشى بجواره حتى وصل لأخره فوجد مقابر كثيرة تملأ الصفوف فوقف أمامها للدعاء لأصحابها * فلمح بعينية حجراً على أحد القبور مكتوب علية المتوفى إلى رحمة الله محمد السالمي اللحاد أدخلة الله فسيح جناته * فأندهش بن إسحاق كيف كان يكلمه محمد السالمي وهو من الأموات * فجرى بن إسحاق إلى أن وصل إلى ناقته التي ربطها في سور البلدة وركبها وسار بها وعندما نظر خلفه لم يجد أثراً للبلدة ولا لسورها الطويل * فحمد الله على سلامته وأكمل طريقة إلى أن وصل إلى القاهرة ))



انتهى ( يوسف ) من قراءة الورقة وقد شعر برجفة غريبة تسري في جسد , لم يعرف أهي نسمات هواء الفجر أم هو الرعب مما قرأه في تلك الوريقات ...؟ كان أول ما فعلة هو أن دخل إلى الحمام ليتوضأ حيث أنة قد سمع أذان الفجر وهي يأتي له من المسجد القريب ....... توضأ ليستعد للصلاة وأيضاً لكي يهدأ مما قرأه .. فقد كان تأثير ما قرأه علية رهيباً , لقد شغل كل تفكير ، فدخل ليصلي الفجر حتى انتهى منه وقد شعر براحة نفسية أزالت بعض الرعب الذي دخل في قلبه بعد قراءة تلك الوريقات
بالرغم من الرعب الذي داخل نفسه إلا أنه قد انجذب لتلك الكلمات التي قرأها , حتى أنة شعر معها أنه يعاصر الأحداث .. وأنة هو أحمد بن إسحاق ..... ولكن من هو أحمد بن إسحاق هذا ؟
هو لم يسمع به من قبل , ولكن الاسم له رنين جميل يجعلك تحترمه في التو واللحظة ... فالاسم يذكرك بالعلماء الأجلاء الذين كنا نقرأ أسمائهم بشيء من العسر في المراجع التاريخية .. فيكفي أن ترى الاسم ليعطيك رهبة من صاحبه , وتتخيله شخصاً طويلاً عريضاً مهاباً له كيان كبير ... أخذ ( يوسف ) يفكر كثيراً وهو يجلس على فراشة في الشخصيات التي قرأ عنها منذ قليل ، إن الأحداث التي تم سردها غريبة جداً ولم يسمع بمثلها من قبل غريبة على ذلك العصر !! عصر لم يعرفوا فيه أسماء مثل ( سوسو ) و ( ميمي ) بل أسماء أخرى ..
فيكفي أن ترى اسماً كاسم ( الحي بن القصاب ) أو ( بن إسحاق ) لتقف مهابة لتلك الأسماء , فلا أعتقد أنهم كانوا سيقبلون أسماء هذه الأيام ... فربما كان اسم ( مصيلحي ) بالنسبة لهم ركيكاً .. أو يكونوا قد استخدموه للتدليل ، ثم هذا الشخص الذي يدعى ( محمد السالمي ) يظهر في النهاية أنة شخص ميت ... ؟ لو كانت تلك الوريقات هي محاولة لتأليف قصة رعب فقد نجح مؤلفها وربما كان ليصير كاتب رعب شهير في عالمنا لو كان يعيش الآن ... أما لو كانت تلك الكلمات حقيقية فتلك مصيبة أشد .... فهذا يعني أنة يمتلك نصاً حقيقياً لمخطوطة وأن ما جاء بها حقيقي 100 % ...!! وربما أشتهر وصار عالماً كبيراً يظهر في البرامج التليفزيونية , وربما يظهر في برنامج ليقول بهدوء ورصانة " روتانا سينما مش هاتقدر تغمض عنيك " .... ما هذا الذي يقوله ..؟ يبدوا أنة بدأ يخرف بما لا يعلم ...!! لقد غلبة النعاس ونام وقد قرر أنة لابد له أن يبحث تلك المسألة الهامة غداً ...... أي مسألة ؟.. مسألة روتانا سينما بالطبع .



وهنا انتهى الجزء الاول
نياهاهاههاهاهااا
مسرووووقة ..
ارجو عدم وضع الردود لأني بدي احط الاجزاء التانية




__________________
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم و اتوب اليه .. <3
ماروكو غير متصل  
قديم 29-10-2010, 06:24 PM   #2
ماروكو
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ماروكو







رد: مخطوطة ابن اسحاق(مدينة الموتى)..قصة رعب نياهههاهاهاها


مشهد غريب للغاية الذي نراه الآن ...!! حيث من المعروف أن لون الرمال دائماً يميل إلى اللون الأصفر أو إلى البني الداكن ... ولكن أن يكون لون الرمال أحمر قانياً هذا هو الغريب ؟ فقد كانت الرمال على امتداد البصر وكأنها بلا نهاية , حتى دوى فجأة في المكان صوت مفزع ..... كأنك تسمع ألف شخص يعذب أو كأنك تسمع صوت حيوان يسلخ وهو حي ...
وهنا بدأ الهواء يتخلخل بطريقة غريبة .. حتى بدأت الرؤية تصعب على من يشاهد المنظر , وتصاعد دخان كثير في الهواء حتى ارتفع من الدخان لسان طويل من اللهب الذي يميل إلى اللون الأبيض ... لهب أبيض ؟؟؟
وفجأة دوت فرقعة تصم الآذان في مكان الخلخلة , ليظهر جيشان عظيمان متباعدين عن بعضهما البعض ...!! ولكن كل منهم يعدوا بسرعة ليقابل كل منهم الأخر من جهة ..... كان الجيش الأول يتكون من رجال طوال شعر الرأس يصل طول شعر الواحد منهم إلى ما تحت خصريه ، عيونهم مشقوقة بالطول يتخللها لون أخضر قاتم وملابسهم تلتصق بأجسادهم , وكأن من ينظر لها يتبادر إلى ذهنه أنها جلودهم وليست ملابسهم .....!!
أما الجيش الأخر فكانوا سود البشرة صلع الرؤوس , عيونهم كبيرة جداً , حتى أنك عندما ترى الواحد منهم تعتقد أن عينية تأخذ نصف وجهه ..!!
ولكن المشكلة ليست بالعينين المشكلة أن العينين من داخلها لون اسود قاتم فلا ترى الحدقة أو القرنية فكلها سوداء فكيف يرون ..!!!
لا يلبسون أية ملابس بل هم عراه تماما , ولكن أجسادهم مليئة بالشعر الغزير ... يطلقون من أفواههم ذلك الصوت الذي شبهناه منذ قليل بصوت حيوان يسلخ جلدة وهو حي ... الآن الجيشان يقتربان من بعضهما بسرعة كبيرة ، ترى ماذا سيحدث .......؟
ولكن ما دخل هذا في قصتنا الآن .....؟
ربما نعرف بعد قليل










__________________
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم و اتوب اليه .. <3
ماروكو غير متصل  
قديم 29-10-2010, 06:26 PM   #3
ماروكو
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ماروكو







رد: مخطوطة ابن اسحاق(مدينة الموتى)..قصة رعب نياهههاهاهاها



صوت أذان الظهر يتردد من المسجد القريب , ويتخلل اذن ( يوسف ) ليجعل النوم يطير من رأسه رويداً رويداً , ليستيقظ ولكنة يحاول العودة للنوم فلا يقدر , يتقلب على الجانب الأخر ليحاول الرجوع مرة ثانية للنوم اللذيذ .. ولكن كل محاولاته باءت بالفشل .. فالنوم هو ضيف يأتي وقتما يشاء ويرحل وقتما يشاء ....
بدأ ( يوسف ) يفتح عينية وهو مازال نائماً على ظهره يحاول أن يتقبل حقيقة أنة يوم أخر ليعيشه ... ينزل من على الفراش ليذهب إلى الحمام كما هي عادته اليومية .. حيث أنة يظل في الحمام قرابة النصف ساعة ليخرج شخصاً أخر وقد أصبح منتعشاً ومبتسماً للحياة ... لا يعرف أحد ماذا يحدث في الحمام .. ولا يهتم أحد بأن يعرف إن كان يحضر القنبلة الذرية حتى داخل الحمام .... الذي يعرفه أهلة أنة لن ينهي حمامة قبل أن يتوضأ .... يخرج ( يوسف ) ليصلي صلاة الظهر في غرفة نومه , ويبدأ رحلة البحث في ثلاجة المنزل عن أي شيء يؤكل , حتى تقع يديه على أي شيء تتخيله ليضعه في فمه , فهو لا يدقق على نوعية الطعام ولكنها عادة منذ صغره , أن يضع أي شيء في فمه بعد استيقاظه مباشره
ذهب بخطوات بطيئة ناحية جهاز ( الكومبيوتر ) الذي يضعه في صالون منزلة ليفتحه , ثم يبدأ في ممارسة حياته الرتيبة المملة .... وكأنه قد فقد الذاكرة ثم استعادها مرة أخرى اتسعت عيناه وقد تذكر فجاءه أخر شيء فعلة البارحة قبل أن يخلد إلى النوم ...
لقد كان يقرأ في تلك الوريقات ... لقد تذكر كل شيء الآن ... وهنا قام إلى غرفته ليحضر الورق وعاد إلى الكومبيوتر وفعل أول شيء خطر إلى ذهنه ...
لقد قال في باله " لما لا أبحث على شبكة الانترنت عن أي معلومات تخص تلك الحكاية التي قرأها أمس " .... ففتح أحد مواقع البحث الشهيرة , وجال بخاطرة ماذا يكتب في مربع البحث ...؟
كتب في المربع ( ابن إسحاق ) وبدأ البحث .. ليرى أن جميع المواقع التي ظهرت في البحث كانت تخص ( ابن إسحاق ) الذي كتب كتاب ( سيرة ابن إسحاق ) الذي يتحدث عن حياة ( النبي ) صلى الله علية وسلم ..... فما كان منه إلا أن أعاد البحث , ولكن كتب في خانة البحث هذه المرة ( أحمد بن إسحاق البغدادي ) .. وظهرت النتائج له ...
أول ثلاثة مواقع في البحث كانت تتحدث عن أسماء رجال كانت تدخل في أسماءهم اسم ( إسحاق ) أو ( البغدادي ) ، أما الموقع الرابع فعند دخوله وجده منتدى مغمور , كتب فيه موضوع عنوانه :
( أساطير العرب ومقارنتها مع الواقع )
أما الموضوع نفسه فقد تحدث عن أساطير من حياة العرب في البادية , وعلاقتهم بالجن .. ولكن في احد أجزاءه كتب الأتي :
(( وننتقل الآن إلى أسطورة لم تنل الشهرة ولا الصيت الذي نالته باقي أساطير العرب ، فنحن نتكلم عن شخصية تدعى " أحمد بن إسحاق البغدادي " والذي قيل عنة أنة رحالة يجوب البلاد شرقها وغربها لا يكل ولا يمل ، ولكن كتب في مراجع متفرقة أنة كان له حكايات كثيرة تتعلق بالسحر والسحرة , وأشهرها حكايته مع تلك المدينة التي كتب عنها في كتابه ( كنز الرحلة ) وسماها ( مدينه الموتى ) , وحكى عنها أنها مدينة خالية , لا بشر فيها ولا حياه وأنة وجدها في طريقة من قرية مصريه قديمة إلى القاهرة في مصر , فظهرت فجأة وأنها اختفت بطريقة غريبة ، حتى كان من الوالي إلا أن أحرق كتابة ( كنز الرحلة ) وكتابة ( غواص اللؤلؤ ) , ويقال أنة اختفى بعدها , ولم تصلنا من أخباره شيئاً إلا حكاية تلك المدينة التي قابلها في طريقة ، والحقيقة أن هناك أساطير كثيرة نسجت حول هذا الرجل منها الحقيقي ومنها المريب والذي يصعب التفرقة بينهم .
وفي منتدى أخر كتب موضوع بعنوان :-
( الرحالة أحمد بن إسحاق البغدادي )
ولد في ممباسا وعاش الكثير من عمرة في بغداد ولذلك لقب بالبغدادي , درس الفلك والطب ولكن لم يكن له نبوغ خاص في الأخيرة , حيث أنصبت جل شهرته على الفلك ، وقد ألف هذا الرحالة كتابان أحدهما هو ( غواص اللؤلؤ ) وكان يختص بالفلك والكواكب , والأخر ( كنز الرحلة ) وكان يختص برحلاته العجيبة في البلاد التي زارها ، ولم يصلنا من كتابية سوى شذرات بسيطة .. وبعض المخطوطات التي فقد أكثرها وذلك بسبب حرق كتبه واتهامه بالاشتغال بالسحر , ثم اختفاءه في نهاية حياته والذي أثار جدلاً حول شخصيته . )
كان عقل ( يوسف ) في تلك اللحظة يعمل بسرعة كبيرة , غير مصدق المعلومات التي أمامه .. حتى خرج من الصفحة التي كان يتصفحها إلى صفحة أخرى كتب بها عنوان عريض :-
" مخطوطة الشيخ أحمد بن إسحاق البغدادي "
_ ( دار الجدل حول حكاية تروى وتنسب إلى الرحالة العربي الشيخ ( أحمد بن إسحاق ) , أنة في إحدى رحلاته داخل مصر .. قد دخل مدينة كل من بها أموات .. ورأى فيها العجب ... حتى أنة قال بأنة رأى شخص ميت يتحدث معه وجهاً لوجه ..
فقد كان بن إسحاق مولع بالغرائب والعجائب , حيث كانت له العديد من الرحلات العجيبة التي شاهد فيها الكثير من الأشياء التي تصدم العقل , حتى أن الناس اعتقدوا بكفرة وحرقوا كل نسخ كتبة واتهموه بالاشتغال بالسحر ، وقد قيل بأن هناك نص من إحدى رحلاته نقلة عنة أحد تلاميذه والذي يدعى ( عبد الرحمن بن إبراهيم بن إسماعيل ) .. حيث تحدث في بضعة ورقات عن رحلته إلى مصر وأنة دخل إلى بلدة هاجمها وباء فقتل كل من بها ولم يبقى شخص حي في البلدة .... وأن هذا الوباء جاء عن طريق السحر , وأن بن إسحاق قد علم الطريقة التي تم جلب الوباء بها حيث أعطاه إياه ميت من البلدة قابلة ، والمشكلة هنا هي ضياع هذه المخطوطة نهائياً ولم تصلنا منها إلا روايات من الأشخاص الذين رأوها منذ القدم ، ويقول فريق من العلماء بأن هذه المخطوطة ليست موجودة وأنها حكاية أسطورية تداولها الأشخاص عبر التاريخ حتى اعتقد الكثيرين صحتها .... أما الفريق الثاني من العلماء فيقول بوجودها ولكن لم يحددوا مكانها أو معالمها , ولكنهم يستندون في أدلتهم إلى إيراد كلام يتحدث عن المخطوطة في أكثر من كتاب وأكثر من مجلد ، وبرغم الجدال القائم على هذا الرجل إلا أننا نقول بأنة كان أحد الرحالة الذين كتبوا المقارنات بين طرق المعيشة في البلدان ومحاولة مقارنتها بواقعنا العربي . )
وهنا انتصب الشعر في مؤخرة رأس ( يوسف ) ... لو كان المكتوب عن ذلك الورق الذي يمتلكه حقيقي فذلك يعني أنة الوحيد الذي يمتلك نص تلك المخطوطة
مخطوطة بن إسحاق

