اشترك في نشرتنا البريدية ليصلك كل جديد

w.omar · 12-09-2006, 11:56 PM

دور بارز في القضاء على التهريب
1550 ضبطية كشفتها الكلاب البوليسية منذ اعتمادها .. و350 فرقة تغطي منافذ المملكة

أقرت الجهات الأمنية على مستوى دول العالم .. أن للكلاب ( المدربة منها تدريباً عسكرياً تحرياً ) استشعاراً أمنياً بالغ الأهمية، كصفات فطرية ذات أداء عالي المهنية منحها الله تعالى إياها، فيما أجمعت على أن الاستغلال الأمثل لهذه الكلاب يمكن أن يمثل ضربة قاضية في وجه كل متسلل ومتربص.. وإذا كانت الآلة الحديثة من جرافات وطائرات وسيارات قد استطاعت أن تهجر دواب النقل والركوب والحرث، إلا أن آخر ما توصلت إليه وسائل التحصينات الأمنية المتطورة حول العالم لم تستطع أن تغفل دور هذا المخلوق «الكلب» وهو في طريقه لأداء ادوار أمنية متعددة الاحترافية وبروح وثابة، «لنبش» واستكشاف ما استعصى وانزوى من مكامن ومواقع الجريمة .
وباعتبار أن قضيتي ( التهريب والترهيب ) أصبحتا من القضايا التي باتت تحظى باهتمام الدول المتقدمة والنامية على حد سواء للقضاء عليها، فقد استلزم الأمر حشد الكثير من الإمكانات وأخذ التدابير اللازمة لدرء هذا الخطر وحماية المجتمع من عواقبه .
وتقوم الإدارة العامة للجمارك - باعتبارها خط الدفاع الأول للوطن في وجه كل عدو «متخف» - ممثلة بإدارة الوسائل الرقابية - بدور ريادي في هذا الخصوص، استلزم معه استخدام كافة الحلول التطويرية اللازمة لمواجهة كافة الأساليب المبتكرة التي يلجأ إليها المهربون .
وكان من ضمن هذه الحلول المعتمدة والتي تقوم على تسييسها باقتدار إدارة الوسائل الرقابية « الكلاب البوليسية الجمركية » ، لأداء دور مهم في الكشف عن المخدرات والأسلحة والمتفجرات والممنوعات، وذلك في كافة المنافذ الحدودية البرية والبحرية والجوية للمملكة، بل أن مهامها تعددت لتشارك في القضاء على الجريمة واحتمالاتها داخل المدن وفي أوكار المتربصين وفي المواقع الرسمية، لتستحق بعد ذلك المشاركة في مهمة استكشافية اضطلعت فيه بدور ايجابي ومهم، وذلك خلال بحثها بين أنقاض عمارة ( فندق لؤلؤة الخليج ) التي انهارت خلال حج العام الماضي 1426هـ .