* * *


أخذ ( يوسف ) يتحسس الأوراق وهو ينظر لها بتمعن والأفكار تتصارع في رأسه بلا انتظام .....
- << لو كانت تلك المعلومات صحيحة فأنا أمتلك نص المخطوطة الأصلية >>
وهنا وضع ( يوسف ) يده يتحسس الورق من جديد ويمرر يده عليه .... لقد شعر منذ الوهلة الأولى بأن ملمس ذلك الورق غير مريح منذ أن اشتراه ، كان طول الورق يتجاوز طول الورق المستخدم في الطباعة أو الكتابة .... هذا غير أن الحروف بعضها ممسوح وبعضها ممتزج بعضة البعض .. مما ينبيء أن الحبر المكتوب به الكلمات قد تأثر وطار بعضة وأمتزج بعضة ليؤدى لاختفاء وعدم وضوح بعض الكلمات والعبارات من داخل الورق .... ثم ماذا عن ذلك الخيط الذي يربط تلك الوريقات من الجانب ...؟؟ تلك الطريقة التي لا تمت للطباعة الحديثة بصلة من قريب أو بعيد .
لقد ارتفعت ضحكة ( يوسف ) وهو يسخر من نفسه ....!! كيف لم يلاحظ ذلك ؟ إن الكتابة على تلك الوريقات كتابة يدوية , وذلك للاختلاف الطبيعي بين الكلمات وكبر بعضها وصغر بعضها ...... رائحة الورق ...... ملمسه الخشن السميك .....!!
وكأنة لا يريد تصديق النتيجة التي توصل لها عقلة ويحاول أن يتملص منها بأي حجة يجدها كي يبعدها عنه ... ولكنه لا يجد مفر من أن يعيد تلك النتيجة لعقلة مرة أخرى ..... هو للأسف لا يمتلك نص المخطوطة الأصلية المفقودة ...... ولكنة يمتلك المخطوطة الأصلية ذاتها .....!!!


* * *







2 - الأصدقاء القدامى


يا له من صباح ..... هواء وأمطار وإحساس عام بالبلل ينتشر بين الطلاب ، طلاب ماذا ...؟ أه نسيت أن أخبرك أننا الآن في جامعة ( ....... ) _ التي لا أستطيع أن اكتب اسمها كي لا يقاضوني _ إحدى أشهر الجامعات بمصر ولا تقل لي لما هي شهيرة .. فتلك أسباب يعرفها طلابها , وإن كنت أشك في أن طلابها يعرفون أكثر مما يعرف بائع كبده عن العولمة ....
ترى الشباب يقفون في جماعات ويتحدثون طوال النهار عن أشياء هم أنفسهم يعلمون أنها بلا فائدة ... فربما تجدهم يتحدثون عن أخر موضة شبابية لهذا العام بكل اهتمام ... وربما وجدتهم يتحدثون بنفس الاهتمام عن أزمة دخول الجيش البلقاني في كوستاريكا .....!! ولكنهم في كلا الحالات يجدون لأنفسهم متنفس من حياتهم في الجامعة , حيث أن الجامعة ليست مكان للعلم .. فقط بل هي مقهى ومطعم وناد اجتماعي إن جاز لي التعبير ولم تحذف الرقابة كلامي من الأساس .....
ولكن ما فائدة التحدث عن الجامعة في تلك القصة طالما أنها قصة وليست كتاباً في علم الاجتماع ....؟
يبدوا والله أعلم أن بطل القصة له صلة بالجامعة .... ليست صلة قرابة بالطبع ولكني أقصد أنة يتردد عليها ..... لا نعرف بالتحديد أهو يتردد عليها للعلم أم للترفيه ...؟ ولكنة للحق يتردد عليها ....
كان ( يوسف ) طالب في السنة الثالثة بكلية الحقوق .... ولكننا الآن نراه سائراً بجانب تلك المباني التي تميز كلية الآداب بجامعته , وهو ينظر بعينيه وكأنه يبحث عن شخص معين وسط جموع الشباب
- << منور آداب وضواحيها يا عم ( يوسف ) ... والله واحشني >>
كانت تلك العبارة على لسان أحد الشباب الذين يرتكنون على إحدى الممرات
- << غير معقول ...! ( ممدوح ) عامل إيه ؟ وما أخبار ( لبيب ) و ( عادل ) ؟ >>
كان الاثنان قد تقابلوا في منتصف الطريق , فوقفا يتحادثان وهما يبتسمان لبعضهما ابتسامه مجاملة .. وقد تصافحت أيديهم
- << الحمد لله ... والله مشتاقين لمقابلتك >>
- << هل رأيت أحد من شلة ( حامد ) ؟؟؟ >>
- << عادتهم أن يقفوا تحت مبنى الكلية الذي يتم تجديده ... لكنك الآن ستجدهم يقفون بجوار الكافيتريا >>
- << إذن سأضطر لذهاب لهم الآن ... شكرا يا ( ممدوح ) أقابلك عند عودتي من الكافيتريا إن شاء الله .. >>
كانت هناك خواطر مضحكة تراود ( يوسف ) وهو يسير متجهاً لأصدقاءه .. فكانت كل تلك الخواطر تنصب على مستقبلهم جميعاً ...!!
يا ترى عندما يتخرج أحدهم من كلية الآداب ماذا سيكون عملة ؟ ربما عرف طلاب الحقوق أو طالب التجارة نهايتهم , ولكن ماذا يتوقع طالب الآداب بعد تخرجه ...! تخيل أن أحد أصدقاءه قد تخرج من كلية الآداب وذهب ليتقدم لعمل .. فسأله صاحب العمل عن خبرته ومؤهلة ؟ فتكون إجابة صاحبة
- << آداب قسم تاريخ >>
ضحك في قراره نفسه من ذلك الشهد الذي بالتأكيد ستكون نهايته معروفة لأي طفل .... فلن يقبل صاحب العمل شاب بلا خبرة في أي مجال سوى التاريخ في شركته .... إلا لو كان يريد مدرساً لأطفاله ... فهذا شيء أخر ....
كانت الكافيتريا قد لاحت لعينية فظل ينظر يميناً ويساراً , حتى وجد ضالته في سبعة طلاب يتحدثون بصوت عالي .. وأحدهم يلوح بيديه يميناً ويساراً يبدوا أنة يشرح شيئاً يعتقد أنة مهماً ، اقترب منهم ( يوسف ) وهو يبتسم ابتسامة خفيفة وهو يتذكر أيامهم منذ زمن .....
نعم ... ففي وسط هؤلاء الطلاب كان هناك خمسة أشخاص يعرفهم منذ المرحلة الإعدادية ...... ثم انتقلوا للثانوية ..... وهكذا صارت بينهم رابطة صداقة لا تمحى بالرغم من المشاكل والخلافات التي كانت تحدث بينهم , إلا أنهم دائماً ما يرجعون إلى بعضهم مرة أخرى ...
أخذ يقترب منهم وهم لا يلاحظونه .. حتى صار على بعد خطوة واحدة وقف بعدها يتأملهم باسماً ، كان أحد أصدقاءه قد لمحة فنبه باقي الأفراد ليذهبوا هم ناحيته
<< السيد ( يوسف ) عندنا يا هلا يا هلا >>
<< تحية كبيرة لسيادة المستشار ( يوسف عبد الغفار ) أكبر مستشارين حي الأزاريطة >>
وبدأ التهليل والترحيب من هذا النوع ثم بدأت الأحضان _ للشباب بالطبع _ والمصافحات التي وصلت إلى الضرب على كتف ( يوسف ) الذي كاد أن ينخلع .... بالطبع نسيت أعرفكم بالأصدقاء الخمسة الذين يفضلهم ( يوسف )
- أولهم هو ( محمود إسماعيل ) طالب بكلية الآداب قسم التاريخ ....أبيض البشرة يظهر له شارب وذقن خفيفين فلا تعرف هل هو نسي حلاقتهم أم هو ينوي تربيتهم .... وبرغم ذلك هما تعطيانه مظهر الشاب الوقور راهب العلم الذي لا يهتم بالمظاهر , ولكنة بالطبع عكس ذلك ، جسده يميل للنحول فتارة تعتقد أنه يعاني من نحول شديد وتارة تعتقد أن جسده ليس نحيلا بل هو متناسق ..... ملامحه هادئة تظهر عليها المودة والطيبة , أو كما يقولون في الأمثال الشعبية ( ابن ناس ) ....
- ثانيهم يدعى ( مصطفى أسامة ) طالب بقسم التاريخ ... أما عن مواصفاته فمن الصعب وصفة ..... ليس به شيء مميز يمكنك منه وصفة ، فأنت ترى ملامحه في الكثير من الأماكن ... في الحافلة ... في الشارع .... في المرآة ..... ولكن دعني أحاول وصفة .....
شعر عادي لا يمكنك تحديد إن كان ناعماً أم خشناً .... لون بشرة قمحي ..... طول متوسط ..... في بعض الأحيان تراه يرتدي عوينات للنظر وأحيان أخرى لا يرتديها ..... بشكل عام وجهه مقبول لأي شخص
- ثالثهم ( أحمد محمد عبد الحميد ) طالب بالسنة الثالثة في كلية تجارة , ولكنك تقسم عندما تتعرف علية أنة لا يمت لكلية تجارة بصلة .... فهو طوال السنة يتردد على الكليات والجامعات الأخرى بهدف السياحة والترفيه ، والأدهى أنك لا تعرف كيف ينجح في كل عام بتقدير ( جيد ) .... فإما هو عبقري وإما أن كلية التجارة أصبحت أسهل من المرحلة الابتدائية .... وهو ما يجعلني أقبل بالاحتمال الأول بصدر رحب , فربما يكون عبقري ولكن لن تكون كلية التجارة سهله أبداً .... فهذا درب من الخيال العلمي السخيف ، المهم دعني أصف لك شكله ....
أبيض البشرة هو , ممن يطلق عليهم اسم وسيماً عندما تراه الفتيات ، ويطلق علية اسم ( الفرفور ) _ وأسف لهذا التعبير _ عندما يراه الشباب وهو يحادث الفتيات .... ولكنة والشهادة لله لم يستغل ذلك بأي حال , فهو محافظ نوعاً في تعامله مع الفتيات ولم يقم بأي علاقات عابرة مع أي فتاه قابلها , على عكس أصدقاءه ...... يرتدي عوينات للنظر ولكن عدساتها غامقة اللون .. لكي لا يظهر للكثيرين أنها للنظر فقط ، ولكنها تعطي لوجهه المزيد من الوسامة بجانب وسامته السابقة .... طويل القامة بطريقة تشعرك بالقصر بجانبه أو إن أردت رأيي تشعرك بالإحراج ....
- رابعهم شخصية يطلقون علية ( حامد رزق ) , ولكن يبدوا أن هذا الاسم هو للتدليل ... فإنهم يطلقون علية لفظة هي دلالة على شخصيته ... ( المهييس ) _ إن جاز لي إطلاق الاسم _ وتلك الكلمة هي دلاله لفظية بين الشباب على الشخص كثير الضحك والكلام الغريب ..... طالب بقسم اللغة العربية ، أصدقاءه دائماً يندهشون كيف يكون هذا الشخص في قسم اللغة العربية .. وهو يمتلك قاموساً من الكلمات التي ليس لها معنى يرددها كأنها درر في اللغة العربية ..... هذا غير قاموس الشتائم الذي اشتهر به من قبل أن يدخل قسم اللغة العربية .... لدرجة أن أصدقاءه توقعوا أن يكون لهذا الشخص الفضل الأول في إفساد طلاب قسم اللغة العربية وجعلهم ينسون كل ما يعرفونه عن اللغة .. ويعلمهم لغته الجديدة التي سيكون لها الفضل في الأيام القادمة في تطور التاريخ ....
أما عن مواصفاته الجسدية فهي سهلة جداً ..... طوله يقترب من القصر ...... شعر ناعم ....... لون بشرته قمحي
أعرف أن المواصفات السابقة هي مواصفات عائمة لا يمكن منها تحديد شخص معين ...... ولكنك إن أردت أن تميزه وسط أصدقاءه ...!
ابحث عن شخص يقف وهو يرسم على وجهه علامات اللامبالاة وربما يلوك علكة ..... فهو يعتقد دائماً أنة بهذا المظهر يكتسب احترام الجميع , وإن كان هو يريد أن يخفي قصره أمام الشباب الآخرين بمحاولته للظهور بمظهر الولد ( الفانكي ) الذي جاب الدنيا شرقها وغربها ..
- خامس صديق ل( يوسف ) هو ( إسلام جمال ) .. طالب بقسم .....!! الحقيقة لا يعلم الكثيرين أي الأقسام في كلية آداب هو ...؟ لأنك تراه يحضر محاضرات في قسم الجغرافيا .... أو الفلسفة أو التاريخ أو علم النفس أو أي قسم تتخيله ...... لقد رأيته بالتأكيد ......ماذا ؟ لم تراه ......!! كيف لا تعرفه ...؟ إن ( إسلام ) معروف لكلية آداب بالكامل ..... هل تريد أن تنهي ورقة في شئون الطلاب ولا تستطيع ...؟ ( إسلام ) ينهيها لك في دقائق بلا مقابل ..... هل تريد أن تحول أوراقك من قسم لقسم ؟
( إسلام ) يقوم بجميع الأشياء بلا مقابل ، فإسلام منذ دخوله لكلية الآداب وهو يقوم بعلاقات بجميع الأشخاص الذين يمكن أن تتخيلهم .... مع الأسر الطلابية .... مع الموظفين الإداريين .... مع طلاب جميع الأقسام ... باختصار شديد لو كان اختيار عميد الكلية بترشيح الطلاب وليس بالكفاءة العلمية فبالتأكيد سيكون ( إسلام ) هو العميد الجديد ..... ولكن يبدوا والله أعلم أن ( إسلام ) منتسب لقسم اللغات الشرقية ... لأنة شوهد في أيام الامتحانات يمتحن مع نفس طلاب هذا القسم
أما عن الشكل هو طويل القامة ..... يذكرك جسده بمظهر لاعب كمال أجسام بالرغم من عدم ممارسته لتلك الرياضة ..... أبيض البشرة .... عيون عسلية .... صوت أجش .
أما الشخصان الباقيان الواقفان مع أصدقائنا الخمسة فهم ( رانيا ) و ( رباب ) والحقيقة لا أعلم إلى أي قسم ينتسبون .....
تم التعارف بين ( يوسف ) والفتاتان بسرعة وظل الجميع يضحك ويذكر النكات السخيفة التي يضحكون عليها مجاملة لقائل النكتة .... حتى استأذنت الفتاتان في الصعود لحضور إحدى المحاضرات ....
وهنا نظر ( يوسف ) لأصدقاءه وقال
- << أريدكم أن تشاركوني موضوع يحيرني منذ ثلاثة أيام ولم أعرف له حل >>
فرد ( إسلام ) قائلاً بسخرية ضاحكة
- << حب جديد ؟>>
فرد ( حامد ) سريعاً بغضب وهو يزجر ( إسلام )
- << ليس هذا وقت مزاح ..... >>
ثم نظر إلى ( يوسف ) وقال
- << هل تخلت عنك حبيبتك بعد أن وعدتك بالجواز >>
فقال ( محمود )
- << وربما كانت الخطيئة وتركتك وأنت حامل >>
فرد ( يوسف ) غاضباً
- << احترم نفسك أنت وهو >>
فرد عليهم ( مصطفى ) وهو يضحك
- << اهدأ يا ( يوسف ) إن ما كانش علشان خاطرك يبقى علشان خاطر اللي في بطنك >>
يبدوا أن ( يوسف ) كان قد بدأ في شد شعرة حتى صار كالمجانين وسط أصدقاءه .... حتى أنة قد اتجه لينصرف لولا أنهم منعوه وهم يضحكون معه ....
أخذوه حتى جلسوا جميعاً على الحشائش التي تفصل بين الممرات التي تفصل كلية آداب .
- << اهدأ يا أخي ..... ألا تحب المزاح ...!! >>
- << جئت لكم اليوم لغرض هام , فكيف تطلب مني الهدوء بعد أن بدأتم بالاستهزاء بي >>
ضحك ( إسلام ) قائلاً
- << إذن فلتتكلم .. ولتسامحنا على مزاجنا إن ضايقك ... فأنا أعرف أنك عصبي هذه الأيام , ولكن لا تنزعج فإن الحمل في أوله صعب دائماً...>>
ضحك الجميع بما فيهم ( يوسف ) ..... ثم بدأ يتكلم في جدية
- << لقد عثرت على مخطوطة نادرة جداً >>
- << ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ >>
- << يعني إيه مخطوطة .!! >>
كانت تلك العبارة السابقة من ( محمود )
- << وكل تلك السنوات وأنا أعتقد أنك طالب بقسم التاريخ .... لكنك وبعد تلك السنوات لا تعرف معنى كلمة مخطوطة .... يبدوا أن قسم التاريخ غير نشاطه إلى التدبير المنزلي ....!! >>
- << وضح أكثر يا ( يوسف ) >>
وهنا بدأ ( يوسف ) يشرح الموضوع , منذ أن اشترى المخطوطة من سور الأزبكيه إلى أن بحث على شبكة الانترنت عن معلومات عن ( بن إسحاق ) .... بالطبع في وسط المحادثة ذهبوا جميعاً ليحضروا الإفطار .....
وبعد أن انتهى من سرد قصته , نظر لهم ليرى تأثير قصته عليهم .... وكان التأثير واضحاً على وجوههم
( محمود ) و ( حامد ) ظهر عليهم عدم التصديق حتى أنك لترى كلمة ( أنت كاذب ) ستقفز من عينيهم .... أما الباقي فقد ظهر على وجوههم علامات التفكير .. وكأنهم في منزلة بين الإيمان وعدم الإيمان بقصته ، فما كان من ( يوسف ) إلا أن قال
- << أريد معرفة رأيكم أكثر عن هذا الموضوع ..؟ فربما كنت أمتلك مخطوطة أصلية وربما كنت أمتلك وهماً .... لكن الموضوع يستحق التعب ، فما هو رأيكم ؟ >>
هنا تكلم ( حامد ) _ المهييس _
- << الموضوع غريب يا ( يوسف ) ..!! لدرجة أنني اعتقدت في أول حديثك أنك تدبر مقلباً لنا وستفاجئنا في النهاية بعبارة على غرار " عليك واحد " أو " شربتم المقلب " ... ولكنك تتكلم في الموضوع بجدية مما ينفي تهمة المقلب ...!! >>
- << صدقني الموضوع حقيقي مائه بالمائه ..... لدرجة أنني جلست اليومين السابقين أفكر في الموضوع , وأجمع المعلومات عنة عن طريق شبكة الانترنت حتى بدأ رأسي يجن ....>>
- << لكن الانترنت به الكثير من المعلومات الخادعة , لأن الذين يكتبون المعلومات في الغالب قد نقلوها من مواقع أخرى أو منتديات أخرى ، لكن قليلاً ما تجد باحث حقيقي يكتب معلومات على الانترنت >>
فرد ( يوسف ) قائلاً
- << عندما يذكر الأشخاص مصادرهم للمعلومات على المنتديات فذلك يعني أن المعلومات صحيحة أو على أقصى تقدير تكون بعض المعلومات صحيحة >>
كان هناك صمت يسرى بين أصدقاء ( يوسف ) احتراماً له , برغم عدم تصديق بعضهم للموضوع ، ولكن هذا الأخير أكمل كلامه قائلاً
- << لقد أتيت لكم لتساعدوني , وخصوصاً ( محمود ) و ( مصطفى ) لأنكم تدرسون في كلية الآداب قسم التاريخ >>
ظهرت ابتسامة ساخرة على وجهه ( مصطفى ) .. بينما قال ( محمود )
- << أتخيل مظهري وأنا أتقدم لأحد أساتذة قسمنا الذين شاب شعرهم من الخبرة , لأقول له أن صديقي وجد مخطوطة على أحد الأرصفة تباع بعشرة جنيهات .......
- << سور الأزبكية من فضلك فلا يوجد رصيف في الموضوع >>
- << سور الأزبكية .....!! لا عليك .. سور الأزبكية ، ولكن صدقني الدكتور سيعتقد أنني أقلل من شأنه أو أنني أستخف بعقلة .... وسيكون عقاب الدكتور جاهزاً ..... الحكم علي بأن أظل طالباً لبضعة سنين أخرى حتى يتوفى الله هذا الدكتور ..... لا يمكن ذلك يا ( يوسف ) >>
وقبل أن يرد ( يوسف ) قال ( مصطفى ) :
- << انتظر يا ( محمود ) فهناك حل .... سنقوم بسؤال أحد الأساتذة في قسمنا بطريقة غير مباشرة وكأننا وجدنا معلومة عن الموضوع في إحدى منتديات الانترنت ..... ولكن المشكلة ليست في تلك النقطة >>
- << أين المشكلة إذن >>
- << المشكلة تكمن في أنك تسير وحيداً تبحث عن حقيقة هذه المخطوطة ، وبالطبع سيكون سيرك بطيئاً وعقيماً إن أردت الدقة .... ولكن لو سلمت تلك المخطوطة لجهة عليا أو أحد الباحثين , سيمكنه أن يبحثها في وقت أقل من الوقت الذي ستستغرقه بالتأكيد ..... بل سيمكنه أن يحدد هل تلك المخطوطة حقيقية أم مزيفة أم طباعة عادية >>
- << وهل تعتقد أنني لم أفكر في ذلك الموضوع من قبل ...؟ >>
- << إذن لماذا لا تنفذه , طالما هو حل عبقري بهذا الشكل ..!! >>
- << لقد قلت في نفسي لو أنني سلمت المخطوطة لأحد الباحثين , وحللها ودرسها ووجدها أصلية فإنه سوف يتنكر مني .. وسيعلن للجميع أنه هو الذي وجدها وينسب لنفسه كل الفضل والشهرة ..... أما لو قدمتها وكانت مزيفة فسيكون مصيري الاستهزاء والسخرية .. وأنا لا أريد تلك ولا تلك ، لن أقدمها إلا قبل أن أتأكد أولاً من صحتها .... فيمكنني في تلك الحالة أن أعلنها للجميع ... >>
فقال ( حامد ) _ المهييس _
- << ربما كنت صادقاً في جزء من كلامك , ولكن برغم كل شيء فإنك ستظل كثيراً حتى تجد حقيقة تلك المخطوطة >>
وفجأة برقت عين ( أحمد ) _ طالب التجارة لكي لا تنسوا _ وقد انتفض فجأة وهو يقول
- << انتظروا ..... لقد وجدت خيطاً في كون المخطوطة مزيفة أو حقيقية >>
- << اشرح ولا تفزعنا هكذا كل مرة >>
- << ( يوسف ) يقول أنة قد اشترى المخطوطة من سور الأزبكية , بالتحديد من أحد الأكشاك ...>>
- << استنتاج لم أصل له فعلاً ... فعلا اشتريتها من أحد الأكشاك .. >>
- << دعني أكمل ولا تسخر مني ... إذن لماذا لا يعود ( يوسف ) لصاحب الكشك ليستفسر منه عن كيف أتى ذلك الورق إلية .... فربما كان الرجل قد توارثها من أباءة ، وربما الرجل اشتراها من مكان معين .... في كلا الحالات ستمسك بأي طرف خيط يقودك للحقيقة >>
هنا قفز ( يوسف ) على ( أحمد ) وهو يحتضنه ويحاول أن يقبله بمرح
- << عبقري ..... عبقري ... إن كلية الألسن قد استفادت كثيرا بكونك طالب هناك >>
- << يع ... أولا ابعد عني علشان الجراثيم .... ثانيا أنا في كلية تجارة وليست الألسن >>
كان المرح قد أنقلب وبدأ الجميع بالهرج والمرج
والضرب .... فكأنهم قد استراحوا بوجود لحظات مرح بين الكلمات الثقيلة التي كانوا يقولونها منذ قليل .... وبعد أن انتهوا من لحظات المرح التي سادتهم , قال ( يوسف )
- << اعتقد أن ( مصطفى ) و ( محمود ) قد عرفوا ما عليهم أن يفعلوه .... سيسألون أحد الأساتذة الكبار في قسمهم عن ( بن إسحاق ) ، ثم يسألونهم عن المخطوطة وما تحتويه وما هي احتمالات العثور عليها ؟ أما أنا فسأذهب لسور الأزبكية لسؤال البائع على تلك المخطوطة ؟؟ ومن أعطاها له ؟ وليتصل بي من يجد منكم أي شيء ..... >>
وافقه الجميع بإيماءة منهم ..... ولكن ( إسلام ) قال
- << ( يوسف ) ..... هل أنت واثق من وصفك لتلك المخطوطة من حيث شكلها ... وأنها ليست ورقاً عادياً ؟ >>
- << سترونها كلكم حتماً حينما تأتون لمنزلي >>
- << بإذن الله >>
- << الآن سأذهب لسور الأزبكية .... من منكم يريد أن يأتي معي ؟ >>
تململ الجميع وبدأت الادعاءات ..... فهم برغم كل تلك المناقشات لم يؤمنوا بعد بصحة كلام ( يوسف ) ، فظهرت الأعذار الجاهزة كموعد المحاضرة التي ستبدأ الآن .... وموعد عم ( شيكو ) الحلاق الذي تم حجزه من ثلاثة أشهر ونسيه
صاحبة الخ الخ ...... فما كان من ( يوسف ) إلا أن ودعهم على وعد بالاتصال حين يصل لأي شيء .


* * *


* أريقاً أريقاً فليقاً فليقاً حليقاً حليقاً أتوني مستكين مستكين مستكين احضروا أينما تكونوا احضروا فإنكم محاطون به من كل جانب سمسائيل الهوام يحاقوف المخلبي سمسائيل الهوام يحاقوف المخلبي ارجعوا يا جنود المارد ارجعوا يا جنود المارد


* * *





أنتهى الجزء الثاني وإلى اللقاء في الجزء الثالث

ماذا في الجزء القادم ..؟؟ :
- من هو السجين المحكوم علية بالطرد من عالم الجن
- ما هي المفاجأه التي ستقابل يوسف في بحثة عن خيط يوصلة لأصل مخطوطة مدينة الموتى


__________________
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم و اتوب اليه .. <3
ماروكو غير متصل  
قديم 29-10-2010, 06:28 PM   #4
ماروكو
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ماروكو







رد: مخطوطة ابن اسحاق(مدينة الموتى)..قصة رعب نياهههاهاهاها



3 – السجين




يبدوا أن المشاهد الغريبة سنراها كثيراً في هذه القصة ...! ولكن دعني أصف لكم المشهد ....
نحن الآن في منطقة جبلية وعرة , ولو أردنا أن نكشف المنطقة أكثر ... فسنقول بأن هناك شلال من المياه ولا تسألني كيف أتى هذا الشلال ؟ فأنا أصف لك فقط ... المنطقة يغلفها الظلام إلا من ضوء القمر الذي يبعث على الرعب أكثر منه يبعث على الرومانسية ، ولكن حتى الآن لا يوجد شيء غريب بالمشهد يستحق وصفة ....!! ولكن انتظر .... هل ترى ما أراه ؟ بجانب الشلال في داخل الصخور هناك فتحة تشبه فتحة كهف من التي نراها في السينما , وأعلى الفتحة منقوش على الصخور كلمات بلغة غريبة لا أعرفها , ولكن يبدوا أن بها مربعات وخطوط منفصلة عن بعضها ؟؟؟
رباه ...ما هذا الذي أراه ..!! لو كان شخص حي بهذا المكان ورأى ذلك لمات رعباً ....
إن هناك طنيناً يزداد ببطء يكاد يفجر رأسك من الألم ، الطنين يزداد أكثر وأكثر .... وفجأة ، حدثت فرقعه صغيرة على فتحة الكهف التي رأيناها منذ لحظة .... وظهر لحظتها ثلاثة رجال أمام فتحة الكهف ... رجال ...!! لا ليسوا رجال ... فعلى قدر علمي لا يوجد رجال طوال القامة بهذه الطريقة ، ولون جلودهم أحمر ..... هذا ما تراه من ظهورهم فقط فأنا لا أرى وجوههم الآن ..... ولكن يبدوا أن أحدهم هو القائد لأن الاثنين الآخرين يتبعونه في خشوع وهو يدخل إلى الكهف .. ولكن هناك شيء غريب ؟؟ بمجرد دخول الثلاثة رجال من فتحه الكهف تألقت الكلمات المنقوشة أعلى الكهف ...!!
لا أعرف هل أنا دقيق الملاحظة أم أن ضوء القمر لا يريني الموجودات جيداً ؟ أعتقد أنني رأيت لهؤلاء الثلاثة ذيول تخرج من تحت ملابسهم .......!!