مدير عام الوسائل الرقابية لـ « الرياض » ....
إدارتنا خط الدفاع الفني والتقني للمملكة ...............
وأكد فهد بن عبد الرحمن الفهدي مدير عام إدارة الوسائل الرقابية في مصلحة الجمارك ل «الرياض» على الدور الريادي الذي تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - في تهيئة كافة السبل والإمكانات لمحاربة داء المخدرات وكل ما يمكن أن يهدد أمن البلد وصحة شبابه، مشيراً إلى أن الدور الرئيسي والحساس لإدارة الوسائل الرقابية يأتي كتأكيد لما تقوم به حكومتنا الرشيدة من دعم وتشجيع للأجهزة المعنية، موضحاً أن هذا التوجه أسهم بشكل كبير في الحد من تهريب آفات عدة .
وقال الفهيد إن المملكة تؤدي دورها ولله الحمد باقتدار في حماية المجتمع السعودي من أخطار هذه الآفات المضرة بأمن وسلامة وصحة البلد، مشيداً في هذا الصدد بالجهود الملموسة والتعاون والتنسيق المتواصل بين مصلحة الجمارك والإدارة العامة لمكافحة المخدرات وحرس الحدود، فيما أشار إلى الشراكة الوطيدة التي باتت تربط إدارة الوسائل الرقابية بكافة الجهات والأجهزة المعنية بمكافحة المخدرات والجهات المعنية بحفظ الأمن مما كان له أطيب الأثر في أحكام الرقابة على جميع المنافذ، وكذلك استتباب الأمن في الداخل .
وأوضح مدير عام إدارة الوسائل الرقابية أن هناك عوامل عدة ساهمت في الحد من الإقدام على التهريب إلى داخل المملكة وبالتالي تقليص انتشار المخدرات وغيرها من أخطار مختلفة في المجتمع، قال إن الإعلام يطلعنا بها يومياً، مضيفاً أن من بين هذه العوامل يقظة وجهود رجال الجمارك عبر المنافذ الرسمية، مع ما يعينهم على هذا العمل من وسائل متطورة تعد الأحدث والأدق في اكتشاف الجريمة والممنوعات بمشاركة فرق من الكلاب التي تلقت تدريبات عالية في مركز التدريب التابع للإدارة، مشيراً إلى أن هذه الأجهزة تعمل جنباً إلى جنب في تضييق الخناق على المهربين وطرق التهريب .
وقال مدير عام الوسائل الرقابية انه رغم اتساع رقعة المملكة والعدد الكبير للمنافذ الجمركية إلا أن الجمارك سخرت كل إمكاناتها المادية والبشرية بتوجيه ومتابعة متواصلة من مدير عام مصلحة الجمارك صالح بن علي البراك لإحكام الرقابة على جميع المنافذ البحرية والجوية والبرية وتتبع أساليب وطرق المهربين للتصدي لمحاولات إدخال السموم أو غيرها مما يعرض أمن وسلامة الوطن والمواطنين للخطر .
وأشار الفهيد إلى أن الجمارك قامت باستحداث العديد من البرامج لتدريب رجال الجمارك واتخذت الإجراءات هي الأدق حول العالم تؤدي إلى الكشف عن تهريب المخدرات والحد منها بالإضافة إلى ممنوعات أخرى، موضحاً أن هناك دورات تدريبية داخل المملكة وخارجها لرجال الجمارك لتوعيتهم وتثقيفهم في مجال عملهم حتى يقوموا بواجبهم على أكمل وجه .
وقال الفهيد إن هناك تنسيقاً وآلية عمل يتم على ضوئها تبادل المعلومات بين المراكز الجمركية في المملكة عن التهريب والمهربين والطرق التي يستعملونها بواسطة الاتصالات السريعة المتوفرة بالجمارك بالإضافة إلى طبع الكتب والنشرات وإقامة المعارض الخاصة التي تؤدي دورها في التوعية من جرم تهريب المخدرات بكل أنواعها والأساليب المستخدمة في تهريبها، وقال إن مما يساعد على ذلك تبادل المعلومات الذي يتم عبر ( مكتب ريلو ) وهو مركز إقليمي لتبادل المعلومات بين دول مجلس التعاون ودول الشرق الأوسط والواردة من «منظمة الجمارك العالمية» ومقرها بلجيكا .
وأشار مدير عام الوسائل الرقابية في مصلحة الجمارك أن الكلاب الجمركية دخلت كوسيلة بات ينظر لها كجزء مكمل ورئيسي لاكتشاف الجريمة، مضيفاً أن إدارة الوسائل الرقابية أخذت على عاتقها تولي تدريب الكلاب وتهيئتها للمشاركة في اصطياد التهريب والمهربين أهمية قصوى .
وأكد الفهيد أن الكلاب الجمركية شاركت منذ بداية اعتمادها في 1401هـ كوسيلة رقابية فعالة في كشف ما يزيد عن ( 1550 ) « ضبطية » أي حالة تهريب مختلفة الأنواع والكميات » ، وذلك بالاشتراك مع المراقبين الجمركيين وذلك في مختلف المناطق سواء في أمتعة الركاب أو السيارات أو الشاحنات أو الشحن الجوي أو الرسائل والطرود البريدية أو الطائرات، حيث تنوعت الضبطيات بين مخدرات، خمر، ذخائر، أسلحة، طلقات، أوراق سحر .
واختتم فهد عبد الرحمن الفهدي مدير عام إدارة الوسائل الرقابية في مصلحة الجمارك تصريحه لـ « الرياض » بالقول أن عدد فرق الكلاب الجمركية والتي تغطي جميع منافذ المملكة بلا استثناء بالإضافة لبعض المواقع الإستراتيجية والمنشآت الرسمية بلغت ( 350 ) فرقة، وقال إن هذه الفرق استطاعت وبحسب النتائج المدونة للدول التي تعمد برامج الكلاب الجمركية بمقياس النتائج والانجازات التي تحققت ان تعتلي القمة لتحقق إدارة الوسائل الرقابية المرتبة الثالثة عالمياً .
وتؤكد دراسة قامت بها إدارة الوسائل الرقابية، اختصت بأداء هذه الكلاب وطبيعة عملها وما يمكن ان تنجزه، على إمكانية توسيع رقعة عملها واستخدامها داخل المدن حيث المواقع الحساسة والمنشآت الإستراتيجية والمواقع الخاصة فضلاً عن الأطراف وفي الحدود لما تمثله من عين رقيبة وأنوف حاد الشم تمكنها من اصطياد كل ما تتلقى دروساً في كيفية اصطياده .