* * *


الآن نحن داخل الكهف .... دعني أصف لك ما أرى بالتفصيل وبلا مناقشة ...
الكهف تضيئه من الداخل أضواء حمراء و بيضاء لا تعرف أين هو مصدرها ؟ لكنها إضاءة قوية جداً .... وفي أخر الكهف هناك .... أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
في أخر الكهف هناك شيء ما يجلس على الأرض مكبل بالسلاسل من كلا يديه , والسلاسل نفسها منقوش عليها نقش غريب , ربما كان مشابهها للنقش الذي بخارج الكهف ...
له خلقه مريعة تجبرك على عدم النظر إلية , حتى لا يدب الرعب إلى قلبك ..... فوصف شكله هو مهمة عسيرة ..... ولكنك ترى ضخامة جسده وطوله الذي يفوق بالتأكيد طول البشريين ، جلدة بالكامل يميل إلى اللون الأحمر ...
أما عن وجهه فهو وجهه طولي ... لا ليس طولي كالذي نعرفه , بل هو طولي بالكامل أي أن وجهه طويل جدا يصل إلى الأربعين سنتيمتر .... و الوجه نفسه مضغوط من الجانبين لدرجة غريبة ، له عينان مشقوقتان بالطول لا تتبين لونهما , ربما لأنك لن تطيق النظر فيهما ....
أما عن فمه فهو أغرب شيء بوجهه .... ففتحه فمه تصل إلى أذنيه من الجانبين .... فلو ابتسم يصل جانب فمه أذناه الذين يشبهون أذن الحصان ولكنهم أصغر قليلاً ..... ما هذا الذي على رأسه ؟ هناك شعر على رأسه ولكنه ليس طويلاً ... المشكلة ليست في الشعر ... بل أنة هناك في رأسه قرنان صغيران طول الواحد يقارب الثلاثة سنتيمترات...!!
وهذا الشيء مربوط بالسلاسل إلى جدار الكهف من كلا يديه في وضع النسر المحلق , ولكن ليديه حرية للحركة بعض الشيء وهذا هو ما يجعله يهز السلاسل و يحاول الخروج وقد بان على وجهه الغضب من تقييده بهذا الشكل
وأمامه كان هناك ما يشبه القصعة أو طبق للطعام , ولكنة مقلوب والطعام الذي لا نعرف ما كنهه مبعثر في جوانب الكهف .... كان في حالة هياج رهيبة يزأر ويعوي وكأنة ذئب ، ويحرك يديه في جميع الاتجاهات محاولاً فك القيود ....ولكن لا فائدة
وهنا دوت الفرقعة التي كنا سمعناها عندما كنا نتأمل المشهد من خارج الكهف قبل أن ندخل لداخلة لنصف المشهد من الداخل ...
وبعد انتهاء صوت الفرقعة دخل الكهف من فتحته الثلاثة رجال الذين لم نكن نرى ملامحهم من الخارج ... ولكن الإضاءة جيدة هنا , فيمكنني أن أحدد ملامحهم جيداً ... رباه ...!! إن هذا الشيء المكبل بالقيود لهو ملك جمال بالنسبة للقادمين ... ولكن أكثرهم رعباً هو الذي يخطو ويقودهم والاثنين الآخرين يتبعونه بهدوء .... إن هذا الرجل المطاع له خلقه مرعبة بكل المقاييس .... فهو أسوأ من المكبل بالسلاسل في الشكل مع اختلاف أن وجهه كان اسود لامعاً وبه قرون أيضاً في أعلى رأسه ...... وكان يمتلك ذيلاً يقف منصباً وكأن صاحبة متحفز لشيء ما ....
كان المشهد رهيباً بحق ، فبمجرد دخول الثلاثة رجال هدأ المكبل بالقيود , وظل ساكناً ينظر بعينية للقادم ...
أما الرجل المطاع والذي يقود الاثنين الذين يتبعانه فقد وقف في هدوء يرمق المكبل بالسلاسل بعينين ناريتين .... ظل الاثنين يرمقان بعضيهما لفترة طالت .. وكانت بداية الكلام للرجل الذي دخل الكهف منذ قليل
- << مرحباً أيها المارد ... ما رأيك في لقبك الجديد يا ( ابن ذاعات ) ، المارد .... سيكون هذا لقبك منذ الآن بعد أن خالفت الأعراف والقوانين ... >>
- << أنا لست مارداً ، لماذا تقيدونني بلا ذنب وتطلقون علي لقب مارد >>
- << بعد أن تمردت على قوانين قبائل الجن المسلمين ، وبحثت عن مجد شخصي لك بين البشر ، وتحكمت في الجيوش التي تحت يدك لتجعلها في خدمتك لأغراضك الشخصية ... لقد كتبت نهايتك بنفسك يا صاحبي >>
بان الغضب على المقيد بالسلاسل وهو يقول
- << أنا ( المخلبي بن ذاعات ) أبرع قائد من قواد ممالك الجن ، انتصرت لكم في الكثير من المعارك ضد الممالك الأخرى ، وصارت قبائل الجن تخشانا بفضلي .... وبعد هذا تحكمون علي بالسجن >>
ارتفع صوت الرجل الواقف بغضب وهو يقول
- << اسمعني ..... لقد كنت تتحكم في جيوش جراره من أفراد الجن لخدمة مصالح عشائرنا .... ولكنك استخدمتهم في أذية البشر وفي التحكم في مصائرهم ..... لقد أخرقت أحد أعرافنا كجن مسلمين لا نتصل بالبشر ولا نضرهم .... وأنت تعرف عقاب من يخالف ذلك ويحاول الأضرار بالبشر .... الموت >>
قالها وجلد وجهه يتكرمش ويذبل وعينية تبرز للخارج
- << لقد خدمت قبائلنا في حروب كثيرة , وانتصرت في جميعها بلا استثناء .... فهل هذا يكون مصيري >>
بدأ الشخص يتحرك ناحية المكبل بالسلاسل وهو يقول
<< تحير المجلس في أمرك .... بعد أن كنت خادمنا المطيع الذي نبجله ، أصبحت سفاحاً وخطراً مقيماً على البشر .... وكان يجب قتلك ككل المتمردين .... ولكنني اقترحت عليهم وفاء لخدماتك لنا , ولأنك كنت من أعظم قوادنا الحربيين .... أن تقيد في السلاسل إلى أن تموت .... وحكمنا على أفراد الجن التي ساعدتك في إيذاء البشر من داخل جيشك بالنفي في بقاع الأرض , والتشتت والتفرقة فلن يقدر أحدهم على معرفة مكانك ليحررك >>
وهنا قد وصل الرجل إلى المكبل بالسلاسل فانحنى قائلاً
<< لا تفكر بالهروب يا ( مخلبي ) .... فسأترك معك حارسان من أقوى أفراد عشائرنا ليقدما لك الطعام والشراب , ولحراستك أيضاً من أن تهرب ..... هذا غير أن جيوشك الخائنة التي ساعدتك في المذابح البشرية التي ارتكبتها لا تعرف مكانك , ولن تعرفه لأنهم مشتتين في الجبال والمحيطات بلا هدف >>
ثار المكبل بالقيود وهو يحاول التملص من السلاسل بلا فائدة وهو يطلق عواء من بين شفتيه _ إن كان يمتلك شفتين _ يصم الأذن .... ولكن كل محاولاته كانت فاشلة .....
ولكن لحظة ؟
ما دخل ذلك المشهد بقصتنا الآن ......!
يبدوا أنني بدأت أخرف في الأيام الأخيرة ....
فلنعد لقصتنا مرة أخرى ....


* * *



4 – كشك عم ( صبحي )



استقل ( يوسف ) المترو ليتجه أثناء عودته من الجامعة إلى سور الأزبكية , حيث أنة قد قرر أن يزور صاحب الكشك العجوز ليسأله عن مصدر المخطوطة .... فنزل إلى المحطة المنشودة ولكنة فشل في اختيار السلم الصحيح الذي سيقوده إلى سور الأزبكية ...!! حتى أنة تاه مرتين حتى وجد السلم أخيراً , فصعد حتى رأى المشهد الذي أحترمه ( يوسف ) كثيراً , مشهد الأكشاك المتراصة جنباً إلى جنب والمليئة بأصناف الكتب من شتى المجالات .... ذهب صديقنا في اتجاه الأكشاك وهو يبحث بعينية عن الكشك الذي أشترى منه المخطوطة
هل هو هذا ؟ لا ليس هو فالثاني كان أصغر من ذلك ... ولا هذا ولا هذا ...... وفجأة توقف ( يوسف ) عند مجموعة أكشاك متراصة , وقد بدأ يتذكر أشكالها ويتذكر أن الكشك المقصود في تلك النقطة بالذات ...... أخذ يتمشى حتى رأى المقعد الحديدي الطويل الذي كان أمام الكشك الصغير , والذي كان يريد صديقة أن يستريح علية في المرة السابقة

* * *

- << لقد تعبت من المشي هيا بنا نستريح على ذلك المقعد الحديدي >>
كانت تلك العبارة من صديق ( يوسف )
فأجابه ( يوسف )
- << كشك أو أثنين ونعود للمترو مرة أخرى >>
وهنا رأى ( يوسف ) رجل عجوز يجلس داخل كشك _ أمام المقعد الحديدي _ على الأرض فشدة المنظر ودخل إلى الكشك ...

* * *

تذكر ( يوسف ) ذلك المقعد فنظر أمامه ولكنه لم يجد الكشك بل وجد مكان خالي وبه شجرة تملأها الأغصان الخضراء ...!!
كاد أن يجن ..... فجرى ناحية الكشك المجاور لتلك البقعة الخالية ودخله ليجد فتى في سن المراهقة يمسك مجلة ويتصفحها
- << تحت أمرك يا باشا >>
- << إذا سمحت أين الكشك المجاور لكم ؟ >>
- << ماذا تقصد ؟ >>
- << في تلك البقعة الخالية التي بها شجرة كان هناك كشك صغير يجلس به رجل عجوز >>
نظر الفتى لعين ( يوسف ) حتى يتأكد أنه لا يمزح , ثم ضحك بسخرية وقال
- << لا يوجد كشك في مكان الشجرة .... لأنة ببساطة تلك الشجرة مزروعة من خمسة عشر عاماً ..... فلا يمكن أن نبني كشكاً عليها إلا بعد أن نخلعها من جذورها >>
- << مستحيل ...!! لقد هناك كشك صغير يجلس به عجوز ويبيع كتباً قديمة >>
هنا دخل الكشك رجلاً يلبس جلباباً , ويبدوا أنة في أواخر الثلاثينات ، فنظر إلى ( يوسف ) والفتى ثم ألقى السلام ..... فقال له الفتى
- << شوفت يابا ....! الأستاذ يسأل عن كشك يجلس فيه رجل عجوز .... والكشك مكان الشجرة التي بجانبنا ..!! >>
نظر الرجل إلى ( يوسف ) نظرة شك , يتأمله من أسفل إلى أعلى , ثم قال
- << أحكي لي يا بني ماذا تريد ؟ >>
- << لقد اشتريت منذ ثلاثة أيام مخط ... أقصد كتاباً من الكشك الذي بجانبك .... والذي أرى مكانة الآن شجرة مزروعة .....! هل أنا جننت لهذه الدرجة >>
- << ربما أخطأت المكان وتشابهت الأكشاك عندك >>
- << لقد كنت أحدد مكان الكشك عن طريق الكرسي الحديدي الذي أمامه فكيف أخطئ >>
- << صف لي صاحب الكشك ؟ >>
- << عينية اليسرى ممسوحة وكأن عليها سحابة .... عجوز بدرجة كبيرة ووجهه ملئ بالتجاعيد .... عينية الوحيدة التي يرى بها ضعيفة كما قال لي >>
يبدوا أن الرجل قد أضيقت عيناه وهو ينظر لـ ( يوسف ) بتمعن , حتى قال له ببطء
- << أعتقد أنك بذلك تصف عم ( صبحي ) , ولكن المشكلة أنك لن تجده في سور الأزبكية الآن .... >>
<< ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ >>
<< لن تجده في سور الأزبكية الآن لأنة في مقبرته ..... لقد توفي عم ( صبحي ) منذ ما يقارب السبعة عشر عاماً .... وكان يمتلك كشكاً بجانب هذا الكشك فعلاً ..... ولكن يبدوا أن أحدهم قد وصف لك المكان والشخص .... ماذا يحدث لك يا بني لماذا أنت مندهش هكذا ؟ .... اجلس يا بني فالإعياء يبدوا عليك بشدة , هل أنت من طرف أحد أقربائه أم ماذا ؟ >>


* * *



فلمح بعينية حجراً على أحد القبور مكتوب علية المتوفى إلى رحمة الله محمد السالمي اللحاد أدخلة الله فسيح جناته * فأندهش بن إسحاق كيف كان يكلمه محمد السالمي وهو من الأموات *

* * *

أنة في إحدى رحلاته داخل مصر .. قد دخل مدينة كل من بها أموات .. ورأى فيها العجب ... حتى أنة قال بأنة رأى شخص ميت يتحدث معه وجهاً لوجه ..

* * *



بالتأكيد لن نقدر على وصف شعور ( يوسف ) من داخلة , فقد كان في حالة من التشتت الفكري , لا يعرف ماذا يفعل .... هناك شجرة مكان الكشك ؟ ربما أخطأ المكان .. ولكن هذا الرجل عرف الوصف وقال أنة شخص ميت ... ميت ....!!! رباه ... لقد جننت
- << لا لست أحد أقرباءه .... ولكن يبدوا أنني أخطأت في وصف المكان ... أو وصف الرجل ....أو ربما كليهما , شكراً لكما >>
- << ولكنك قلت أنك اشتريت من صاحب الكشك شيئاً ؟ >>
- << لقد كنت أقصد رجل أخر بالتأكيد ....!! >>
غادر ( يوسف ) الكشك وهو يحس بالخواء العقلي , عقلة يأبى أن يفكر في شيء , كيف يفكر عقلة وهو لا يفهم شيئاً مما حدث ...... الكرسي الحديدي .... أوصاف الرجل ...... الشجرة الموجودة مكان الكشك ........ كل تلك تؤدي لنتيجة غريبة .... إما أن ( يوسف ) قد توهم كل شيء ... وإما أن الرجل الذي قابلة منذ قليل كاذب ....!
الاحتمال الأول يمكنه التأكد من خطأه , لأن صديقة كان معه ... ويمكنه أن يتأكد عندما يعود لمنزلة من وجود المخطوطة معه , الاحتمال الثاني يبدوا خاطئاً أيضاً .... لأن هناك شجرة لا يمكن أن توجد هنا قبل سنين عديدة ..... ويمكن أيضاً التأكد من صحة كلام الرجل ببعض الأسئلة البسيطة لأصحاب باقي الأكشاك بالسور ....!
تباً لهذا العقل , دائماً يحاول إثبات فروض أخرى غير الحقيقة التي توصل لها منذ زمن .... عقلة يحاول إثبات أي شيء أخر غير الحقيقة التي بدأت تتشكل في ذهنه .... يبدوا أن الحقائق التي تقابله قد ازدادت هذه الأيام .....
إنه منذ يومان قد حصل على مخطوطة نادرة .... وقد حصل عليها من .....
شخص ميت منذ سبعه عشر عاماً
يبدوا أنه قد أقترب كثيراً من مستشفى العباسية ...


* * *





كان أول ما فعلة ( يوسف ) عند وصولة لمنزلة أن يطمئن على وجود المخطوطة ... فهو برغم كل هذا قد شك لحظة في أنة يهلوس وأنة لم يشتري شيئاً ... ولكنة وجدها ..... لم وجدها , لقد كان يتمنى ألا يجدها .... فإذا لم يكن قد وجدها كان يمكنه أن يفسر الموضوع تفسيراً سهلا .... هو مجنون ويتخيل أشياء ليست لها وجود ...
ولكن المشكلة أنة متأكد من أنة لا يهلوس ...! إذن فبكل بساطة علية أن يتقبل فكرة أنة يمتلك مخطوطة من الهواء , لا يعرف كيف ولا من من اشتراها ....
فيلم رعب ... هذا فيلم رعب من تلك الأفلام التي تذخر بها السينما الأمريكية .... حينما يعرف البطل أن كل من حوله أموات ... حينها يهب كالمجنون يقتل كل أبطال الفيلم وينقذ حبيبته .... حبيبته .!!
طالما أنة يمثل دور البطل في هذا الفيلم إذن من ستكون الحبيبة التي سينقذها ....؟
- << حبيبة >>
كانت تلك من والدته وهي تنادي علية من غرفة الصالون .... اندهش للحظات , حتى أتاه صوت أمة وهي تكمل عبارتها
- << حبيبة زميلتك في الكلية عايزاك في التليفون >>
أه .... هذه هي البطلة التي علية أن ينقذها إذن ..... لم يمنع نفسه من الابتسام وهو يتجه إلى الصالون ....
- << الو >>
- << ازيك يا ( يوسف ) ؟؟ >>
- << الحمد لله .... عاملة إيه ؟ >>
- << الحمد لله .... لماذا لم تأتي إلى الكلية اليوم ؟ >>
- << كنت في كلية الآداب .... أنهي بعض الأشياء >>
ثم نظر ( يوسف ) خلفه ليطمئن إلى أن والدته قد رحلت , وعندما تأكد من عدم وجود أحد قال بصوت هامس
- << وحشتيني >>
ردت علية ( حبيبة ) بصوت هامس
- << وأنت كمان وحشتني .... ماذا كنت تفعل في كلية آداب ؟؟ >>
- << موضوع يطول شرحه .... سأشرح لك كل شيء عندما نتقابل غداً ... هل ستأتين ...؟ >>
- << سأحاول .... أبي يعرف جدول المحاضرات جيداً ... وغداً لا توجد محاضرات ... >>
- << حاولي بأي طريقة ..... كأن تقولي أنك ذاهبة لشراء مذكرات أو كتاب جديد لدكتور ... أي شيء >>
- << سأحاول ولكن لا أعدك .... لو نجحت سأرن لك من موبايلي قبل خروجي من المنزل بساعتين .... ( يوسف ) سأضطر لإغلاق الخط الآن قبل أن يصل بابا في أي لحظة >>
- << سأنتظرك غداً عند مكاننا ..... لا اله إلا الله >>
<< إن شاء الله ..... محمد رسول الله >>
أغلق ( يوسف ) السماعة , وجلس على أحد المقاعد التي بجانبه وهو يفكر , ذهنه صافي الآن ... لا توجد مشاكل من شاكلة مخطوطة بن إسحاق ولا الأشخاص الأموات الذين يعودون للحياة .... لقد نظفته هذه المكالمة من الداخل .... فهو يعشق ( حبيبة ) زميلته في الجامعة منذ أن رآها أول مرة ..... لقد جذبة أسمها عندما نطقته إحدى صديقاتها وهي تنادي عليها , فنظر لصاحبة الاسم ليرى إحدى ملكات الجمال .... كانت ترتدي الحجاب , ولكنة زادها جمالاً ... تخيل أنك تقف أمام شيء يتوهج بالنور الأبيض الصافي ... هذا هو وجه ( حبيبة ) ....
تخيل أنك تسمع صوت العصافير الرقيقة وهي تغني _ إن كانت تغني _ على الأشجار ... هذا هو صوت ( حبيبة ) .... عندما رآها أول مرة لم يمنع عينية من النظر لها ..... لم يمنع عينيه إلا عندما نظرت هي مصادفة لتلتقي عينه بعينيها .... التقت عيناهما لحظات حتى أدار ( يوسف ) وجهه خجلاً منها ....
ومن تلك اللحظة لم يكن ( يوسف ) يترك لحظة إلا ولو حاول اختلاس النظر لعينيها .... وهي كانت تلاحظ ذلك مندهشة .... فهي تعرف أن الشباب لا يخجلون من شيء .... ولو أراد أن يتعرف عليها لذهب إليها وتعرفا في لحظتها .... لكن أن يحاول أن ينظر فقط إلى عينيها , فهذا ما جعلها هي الأخرى تنظر له بين الحين والأخرى , حتى إذا التقت عيناهما ابتسما ابتسامه خفيفة وأدار كل منهم وجهه للناحية الأخرى ...
ظل الحال هكذا يومين حتى , لاحظ أحد أصدقاء ( يوسف ) إعجابه بها , فتعرف إلى صديقتها حتى يعرف ( يوسف ) بهم , وتم التعارف وأنتقل الموضوع ببطء من مرحلة الصداقة التي استمرت لشهر إلى مرحلة الحب ... في الحقيقة لم يكن ( يوسف ) يعرف كيف يعرف أنة يحب بحق ...؟
لكنة أراح نفسه من عناء التفكير واعتبر نفسه يحبها بحق ... وقد سمع الكثير من أصدقاءه وأقرباءه عن الحب الأول ..وكيف أنة يفشل دائماً بلا سبب , أما لو نجحت قصة أو قصتين من قصص الحب الأول فهذا هو الاستثناء الذي يؤكد القاعدة , بل ويذكر له أصدقاءه الأمثلة الكثيرة عن فلان الذي أحب فلانة ولكنة لم يتزوجها وتزوج علانة وأنجب ولداً وهو يعيش سعيداً الآن ....
كاد يموت من الغيظ وهو يسمع تلك الرواية من كل الناس باختلاف طرق روايتها , وكأنهم يقولون حكم ونبوءات وكأن السعادة في نظرهم أن تتزوج أي فتاه وتنجب ولداً وتأتي كل يوم المنزل وأنت تحمل كيلو ( موز ) وكيلو ( جوافة ) لتأكلوهم هانئين .... هذه هي السعادة في نظرهم .... سعادة خيالية لأن من داخلها ملل وتعود .... جيل ملول ينتج جيل ملول ...
فجأة توقع له الناس أن حكاية حبة الأولى ستفشل مائه في المائه ... لأنها قاعدة معروفة ..... يبدوا أنهم لم يسمعوا عن ما يسمى القدر , ومشيئة الله عز وجل , أو عن النصيب .....
وبرغم كل الحكايات التي ملئوا بها أذنه ... استمر حبه لـ ( حبيبة ) لثلاث سنوات ... إذن ما المشكلة ..... إن الأغبياء ليسـ ....
ما هذا الذي يسمعه ...؟
إنه آذان المغرب يتردد من المسجد القريب ..
قام ليتوضأ حتى يلحق صلاه المغرب بالمسجد ...... أتم وضوءه ثم خرج من المنزل وهو يدعوا متجهاً للمسجد ....





* * *




انتهى الجزء الثالث وإلى اللقاء في الجزء القادم الذي :
سيتعرف فية يوسف على شخصية تعلمة مباديء كثيرة عن عوالم الجن وستغير تفكيرة ...
سنتعرف على الرجل الذي سيبحث عن أصل المخطوطة ...
سنرى بعض الرعب وبعض الدلائل وبعض اسماء ملوك الجن التي تفتح بوابات العوالم السفلية

__________________
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم و اتوب اليه .. <3
ماروكو غير متصل  
قديم 29-10-2010, 06:32 PM   #5
ماروكو
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ماروكو







رد: مخطوطة ابن اسحاق(مدينة الموتى)..قصة رعب نياهههاهاهاها

شووو رأيكم لهلأ؟؟
__________________
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم و اتوب اليه .. <3
ماروكو غير متصل  
قديم 30-10-2010, 04:42 AM   #6
صمت الأمل
عضوية شرفية
 
الصورة الرمزية صمت الأمل







رد: مخطوطة ابن اسحاق(مدينة الموتى)..قصة رعب نياهههاهاهاها

هي القصة كقصة حلوهـ ..



لكن ياليتكـ حذفتي كلمات الإستدعاء عشان مايقراها أحد ثم لاقدر اللهـ يصير لهـ شيء ..



لأن حتى قرائتها بدون الإعتقاد بها خطر كبير جدا وممكن تؤدي للشركـ الأكبر .



تحياتي لكـ .
__________________
صمت الأمل غير متصل  
قديم 30-10-2010, 07:32 PM   #7
ماروكو
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ماروكو







رد: مخطوطة ابن اسحاق(مدينة الموتى)..قصة رعب نياهههاهاهاها

قرابة قديمة

عاد ( أحمد ) صديق ( يوسف ) لمنزلة وهو يفكر بشدة في كلمات ( يوسف ) التي قالها عن تلك المخطوطة التي وجدها , وهل يمكن أن تكون حقيقية وتكون معدة لاستدعاء أحد خدام الجن الذي سيهب الثروة لمن يستدعيه ؟
دخل ( أحمد ) الشقة وألقى السلام على والدة ووالدته الذين كانوا يجلسون على الأريكة يتابعون أحد المسلسلات التي تعرض في التليفزيون ... ثم دخل إلى غرفته ليبدل ملابسة ..
ولكنة توقف للحظة وقد حضرت في رأسه شخصية ما ...
خاله ( عماد ) .. يا لها من ذكريات
لقد فكر في خاله ( عماد ) الذي انقطعت صله عائلته به منذ فترة طويلة
هنا جلس ( أحمد ) على فراشة وطفق يتذكر منذ أن كان صغير السن وخاله يجلس معه يحدثه عن أمور الجن والعفاريت والسحر والظواهر الغريبة .. كان خاله يعيش معهم منذ ما يقرب من عشر سنوات في غرفة في نفس الشقة ...
ولكن حدثت أمور كثيرة جعلت العائلة تغضب علية .. فخاله كان يمتلك في غرفته مكتبة كبيرة جداً تحتوي على كتب كثيرة تتكلم عن اللغات السامية واللغات المنقرضة والحضارات القديمة .. ولكن الجزء الأكبر من تلك المكتبة كان يتركز على كتب السحر , وتاريخ استخدام السحر .. لم تكن الكتب مكتوبة جميعها باللغة العربية ولكن كان هناك الكثير من الكتب التي كتبت باللغة الانجليزية والفرنسية ولغات أخرى لم يفهمها ( أحمد )
لقد كان يسمع والدة يتكلم مع والدته عن أن خاله يمتلك قدرة رهيبة على قراءة لغات عديدة وأنة هو الذي ثقف نفسه ذاتياً منذ صغره ..
ولكن مع مرور الأيام بدأ يسمع التذمر من العائلة وهي تذكر خاله بكل سوء بسبب تجارب وأبحاث غريبة لم يفهم معناها عندما كان صغيراً ...
وفي ليلة ما عندما كان صغيراً سمع الجميع أصوات غريبة تصدر من غرفة خاله ... وعندما خرج الجميع من غرفهم ليفاجأوا جميعاً بأن أثاث الشقة يتحرك كله للأعلى وهناك ما يشبه الأنوار تخرج من غرفة خاله ..
كان صغيراً لا يتذكر التفاصيل بالكامل لكنة يتذكر الصراخ والعويل ووالدته تجري هي وجدته في كل مكان ثم لا يتذكر شيئاً غير أن خاله رحل في اليوم التالي وبعد يومان جاء مرة أخرى ليجمع حاجياته وكتبة وملابسة ثم رحل لا يعلم أين
ومرت سنين طويلة يكاد لا يعلم عن خاله شيئاً إلا أنة كل مجموعة شهور يتلقى منه اتصالاً يسأل فيه عن أحوال العائلة وعن أحواله ... فيما بعد علم أنة يسكن الآن في شقة بالهرم وهو لم يتزوج بعد على ما يبدوا ...
حتى وجهه هو لا يتذكره جيداً , ولكنة كان يتضايق دائماً عندما كان يسأل عن خاله فتكون الإجابة دائماً في شكل أمر بعدم فتح موضوع خاله مرة أخرى ...
ربما أخر ثلاث سنوات زاد الاتصال بعض الشيء بخاله من قبل أمة حيث كان الاتصال يتراوح بين كل أربعة أشهر إلى ستة أشهر .. وكان ذلك بعد أن ترك خاله رقم تليفون منزله إلى أمة ..
لما لا يستعين به في مسألة المخطوطة ..؟؟
* * *
انتهى ( أحمد ) من الغداء وأستغل الفترة التي يدخل فيها والدة لغرفة نومه وتذهب أمة للمطبخ في أن يذهب بجانب التليفون ويمسك بدفتر الأسماء الذي يسجل فيه الاسم والرقم
جميل الرقم هو ( ........... ) , سجل ( أحمد ) الرقم على ذاكرة هاتفه المحمول ثم دخل إلى غرفته سريعاً ...
في داخل الغرفة أعاد ( أحمد ) طلب الرقم مرة أخرى من على هاتفه المحمول وأنتظر حتى سمع الجرس ..
- << السلام عليكم >>
- << وعليكم السلام , من معي >>
- << هل هذا منزل السيد / عماد محمد عبد الحميد ؟ >>
- << نعم هو منزلة , تحت أمرك ..!! >>
- << ألا تتذكرني يا خالي .. أنا ( أحمد ) إبن اختك الوحيدة .. >>
- << أحمد ...!!! لا يمكن .. كيف حالك أيها الولد الشقي ولماذا لم تسأل علي كل تلك المدة , خيبك الله .. >>
- << هل تتذكر قديماً يا خالي عندما كنا نجلس لنتسامر وتحكي لي القصص والأساطير .. يا لها من أيام >>
- << أنت الذي لا تسأل على خالك أيها الشيطان الصغير .. أحكي لي كيف هي أحوالك >>
- << ما رأيك أن ألتقي بك يا خالي لأنني أريد رؤيتك بشدة >>
- << على الرحب والسعة هل تعلم عنوان شقتي ؟ >>
- << لا >>
- << إذن دعني أصفها لك ... >>
حفظ ( أحمد ) الوصف جيداً ثم قال لعمة أنة سيزوره في اليوم التالي ..