متى بدأ العمل بها وأين تعمل ............
بدأت فكرة استخدام الكلاب الجمركية عام 1400هـ حين قام فريق من المختصين في الجمارك الأمريكية بدراسة نظرية على المواقع التي ستستخدم فيها الكلاب للاطلاع على مجالات العمل والظروف المحيطة بها ليمكن على ضوئها تحديد عدد الكلاب اللازمة لكل جمرك و تقرر القيام بتجربة عملية تمثلت بإحضار فريق من أربعة سائسين مع الكلاب الخاصة بهم، و ذلك في عام 1401ه، حيث عمل الفريق ولمدة أربعين يوماً في كل من جمرك الرياض - جمرك مطار الملك عبد العزيز - جمرك الحديثة - جمرك حالة عمار .
وتم خلال هذه الفترة تشغيل الكلاب بتفتيش أمتعة الركاب والشحن الجوي في المطارات والسيارات والشاحنات والبضائع في الجمارك البرية مع متابعة مدى تأثير الحرارة في كل منطقة على عمل الكلب والمدة التي يعمل فيها تحت مختلف درجات الحرارة والرطوبة وقد تمكنت الكلاب من المساعدة في ضبط عدد من حالات التهريب خلال تلك الفترة .
وعلى قدر نتائج التجربة التي جاءت ناجحة بامتياز، تقرر البدء في تنفيذ برنامج سائسي الكلاب الجمركية، بعد ذلك تم اختيار الدفعة الأولى من السائسين وعددهم عشرة وتم تأهيلهم للعمل وذلك في عام 1402ه حيث باشروا العمل في جمرك مطارك الملك عبد العزيز الدولي، تلا ذلك بدأ استخدام الكلاب في جمرك مطار الملك خالد الدولي، وبعد ذلك بدأت العمل في جمرك مطار الظهران الدولي عام 1404ه، ثم بعد ذلك اعتمادها في جمرك الحديثة وحالة عمار وجمرك سلوى في عام وذلك في عام 1405ه، ثم جمرك الرقعي في عام 1406هـ .
ثم بعد ذلك بدأ استخدام الكلاب بجمرك ميناء جدة الإسلامي وجمرك جديدة عرعر وجمرك الخفجي وجمرك ميناء ينبع وجمرك الطوال وجمرك الخضراء وجمرك ميناء الملك عبد العزيز بالدمام .
وبهذا أصبح هناك ثمانية عشر منفذاً جمركياً يتم استخدام الكلاب الجمركية فيها بالإضافة إلى مواقع لاستخدام الكلاب الجمركية مستقبلاً، ويعمل حالياً مائة وأربعة وأربعون سائساً سعودياً وواحد وثلاثون سائساً أجنبياً .
ويتطلب بدء العمل في أي جمرك يعمل به فريق من الكلاب الجمركية استحداث قسم للوسائل الرقابية يتبع لإشراف مدير الجمرك وتعليماته إدارياً ويتم العمل تحت إشراف إدارة الوسائل الرقابية فنياً لضمان إتباع إجراءات وأساليب العمل بكفاءة .