* * *

نحن الآن في منزل ( يوسف ) الذي يجلس على جهاز الكومبيوتر يفعل شيئاً ما .. أعتقد أنة يستخدم الماسح الضوئي ليدخل إلى جهاز الكومبيوتر نسخة من المخطوطة .. كان منشغلاً فيما يفعله حتى رن جرس هاتفه المحمول فنظر على شاشته ليرى اسم ( أحمد ) صديقة هو المتصل .. فرد علية :
- << السلام عليكم ورحمة الله وبركاته >>
- << ما أخبارك يا ( يوسف ) ...؟ >>
- << الحمد لله .. خيراً ..!!! >>
- << هناك شيء خطر بتفكيري سيساعدنا كثيراً في موضوع مخطوطتك التي تبحث عن أصلها >>
- << انجدني >>
- << لي قريب له خبرة كبيرة في اللغات القديمة وله قراءات كثيرة في السحر و التاريخ الأوربي القديم وتاريخ الحضارات القديمة .. ما رأيك أن نقوم بزيارته ونعرض علية المخطوطة ليقول رأيه فيها فربما كان ذو فائدة لنا ...؟ >>
- << ومتى ظهر لك هذا القريب العبقري أيها التافه ؟؟ >>
- << هو خالي وقد انقطعت صلته بعائلتي منذ سنوات طويلة >>
- << لماذا ؟ >>
- << هذا موضوع يطول شرحه .. ما رأيك أن نذهب لمقابلته غداً بعد انتهاء كليتنا ؟ >>
- << موافق >>
- << إذن متى نتقابل ؟ >>
- << امممممممممممممممممم .. ما رأيك في الساعة الثانية أمام مدرج ( ...... ) بكلية حقوق حتى أكون أنهيت محاضراتي وجميع مواعيدي ..؟ >>
- << جميل اتفقنا , ولكن قبل أن أذهب إليك سأتصل بك لأتأكد أنك أنهيت محاضراتك >>
انتهت المكالمة على هذا الاتفاق ثم انتبه بعد ذلك لما كان يفعله حتى ينتهي سريعاً من إدخال المخطوطة على جهاز الكومبيوتر الشخصي ...
جالت برأسه بعض الأفكار عن ميعاده غداً مع ( أحمد ) .. ما هذا ..!!! لقد أعطى ميعاد أيضاً لـ( حبيبة ) .. ماذا سيفعل
وهنا انشغل تفكيره بأشياء أخرى بعيداً عن المخطوطة



* * *
__________________
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم و اتوب اليه .. <3
ماروكو غير متصل  
قديم 30-10-2010, 07:34 PM   #8
ماروكو
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ماروكو







رد: مخطوطة ابن اسحاق(مدينة الموتى)..قصة رعب نياهههاهاهاها




6- الكابوس الغريب ؟



النوم شيء مريح , وخصوصاً إن كان الشخص النائم مرهق منذ الصباح الباكر , لقد نام كالقتيل .... من هو ؟ ( يوسف ) طبعاً ... فنحن لا نتكلم في تلك القصة عن شخص أخر... إن ( يوسف ) من الأشخاص الذين إذا ناموا كانوا كالحجر ... لا يتقلب ولا يتحرك , بل تكاد تشك أنة لا يتنفس ..... فكان غريباً الآن أن نرى ما نراه عليه وهو نائم ....!!!
( يوسف ) الآن نائم على جانبه الأيسر , وهو يبدوا كالحجر في تصلبه .... ولكنه فجأة أرتعش رعشة خفيفة ...! ثم تلتها رعشة ثانية , ثم ثالثة , لو اقتربنا الآن من عينية , وفتحناهما سنرى حدقتا عينية تتقلبان في محجريهما بسرعة كبيرة نسبياً , وهذا ما يدل على أنة الآن داخل حلم .....
إذن هيا نقترب أكثر لنرى الحلم الذي يراوده الآن ...؟
( يوسف ) يقف أمام عرش كبير مطعم بالذهب , وحول هذا الكرسي المطعم بالذهب يرى ناراً تشتعل في مكان وتخمد في أخر ... ثم تخمد في المكان الذي اشتعلت فيه وتشتعل في مكان أخر , فنظر حوله ليجد أنه يقف أمام العرش والماء يحيط بهم من جميع الجهات .... وظلام الليل حالك لا يبدده إلا النار .. التي تأجج حول هذا الكرسي المذهب .... ثم سمع فجأة صوت يتردد من حوله قائلاً بصوت كالفحيح
((هليع يا من تسمعون في وادي القرنيم بحق سيدكم وبحق مقبلكم فكوا قيد بن ذاعات فكوا قيد بن ذاعات فكوا قيد بن ذاعات فيدعاهاط موسماعل بق حتى إذا أحضرتم أحرقكم المولى بحق وصيل مشموهوه شرطيائيل موهوقمي نوخيشما بهدار مخلبي * ))
ظل الصوت يردد تلك الكلمات حتى انتهى منها .... وهنا سمع ( يوسف ) صوت احتكاك جسد معدني ... كأنك أتيت بسلاسل حديدية ورميتها على الأرض ..... ولكن الصوت عالي هذه المرة بلا شك ...
المشكلة أن ( يوسف ) قد عرف أنة يحلم منذ بداية الحلم .... وحاول الاستيقاظ أكثر من مرة , ولكنة مقيد في مكانة , حتى أنة وهو يعايش الحلم صار عقلة يفكر , أين سمع تلك الكلمات ؟؟.... أين سمعتها من قبل ؟ يبدوا لي أنني سمعتها أو قالها شخص لي
كان يفكر والحلم يسير في نطاقه الطبيعي , وكأنة يشاهد فيلماً سينمائياً وله ارادتة الخاصة حيث يمكنه الخروج من دار السينما في أي لحظة ....ولكنة حاول الخروج من الحلم ولكن لا جدوى ....
وهنا رأى في الحلم أربعة رجال يمشون باتجاه الكرسي المذهب , وهم مكبلين أيديهم وأرجلهم بالسلاسل ..... ويمشون وكأنهم في حالة من التنويم المغناطيسي ....! ظل يتابعهم ببصرة حتى شاهدهم وهم يقفون أما الكرسي , ثم يعطونه وجوههم ..... كان الأربعة أشخاص مختلفين في أشكالهم ولكن تجمع وجوههم شيء واحد ..... مسحة من الحزن , نعم مسحة من الحزن تغلف وجوههم كأنهم ارتكبوا إثماً أو أذنبوا ذنباً
كان يقول في نفسه " يا ترى متى ينتهي هذا الكابوس المرعب " عندما شم رائحة شياط تغمر أنفة ..... يا ترى هذا الشياط قادم من مطبخهم وقد دخلت رائحته الحلم ..؟ أم أن أنفة يمكنها أن تشم تأثيرات الحلم ....؟ في الحقيقة لم يفكر كثيراً .... لأنة رأى من أين تأتي رائحة الشياط ....
لقد رأى الأربعة المكبلين بالسلاسل وهم يعرقون بغزارة .... ثم يصعد دخان من أجسادهم .... لماذا يصعد الدخان من أجسادهم ...؟ لأن وجوههم تسيح بالطبع ..... كان مشهد مثير للاشمئزاز أكثر من كونه مرعباً .... وجوههم تسيح وتتحول لسائل لزج يتساقط على الأرض ببطء
وهنا أحس خالد بالحر .... إن الحر هذه الأيام في الأحلام لا يطاق , يجب أن يهتموا بتركيب مبرد هواء أو مروحة في الأحلام .... ولكن الحر تحول لنار , نار شديدة يحس بها تحرق جلدة .... لا لا , إنه يسيح , يسيح فهو يشعر بذلك .... إنه يفقد القدرة على التنفس .... يسيح .. ويفقد القدرة على التنفس ويحاول جاهداً أن يأخذ شهيق فلا يجد ...كأن رئتيه مملوءة بالهواء ولا تريد المزيد .... لا إنه يموت .... لقد قرأ قديماً أن الإنسان إذا مات داخل الحلم يموت في الواقع .... إنه يشعر بذلك الآن ... إن يموت , نفسه يختنق , لا يقد على سحبة , جسده يسيح , هناك حراً لا يطاق ..... لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

* * *

اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااا
ماذا يحدث ......؟ لقد أستيقظ ( يوسف ) أخيراً من ذلك الكابوس .... ظل لحظات ينظر بعين لا تريان إلى سقف غرفته وهو يقنع عقلة أنة بخير وأن الحلم انتهى منذ مدة , وأنة حي يرزق , كان عقله يرتعد بشدة من هذا الحلم كلما تذكر أي إحساس من الذي راوده في الحلم ....
يا ترى هل سمع أحد من المنزل صراخه بعد أن استيقظ من الحلم ...؟ بالطبع لا .... في الأفلام عندما يصرخ البطل يرى الجميع يهرعون وهم يدخلون من الباب ويهدئونه ... أما هو الآن يبدوا أنة لو مات مذبوحاً فلن يشعر به أحد ....
وعندما بدأ يهدأ بدأت شفتاه تلقائياً تردد بعض آيات القران الكريم وبعض الأدعية بصوت خافض ....
وهنا أكتشف أن هناك بلل بسيط في سريرة ..... كاد أن يبتسم وهو يقول في نفسه هل عادت أيام الطفولة مرة أخرى ... ولكنة فهم من أين يأتي هذا البلل ... إن جسده بالكامل مليء بالعرق وكأنه يعمل في فرن ....!!!
عرق غزير , ودرجه حرارة جسده مرتفعه كأنة مصاب بالحمى , هو لا يفهم من أين أتى هذا العرق ولا هذه السخونة ، لكنة يعرف أنة رأى نفسه في هذا المشهد من قبل
في الحلم بالتأكيد .....!!! , هناك تفسير جاهز بالطبع لهذا العرق وتلك السخونة ... لشدة حرارة الجو بالطبع , ولانفعاله الشديد في الحلم ... نعم هذا تفسير مريح , ولكنة تذكر أن الجزء الثاني من تفسيره _ الانفعال الشديد في الحلم _ تفسير صحيح ... أما الجزء الأول من تفسيره _ شدة الحرارة _ ليس صحيحاً تماماً
ببساطة لأنة في شهر ( يناير ) أو بتفسير أخر .... هو في فصل الشتاء ... وبالتحديد في أشد أوقاته برداً إن أردت رأيي .....!!!
مد ( يوسف ) يده اليمنى يتحسس مكتبة الصغير الذي يلتصق بسريرة ليبحث عن ( موبايلة ) حتى يرى كم الساعة الآن .... الثانية بعد منتصف الليل ..... إذن علية أن ينام الآن حتى يستيقظ مبكراً للذهاب للكلية .....
أخذ يردد بعض الأدعية مرة أخرى حتى هدأ قلبه قليلاً , وقال في نفسه " عندما أصحوا من النوم يمكنني تذكر الحلم مرة أخرى ويمكنني التفكير فيه كما يحلو لي أما الآن فالحل اللذيذ هو النوم " .....
غط ( يوسف ) مرة أخرى في النوم لدرجة أنك تسمع صوت شخيره وقد بدأ يصدر .... يبدوا أن ( يوسف ) يتمتع بضمير سفاح لكي يمكنه النوم بعد هذا الكابوس ....

* * *

تيت تيت دن تيت تيت دن تيت دن تيت تيت دن تيت تيت دن دن دن تيت دن دن دن تيت ..... يبدوا أنني لا أعزف على البيانو .... ولا العبارة السابقة جزء من تعويذة
ولكنة صوت موبايل ( يوسف ) عندما يضبطه على المنبه لكي يستيقظ .... وإن أردت الحقيقة فإن صوته مزعج فهو يزعج ( يوسف ) من النوم دائماً .....
مد هذا الأخير يده يتحسس المكتب وهو مغمض العينين باحثا بيده عن الموبايل ليغلقه كي يكمل نومه ... ولكنه تذكر أنة دائماً يترك الموبايل بعيداً عن متناول يده وهو نائم على سريرة .... وذلك مقلب يفعله في نفسه كل صباح , حيث أنة عندما يزعجه المنبه وهو نائم فإنه يغلقه ليكمل نومه ..... ويتأخر في الغالب عن مدرسته .... فتعلم ( يوسف ) أن يضع المنبه أو الموبايل بعيداً عن متناول يده وهو نائم لكي لا يغلقه ويتأخر ....
تيت تيت دن تيت تيت دن تيت دن تيت تيت دن تيت تيت دن دن دن تيت دن دن دن تيت دن دن دن تيت تيت تيت
ظل الموبايل يطلق تلك النغمة المزعجة و( يوسف ) يتأفف .... فأطلق سبة بذيئة وبدأ يفتح عينية ..... ويفكر وصوت الموبايل المزعج يتردد
لما يذهب اليوم للكلية .... لم لا ينام قرير العينين , فلا توجد محاضرات اليوم .... إذن لينام ....
وفجأة تذكر موعده مع ( حبيبة ) ثم موعدة مع ( أحمد ) فنهض كالمجنون وهو يزيح الأغطية عنة , و يتجه ناحية الموبايل ليغلقه ..... ثم دخل إلى دورة المياه لأداء الطقوس اليومية المعتادة التي تنتهي دائماً بخروجه إلى الصالة , ثم أداء صلاه الصبح بغرفته ...
كان من بالمنزل قد استيقظوا جميعاً من نومهم .... ستسألني من هم الذين بالمنزل ؟ سؤال غريب يا أخي بالطبع والدته و أخته .....
وأين والدة .....؟ إنه في إحدى الدول الأوربية يعمل هناك منذ عشر سنوات , ويعود كل عامان ليظل شهرين في مصر ثم يرحل ..... لذلك كانت أحوال ( يوسف ) المادية متيسرة , أما أمه فقد كانت تعمل في إحدى الأشغال الحكومية تلك التي لا تفهم ما هو دورهم في الحياة ... على شاكلة الهيئة العامة للتعبئة والإنشاءات التنفيذية , إن تلك المؤسسات الحكومية منتشرة في مصر كثيراً .... والعاملون بها كثيرين أيضاً ...باختصار كانت والدة ( يوسف ) تعمل في إحدى تلك المصالح لشغل وقتها , لكي لا تموت من الملل وهي تجلس في بيتها طوال النهار ......
أما أخته فكانت طالبة في المرحلة الثانوية , ويبدوا أنها من الطلاب الذين اتخذوا من التفوق منهجاً لهم .... كما يطلق عليها أصدقاءها ( الدحيحة ) , وهي لفظة عامية تعني أن هذا الشخص يهلك نفسه في المذاكرة ...
نأتي مرة أخرى لـ ( يوسف ) وهو يصلي صلاه الصبح , إنه يجبر نفسه على التركيز في الصلاة ..... ربما شرد ذهنه لحظة أو غفل ولكنة يرجع مرة أخرى ..... ولكنة في وسط صلاته تذكر الحلم الذي حلم به الليلة السابقة ..... استعاذ بالله من همزات الشياطين , حيث أنة تعلم أن تلك من همزات الشيطان في الصلاة .....
بعد انتهاء الصلاة نظر إلى الساعة ليجدها السابعة إلا الربع تقريباً ..... سيجلس ينتظر ( حبيبة ) أن ترن على موبايلة حتى يعلم أنها ستكون موجودة في الكلية بعد ساعتان .... ستأتي الرنة في خلال نصف ساعة , لأن هذا هو موعدها دائماً ... بعدها إذا لم يجد الرنة فذلك سيعني أنها لن تأتي اليوم , وسيكون علية أن ينتظر حتى ميعاد ( أحمد ) الذي أتفق معه علية أمس
وهنا تذكر مرة أخرى الحلم المزعج الذي راوده أمس ..... يا له من حلم ...! ( يوسف ) من النوع الذي لا يتذكر أحلامه ... هو يقول دائماً أنة لا يحلم , ولكن هذا خطأ شائع , فبمجرد نومك تبدأ أحلامك , ولكن بعض الأشخاص لا يتذكرون أحلامهم فيعتقدون أنهم لا يحلمون .... و( يوسف ) من هذه الفئة ..... أي الذين لا يتذكرون أحلامهم , وإذا تذكروها كانت أحلاماً من شاكلة القطط التي تطير مبتسمة .... أو يحلم بأنة يضرب شخص يكرهه ....... أو أحلام المنبه ( أي التي يدخل فيها مؤثر خارجي كطرقات باب إلى الشخص النائم فيبني له العقل حلماً ) .... ولكنة لم يحلم بهذا النوع من الأحلام قط , أو إذا أردنا الدقة هو لم يحلم بهذا النوع من الكوابيس من قبل .... كابوس ثلاثي الأبعاد , بل كابوس مليء بالأحاسيس السمعية والبصرية والجسدية ...... لقد رأى عرش أو كرسي كبير مطعم بالذهب في الحلم ....! فهل يعني هذا أنة سيمسك حكم البلاد .... ضحك للفكرة في نفسه ..
ثم ماذا عن سماعه للكلمات وهي تردد ... ؟ , تلك الكلمات هي ببساطة إحدى كلمات المخطوطة .....ولكن المشكلة أنة لم يحفظها ..... فكيف يأتي بها عقله داخل الحلم ويدمجها بهذا المشهد , هو كان سيقبل الفكرة لو كان يحفظ الكلمات جيداً .... ولكنه لم يقرأها إلا مره واحدة , بل لم يتبينها حتى ولم يدقق لها ولا لمعناها , فكيف يحفظها ...
أما هؤلاء الأربعة الذين ظهروا فربما يكون عقلة قد ربط بينهم وبين الأربعة فقراء في المخطوطة ..... نعم هذا هو الشيء الوحيد المقنع في هذا الموضوع ... لقد قرأ المخطوطة ثم تأثر بالأربعة فقراء , وتكفل عقلة بتخيل أشكالهم وإدماجهم في الحلم ...... ولكن لماذا تخيل أجسادهم وهي تسيح ..؟ لا يمكن أن يكون عقلة فعل ذلك من تلقاء نفسه ..... لأن عقلة لو كان تأثر بالأربعة فقراء الذين قرأ عنهم في المخطوطة , فذلك يعني أن عقلة سيجعله يتخيل أن ثلاثة فقط أجسادهم ستسيح .... لأن الرابع قد هرب حسب نص المخطوطة ..... هناك ثغرة في ذلك الحلم لا يفهمها ..... هو يعرف أن هناك الكثير من الجهلاء الذين ينسبون أي شيء إلى العقل , ويبحثون لها عن اسماً كبيراً غير مفهوم ..... ولكنهم جهلاء ليس لجهلهم التعليمي , ربما يكونوا على درجة عالية من الثقافة , ولكنهم على درجة كبيرة من الجهل , لأنهم عندما تعترضهم ظاهرة غريبة يطلقون عليها اسماً قوياً يرعب من يسمعه ..... وإما أن يطلقوا عليها خرافة .... وهم بذلك يشبهون الجهلاء الأميين .... فهؤلاء من ناحية ينسبون أي شيء غير مفهوم إلى العفاريت وأمنا الغولة , وهؤلاء من الناحية الأخرى ينسبون كل شيء غير مفهوم إلى العلم أو يطلقون عليها خرافة , والفريقين في الغالب خطأ .... بالطبع تلك أراء ( يوسف ) وليست آراءنا ... ولنعود الآن إلى ( يوسف ) كي لا يقاضوني ....
كان ما يحير ( يوسف ) فعلاً مسألة العرق الغزير والسخونة الشديدة التي اعترت جسده عند استيقاظه من الحلم ..... هو كان في الحلم يحترق ويسيح مثلهم .... ولكن كيف يخرج هذا الإحساس إلى الواقع الفعلي ....!! ثم لماذا يسيح هو أيضاً مثلهم ؟ إن الموضوع به حلقة مفقودة يعجز عقلة عن الوصول إليها أو استنتاجاتها ......
ربما لو سئل شـ.......
" عيون القلب ...... سهرانة مابتنامش , لا أنا صاحية ولا نايمة مابااقدرش ........ يبات الليل ... يبات سهران على رمشي ..... وأنا رمشي ما داق النوم وهو عيونة تشبع نوم "
فزع ( يوسف ) من تردد تلك الأغنية وهو يفكر في الكابوس , وبعد لحظة تذكر أن تلك النغمة المخصصة لـ ( حبيبة ) , فإذا اتصلت به سمع تلك الأغنية ......
يالا الرومانسية .... إذن فستكون ( حبيبة ) في الكلية بعد ساعتان من الآن كما اتفقا أمس .... جيد , ليذهب ( يوسف ) إلى ارتداء ملابسة , ولكن كما تعود ( يوسف ) أن يفعل كل يوم ذهب ليفعل ..... يفعل ماذا ؟ ذهب ليبحث عن أي شيء في الثلاجة يؤكل فليس عنده وقت للإفطار ..... وجد قطعه شيكولاتة يبدوا أن أخته قد نسيتها في الثلاجة , ستنتحر بالتأكيد عندما تعلم باختفائها .....


* * *


__________________
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم و اتوب اليه .. <3
ماروكو غير متصل  
قديم 30-10-2010, 07:34 PM   #9
ماروكو
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ماروكو







رد: مخطوطة ابن اسحاق(مدينة الموتى)..قصة رعب نياهههاهاهاها



6 – الجامعة مرة أخرى



كلية الآداب .... يبدوا لمن لم يلتحقوا بالجامعة بعد أن كلية الآداب هي محراب للعلم , مليء بالوجوه العابسة الجادة .... ولكن في كلية الآداب جامعه ( ...... ) ترى شيئاً أخر .... ربما تبدوا المباني من طراز قديم بعض الشيء ولكنك تجد الانفتاح والتحرر , وربما بعض التشدد كذلك .... في النهاية ستجد خليطاً من الفلاحين و العمال و القطاع الخاص إذا أردت رأيي .... وستجد أيضاً كل طائفة معينة يكونون مجموعة صغيرة حيث تجمعهم بعض الصفات المشتركة ....
كان ترى خمسه من الشباب والفتيات تجمعهم بعض الصفات مثل الانفتاح والتحرر والمرح , لتجدهم يكونون مجموعة خاصة تسمي نفسها ( شله ) وهو لفظ شائع بين طلبه الكليات ..... وربما تجد مجموعة من الطلبة المتفوقين وقد اجتمعوا في مجموعة يأكلون ويخرجون ويذاكرون مع بعضهم البعض ....
وربما وجدت مجموعة من الشباب المنحرفة _ ولا خطأ في اللفظ هنا _ الذين لا هم لهم في الحياة سوى التخريب و جعل الحياة لا تطاق بالنسبة للعالم .... وتلك المجموعة الأخيرة لها هواية مشتركة بينهم ... وهي الرسوب المتكرر , والكثير الكثير من المجموعات التي ربما كان بعضها مختلطاً أو فتيان فقط أو فتيات فقط ......
وتراهم يجلسون دائما في تجمعات على المقاعد أو المدرجات أو أي شيء تتخيله ....
وكانت ومازلت كليات الآداب تشتهر بتلك التجمعات التي تراها الآن على الجانين في الممرات التي تصل مباني الكلية ببعضها , أو بين الحشائش في الأجزاء البسيطة الخضراء المزروعة على جانبي الممرات ....
هل تتذكرون أصدقاء ( يوسف ) ... ( محمود إسماعيل ) و ( مصطفى أسامة ) الطالبان بكلية الآداب قسم تاريخ ؟ جيد أنكم مازلتم تذكرون شيئاً مما رويت ....
هما الآن يجلسان في إحدى قاعات المحاضرات بمبنى الكلية , وكان إحدى الأساتذة الكبار يلقي محاضره ما عن شيء يبدوا هام له , لأنة كان مندمج في الشرح .... أما بالنسبة للطلاب فكانت على وجوههم نظرة ناعسة .... وبعضهم قد نام منذ زمن بعيد لا يدري من الدنيا شيئاً .... كان بعض الطلاب يستفيدون من الوقت الذي يشرح فيه الدكتور بأشياء أخرى , قراءة الجريدة مثلاً , أو التحدث بصوت هامس جداً عن أهم حوادث البلاد الأخيرة ....
وربما تجد طالب هنا أو هناك يدون في كشكول محاضراته شيئاً ما قاله الدكتور أو ملاحظة هامة عن المادة , ولكنهم غالباً ما يملون من كثرة الكتابة فيتركوها لأصحابها ويذهبون لممارسة أعمال أخرى كالتي حكينا عنها في السطور السابقة .....
ولكن يبدوا أن ( محمود ) و ( مصطفى ) لم يملا بعد .... فما زالا يتابعان الدكتور بشغف , ويدونون وراءه الملاحظات وأهم ما يقوله .... حتى جاءت اللحظة التي أحس فيها الطلاب بأن الدكتور سينهي محاضرته , فتبدأ وجوه الطلاب العابسة في الابتسام , والوجوه الناعسة في الإفاقة من نعاسها .... ويعلوا الصوت في قاعة المحاضرات بين الطلاب وقد أحسوا بالفرحة الغامرة لانتهاء المحاضرة ..
وقف الدكتور من على مكتبة وألقى السلام , ثم اتجه إلى الباب هارباً من المذبحة الطلابية التي ستحدث حالاً أثناء اندفاع الطلاب على باب القاعة الصغير , الذي لا يسع أكثر من أثنين من الطلاب على الأكثر ... ولكننا نرى ( محمود ) و ( مصطفى ) وهما يندفعان بين الطلاب بخفة ليصلوا إلى الدكتور قبل أن يختفي من أمام أعينهم .... لقد خرج بالفعل من القاعة , ولكنهم مازالوا يهرولون للحاق به حتى وصلوا إلية ......
- << د . يسري .... د . يسري >>
- << أيوة ....؟ >>
- << الحقيقة أننا نملك بضعه أسئلة نرجوا الإجابة عليها إذا سمح وقتك الآن >>
- << بالطبع وقتي يسمح , ولكن هيا بنا إلى مكتبي قبل أن تفرمنا أقدام الطلاب أثناء خروجهم من البوابة >>
بالفعل ذهب الدكتور والطالبان يتبعانه , حتى وصلا إلى قسم التاريخ ومكاتب أساتذته ..... فدخل الدكتور إحدى المكاتب التي يشترك بها حوالي ثلاثة أساتذة أخرين في القسم , وجلس على إحداها ثم دعا الطالبان للجلوس على مقعدين أمام المكتب .....
- << هل هناك شيء في محاضره اليوم تريدان مناقشته بشيء من التوسع ؟ >>
فرد ( مصطفى )
- << لا يا دكتور ..... المحاضرة اليوم كانت جميلة لا تحتاج لتوضيح ... ولكننا نريد أن نسألك سؤالاً تاريخياً لا يتعلق بمنهجنا >>
- << ما هو ؟ >>
- << لقد قرأنا أثناء تصفحنا شبكة الانترنت على إحدى المنتديات عن شخصية رحاله ... اسمه ... ( أحمد بن إسحاق البغدادي ) >>
يبدوا أن الاسم لم يكن له أي تأثير على الدكتور حين سمعه .... فأكمل ( مصطفى ) قائلاً
<< قرأنا أن هذا الشخص قد أتى لمصر ومر بمدينة غريبة رأى فيها أشياء غريبة تحدث , كأنه رأى شخص مات منذ سنين يحدثه ويحكي له عن أسرار عن تلك البلدة ..... وأن بن إسحاق قد ألف كتابين أحدهما يسمى ( كنز الرحلة ) على ما أعتقد , ولكن الناس قد أحرقوا كتبه ..... ولم ينج منها غير حكاية واحدة من كتابة ( كنز الرحلة ) .... حكاية قد دونها أحد تلاميذه و الذي نقلها من الكتاب قبل حرقة .... ولكن المخطوطة التي دونت بها الحكاية لم يراها العلماء حتى الآن .....
الحقيقة أننا نريد بشدة أن نعلم هل تلك القصة حقيقية أم لا , وهل هناك مخطوطة في الحقيقة أم لا >>
- << هذه المعلومات لم أسمع بها من قبل ...!! ولكن , مرا علي غداً في هذا المكتب الساعة الواحدة ظهراً , لأعطيكم الجواب على أسئلتكم >>
- << الحقيقة أننا عاجزين عن شكرك ونأسف لسؤالنا هذا الذي سيأخذ من وقتك الثمين الكثير >>
ضحك الدكتور قليلاً ثم قال
- << لا تتأسف يا بني .... فربما أنا الذي أشكركما على أنكما ستضيفان لي معرفة أخرى على ما أعرفه .... فأنا متشوق للبحث عن معلومات تاريخية عن هذا الرجل >>
شكراه مره أخرى ثم انصرفا من مكتبة .....
وهما يسيران في خارج القسم قال ( محمود )
- << ولكن لما وقع اختيارك على ( د . يسري ) بالذات , ولم تختار أي من أساتذة القسم الآخرين لسؤالهم ....؟ >>
- << أولاً : لأن تخصص ( د . يسري ) هو التاريخ الإسلامي .... ثانياً : لأنه الأكبر سناً وأكثر خبرة في قسم التاريخ في مجال التاريخ الإسلامي .... والحكاية التي رواها لنا ( يوسف ) تصنف تحت مسمى التاريخ الإسلامي لو كانت لها أسس أو جذور واقعية .... >>
- << جميل ..... لقد قمنا بما هو مطلوب منا ... والآن هل نبلغ ( يوسف ) أم ننتظر إلى أن نعرف رأي الدكتور في موضوع المخطوطة ....؟ >>
- << من رأيي أن ننتظر حتى نعرف غداً رأي الدكتور , ثم نذهب لـ ( يوسف ) أو نتصل به لنخبره بالنتيجة , وليخبرنا هو أيضاً بنتيجة بحثه في سور الأزبكية عن الرجل الذي باعة المخطوطة ... >>
- << أنا أشعر بالجوع الشديد .... ماذا عنك ؟ >>
- << أنا أيضاً , إذن هيا بنا إلى الكافيتريا لنأكل شيئاً >>


* * *

كانت علامات الذهول ترتسم بوضوح على وجه ( حبيبة ) وهي تستمع إلى ( يوسف ) , وهو يروي لها قصته مع المخطوطة منذ أن اشتراها إلى أن علم أن بأن العجوز الذي باع له المخطوطة قد مات منذ سنين طويلة ..... كانت ( حبيبة ) تصدق ( يوسف ) في كل كلمة يقولها .... هي لا تعرف لما تصدقه دائماً .....!! لكنها تحبه حقاً وتشعر بالأمان معه دائماً , ربما منذ التقت عيناهما أول مرة قبل أن تعرفه , وهي تشعر براحه وهي بجانبه .... تشعر بدفء وجودة بجانبه .... ربما لحظات أحست بأنهم قد تسرعوا بالارتباط ببعضهم البعض , لكنه إذا بعد عنها أحست كأنها طفلة صغيرة قد تركتها ماما وحيدة .... ربما أرادت أن تبكي وتضرب الأرض بقدميها كالأطفال عندما يغيب عنها .... لكنها تتمالك نفسها ....
بالرغم من أنه لا يوجد شيء يميز ( يوسف ) في مظهرة أو في طباعه , إلا أنها تشعر بقوة رهيبة عندما يكون بجانبها , ضعيفة في البعد عنة قوية في القرب منه .......
كانت قديماً تسخر من زميلاتها عندما يحكون لها عن حبهم وعن سهر الليل , والهيام وعد النجوم ... ولكنها كانت تضحك بحكمة ورزانة وتقول
<< أنكن تخلقن هذه الأحاسيس والمشاعر لأنفسكم ..... فالحب الأول هو خرافة ..... انتظرن حتى يأتي لكم العريس المناسب ثم يأتي الحب بعد الزواج .... >>
هي الآن تضحك من نفسها على كلامها القديم , لأنها قد غيرت رأيها تماماً بعد أن أحبت ( يوسف ) ...... ولكن ما الذي جذبها في ( يوسف ) .....؟
هي لا تعرف ... ولكنها تعتقد أنها أحبته لأنه لم يكن يميل لاستعراض مهاراته كلما رأته .... فكل الفتيان التي كانت تتعرف إليهم كانوا يميلون لتغيير طبعاهم أمامها , حتى تعجب بهم .... ويبدأ هذا في إلقاء النكات , وهذا في الرومانسية , وهذا في سرد حكاياته مع الأشرار .....
إلا ( يوسف ) , فقد كان على طبيعته معها ولا يتكلف شيئاً .... ولا يظهر عكس ما يبطن .... ولكن إعجابه بها كان يفضحه من نظرات عينية .....
تلك العينان التي تشعان ذكاء رهيب ... ربما تعتقد أن عينية عيني ذئب .... فيهما خبث الدنيا ..... ولكنها تعرف أن لون عينية وتكوين حاجبيه هو ما يعطون عنه هذا الانطباع الأول , ولكنها بعد ذلك أحست أن تلك العينين هي ما تعطيانها الأمان والدفء .....
إن ( حبيبة ) تعرف جيداً بعد ( يوسف ) عن الشجار أو العنف ..
ولكنها تتذكر يوم أن كانا يسيران باتجاه المترو بجانب بعضهما , ثم تعرض لهما شابان بالكلام البذيء .... لقد كانت تحث ( يوسف ) على السير وأن لا يستمع لهما .... وكانت تتوقع أن يبتعد ( يوسف ) ويكملان مسيرتهما .... ولكن الشابان أكملا تحرشهما بالسباب .... فرأت ( يوسف ) وهو يلتفت ببطء لهما , وحدقتا عينية تضيق ببطء , وحاجباه يقتربان من بعضهما ..... ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامة غريبة تكاد تقسم أنها ابتسامة ذئب _ لو كان الذئب يبتسم _ يرى فريستان سيأكلهم بعد قليل .....
وفجأة رأت ( يوسف ) تحول من شيء وديع إلى إعصار ....!! هي لم تدري ما حدث من سرعته , ولكنها رأت بعد دقيقه واحدة الشابان , أحدهما مغمى علية على الأرض , والأخر يمسكه ( يوسف ) ويكيل له لكمات سريعة إلى أنفه التي تحطمت تماماً , والشاب قد انهار وهو يحاول التنفس من فمه والاعتذار ......
والشيء المضحك أنها رأت ( يوسف ) بكامل ملابسة ولم يصبه شيء , أما الاثنان الآخران فقد تقطعت ملابسها وسالت الدماء من أجزاء جسديهما , وقد كسر أنف أولهم , وكسرت يد الشاب الثاني الذي أغمى علية .....
إن الناس قد خلصت الشاب الأخير من ( يوسف ) بأعجوبة حتى أنهم رفعوه من الأرض لكي يبعدوه عنة ..... بعد ذلك أكمل معها السير وكأن شيء لم يحدث , في نفسها قد ارتعدت منه قليلاً .... هل هذا الشاب الهادئ يخفي تحت جلدة وحش همجي ؟
في داخلها كانت فرحة الدنيا تملأها .... هي كانت تريد حبيباً عادياً .... ولكنها وجدت حبيبها يمكن له أن يقتل عشرة إذا أقتضى الأمر لكي يدافع عنها .....
بالطبع قد حكت تلك القصة لكل صديقاتها وزملائها بافتخار وكأنها هي التي ضربت الشابين لا ( يوسف ) ..... إنها تشعر بالغبطة والسرور لأن الجميع يعرف أن هذا الوحش يحبها هي .... لم تكن بالطبع تحبه لأنة يجيد ضرب الناس , ولكنها ازدادت فرحاً لأنها عرفت كم يمكن أن يضحي من أجلها ..... وارتعدت فرائسها قليلاً وهي تتخيل إن هي أغضبته في يوم من الأيام بعد زواجهما ..... ربما لن يكتفي بكسر ضلع واحد لها .... ربما فعل لها مثلما فعل للشابين الذين تعرضوا لها ...!!!
نعود مرة أخرى للحكاية التي كان يرويها ( يوسف ) لـ ( حبيبة ) , والتي بمجرد الانتهاء منها نظر لها ليرى تأثير القصة عليها ؟
- << هل تريد رأيي ؟ >>
- << بالتأكيد >>
- << وهل تعدني أنك ستعمل به >>
- << أعدك أنني سأعمل به ..... إن اقتنعت به >>
- << إذن تخلص من تلك المخطوطة , ولتنهي ذلك الموضوع , فلن تستفيد منه شيئاً >>
نظر ( يوسف ) إلى الأرض وهو يفكر جدياً في التخلص من المخطوطة .... أو على أقل تقدير أن يعطيها لشخص أخر يمكنه أن يتحمل مسؤوليتها .....
ربما آن الأوان أن يتخلص منها .....


* * *
__________________
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم و اتوب اليه .. <3
ماروكو غير متصل  
قديم 30-10-2010, 07:36 PM   #10
ماروكو
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ماروكو







رد: مخطوطة ابن اسحاق(مدينة الموتى)..قصة رعب نياهههاهاهاها


7 - رجل المخطوطة


بمجرد انتهاء ( يوسف ) من مقابلته مع ( حبيبة ) كانت الساعة قد قاربت على الثانية فتوجه بسرعة ليقف أمام المدرج الذي اتفق مع ( أحمد ) لمقابلته عنده , وبعد دقائق تلقى اتصالاً من ( أحمد ) ليتأكد من وجودة في الميعاد أمام المدرج ... ثم قابله وغادر الاثنان الجامعة
في الطريق إلى شارع الهرم بدأ ( أحمد ) بالتحدث مع ( يوسف ) عن خاله
- << لكن أنت لم تشرح لي ماذا حدث من خالك كي تقاطعه عائلتك ..؟؟ >>
- << في الواقع لا أتذكر جيداً , لكني أتذكر أني كنت طفلاً صغيراً وكان خالي ( عماد ) يعيش معنا في نفس الشقة حتى أنة كانت له غرفة خاصة به , كان مرح وكثير الدعابة وكان يلعب معي كثيراً ويحكي لي أشياء عن أساطير لا أتذكرها لكنها مرعبة حتى أن والدتي كانت تنهره على أنة يحكي لي أشياء لا تناسب سني الصغير .. وأتذكر أيضاً غرفته التي كانت تحتل حوائطها مكتبه جداريه مليئة بكتب كثيرة جداًُ كنت أشاهد مظهرها وأنبهر بها , وكثيراً ما كنت أسمع من جدتي أو أبي أن خالي هذا يمتلك عقلية عبقرية وأنة قد ثقف نفسه ذاتياً ودرس الكثير والكثير من كتب التاريخ والأساطير و ... والسحر , وأعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي لمشكلته مع العائلة >>
كانت حواس ( يوسف ) منتبه لكلمات ( أحمد ) جيداً فأكمل هذا الأخير قائلاً :
- << كنت أسمع كلمات عن أنة يجري تجارب أو يجري اختبارات من كتبة لا أتذكر , لكني عندما أتكلم مع أحد من العائلة عن الليلة التي حدثت فيها تلك الحادثة كان يتلاشى الكلام في تلك النقطة >>
- << أي حادثة ...!! >>
- << عندما كنت صغيراً وفي ليلة من الليالي سمع الجميع جلبه في الشقة فخرجنا من غرفنا لنجد أن أثاث الشقة يتحرك للأعلى ويهتز كأن أحدهم يحركه , وكانت غرفة خالي مقفولة ولكن تخرج من ثقب المفتاح ومن أسفل عتبة الباب نور غريب مشع .. هذا كل ما رأيته ولا أتذكر الباقي .. ومن هذا اليوم غادر خالي الشقة وأنفصل عن العائلة >>
- << إذن فنحن ذاهبون لدجال .... >>
- << أعصابي .. لا تنسى أنك تتكلم عن خالي أيها الحلنبور , ثانياً : قلت لك أنة دارس للتاريخ واللغات القديمة فلا أعتقد أنة يعمل بمجال السحر ...>>
- << هل تعتقد أنة أصبح نصاب ؟؟ >>
- << اخرس ولا تتكلم بكلمة كي لا أضطر إلى قتلك كي أستريح من لسانك >>

* * *
وقف ( يوسف ) و ( أحمد ) أمام العمارة التي وصفها له خاله في التليفون بأحد الشوارع المتفرعة من شارع الهرم
كانت العمارة بسيطة المظهر تتكون من خمسة طوابق وفي كل طابق تطل منة شرفة كبيرة تحتل دور كامل .. صعد الشابان حتى وصل إلى الشقة التي تحتل الطابق الثالث ثم ضغط ( أحمد ) على جرس الباب لينفتح الباب ويظهر خلفه رجل في الثلاثين من عمرة يرتدي قميص قد شمر أكمامة وسروال من الجينز , كان يمتلك جسداً رياضياً وذو وسامة واضحة
بمجرد أن ظهر الرجل على من خلف الباب نظر إلى الشابان ثم توقفت عينية عند ( أحمد ) وظل يتمعن فيه للحظات ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة بادله إياه ( أحمد )
تقدم الرجل ليأخذ ( أحمد ) ويضمه لصدره وهو يقول :
- << كبرت وصرت ترتدي نظارة أيها المنحوس >>
- << وأنت ازددت قوة ووسامة بعد كل تلك السنوات , هل اكتشفت إكسير الحياة >>
دخل الشابان للشقة بعد أن دعاهما الرجل الذي يدعى ( عماد )
وأنبهر الشابان بالشقة من الداخل , فبالرغم من أن العمارة من الخارج بسيطة المظهر إلا أن الشقة من الداخل كانت قمة في الإبداع .. أثاث موزع بيد لا تخرج إلا عن يد مهندس ديكور , ولوحات موزعة بطرق تدل على ذوق عالي
تتكون الشقة من صالة فسيحة موزع بها بعض التحف واللوحات مع شكل مدفئة كديكور يعطي الصالة مظهراً شديد الأناقة ..
كان الاستقبال شديد الحفاوة ودار الحوار بين ( أحمد ) و ( عماد ) عن العائلة وأخبارها وأخبار فلان وأخبار علان وتيت تيت تيت
وبعد دقائق ذهب ( عماد ) للمطبخ فنظر ( يوسف ) إلى ( أحمد ) وقال له :
- << ألم لك أنة أصبح نصاب , ما كل تلك الأناقة هل خالك يمتلك مول تجاري >>
- << لا يا سليط اللسان , خالي ورث من جدي نقود كثيراً جداً >>
خرج ( عماد ) من المطبخ وهو يحمل صفحة عليها كوبين من العصير وقطعتان ( جاتو ) على طبقين فضيين , فأخذهما منه شاكرين ثم بدأ جزء من الحوار يدور حول حياه ( عماد ) بعد أن ترك المنزل :
- << بعد تلك الليلة ذهبت لأبحث عن شقة لأقيم بها .. بالطبع كان ميراثي هو عوني في تلك الأيام , ظللت أبحث عن شقة حتى وجدت تلك الشقة فقمت بتأجيرها ووضعت باقي النقود التي ورثتها في شكل وديعة بنكية تدير علي أرباحاً جيدة كل مجموعة أشهر تكفيني لعيشة رغده .. ولكن لكي أضمن حياتي ومستقبلي قمت بافتتاح مكتباً للمحاماة فزاد دخلي والحمد لله وظللت كما أنا أدرس أي نوع يستهويني من العلوم واللغات .. وأنت ما أخبارك ؟ >>
فرد أحمد قائلاً :
- << أنا الآن أدرس بكلية تجارة .. نسيت أن أعرفك بصديقي ( يوسف ) طالب بكلية الحقوق >>
- << أهلاً يا ( يوسف ) >>
- << أهلاُ بك أنت >>
- << أنا أعلم يا خالي أن لك اهتمامات كبيرة بتاريخ الأمم الغابرة وأساطيرها .. والحقيقة أننا وقعنا في مشكلة غريبة بعض الشيء >>
- << ما هي ؟؟؟؟ >>
أخرج ( يوسف ) من جيب معطفه مجموعة وريقات مطوية بعناية ثم فردها لتظهر بوضوح لعين ( أحمد ) أن الورق هو ورق مطبوع عادي .. يبدوا أن ( يوسف ) قد طبعه عن طريق الكومبيوتر ...
أعطى ( يوسف ) الأوراق لـ( عماد ) الذي أخذها ثم بدأ القراءة بها بهدوء
ظل ( يوسف ) محدقاً بوجه ( عماد ) وهو يقرأ الأوراق والذي لم تتبدل ملامحه عند القراءة نهائياً حتى أن ( يوسف ) قد أندهش من قدرته على اخفاء أي تعبيرات خلف ملامح وجهه الجامدة أثناء القراءة
لقد كان ( عماد ) والحق يقال يقرأ بسرعة شديدة حتى انتهى من قراءة الأوراق بسرعة شديدة ثم نظر إلى ( أحمد ) و ( يوسف ) وقال بابتسامة خفيفة :
- << ممممممممممممممم .. هذه هي مخطوطة مدينة الموتى للشيخ بن إسحاق .. كيف وصلت إليك تلك المخطوطة .... ؟ >>
- << !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!! >>


أنتهى الجزء الرابع ويلية الجزء الخامس بعد ثلاثة أيام




في الجزء القادم :
- الرجل الذي يدعى عماد ما سر عبقريتة وما تلك المأساه التي واجهها قديماً وجعلته ينفصل عن عائلتة
- ماهو تفسيره للمخطوطة ولمدينة الموتى
- من هو هذا الشيخ الشاب الذي يشرح ليوسف أسرار عوالم الجن ومفارقاتة
- ما سر تلك الظاهرة الغريبة التي يراها عماد على يوسف
__________________
سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم و اتوب اليه .. <3
ماروكو غير متصل  
موضوع مغلق

Bookmarks

Tags
مخطوطة, الموتى)..قصة, اسحاق(مدينة, نياهههاهاهاها


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

 

جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:17 AM.

الإدارة غير مسئولة عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
فعلى كل شخص تحمل المسئولية تجاه مايقوم به من بيع أو شراء أو اتفاق أو اعطاء معلومات
 
 
 

Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Alpha 1
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
الحقوق محفوظة لمنتديات تو زوو