سهولة تدريبها وتقبلها للتدريب .............
وتشكل سهولة للتدريب أحد أهم عناصر القوة في استخدام هذه الكلاب، حيث أنه من السهل تدريب الكلاب خلال فترة قصيرة على المهام المطلوب إنجازها سواء للكشف عن المخدرات أو المتفجرات أو حراسة المنشآت والقبض على المجرمين، وخلال فترة لا تتعدى أربعة أشهر يكون ذلك الكلب مع السائس فريق مهيأ بالكامل ليقوم بالعمل المطلوب منه بكل فاعلية .
ويضاف إلى سهولة تدريب الكلاب البوليسية تقبل الكلب للتدريب مقارنة مع بعض الحيوانات الأخرى التي تتمتع بصفات مماثلة مثل قوة حاسة الشم، ثم أن هناك جانباً مهم وهو تقبل الأفراد للعمل مع الكلب المعروف بوفاته .
ومما يجعل الكلب البوليسي ذا جدوى لاستخدامه هو تكلفة تدريبه التي تقل كثيراً عن أي جهاز يستخدم في الكشف عن المخدرات أو المتفجرات والأسلحة، فلو أخذنا مثالاً أجهزة الأشعة فإن أقل الأنواع تكلفة وربما الأقل كفاءة وفاعلية أيضا تزيد في تكلفتها عن تكلفة تدريب الكلب البوليسي .

قدرة مذهلة في مسح المواقع ...........
وتؤكد الدراسات الصادرة من إدارة الوسائل الرقابية حول قدرة الكلب على إنجاز المهام أن الكلب البوليسي باستطاعته تفتيش السيارة بزمن لا يستغرق أكثر من سبع دقائق في الظروف العادية أما الشاحنة فتتطلب 10 دقائق تقريباً، في حين أن تفتيش طائرة من طراز 747 الحديثة قد لا يستغرق أكثر من 25 دقيقة باستخدام أربعة من الكلاب البوليسية ( والمقصود هنا تفتيش كبينة الطائرة ومقاعد الركاب ودورات المياه ) .
وإذا ما قارنا هذا بالوقت المطلوب لتفتيش السيارة أو الطائرة من قبل الأفراد وهو ما يستغرق وقتاً طويلاً مقارنة بالزمن القياسي الذي يستغرقه الكلب في عملية التفتيش يمكننا معرفة الفرق من حيث السرعة والعدد المطلوب لانجاز العمل .

دورها في مبنى عمارة اللؤلؤة المنهار .................
حول قصة هذه الكلاب البوليسية خلال مشاركتها في أنقاض عمارة لؤلؤة الخليج المنهارة في مكة المكرمة يقول عبد الله ماجني مدير التدريب في إدارة الوسائل الرقابية :
- كانت مهمة جديدة لمسؤولية جديدة وجسيمة في آن واحد، وكان التحدي الذي واجهناه جاء باعتبار ان آلية العمل قد اختلفت تماماً وبأسلوب عمل جديد مغاير لما اعتدنا عليه كأول فريق للكلاب تقوم بأول مهمة في البحث من خلال الأنقاض في المملكة، وقال أن استعمالها جاء كأول مرة تشارك فيه هذه الكلاب في عمليات البحث في وداخل الأنقاض، وقد كان ذلك مدعاة لفخرنا لكون ذلك نتاج أشهر عديدة من التدريب المكثف للكلاب لآلية العمل الخاص بالبحث، حيث باشرت عملها بصورة جيدة جداً وكانت استجابتها للعمل مثار إعجاب لكل من كان في موقع الحادث .

نوعية الكلاب .................
ويقول عبد الله ماجين أن مركز تدريب الكلاب الجمركية في إدارة الوسائل الرقابية يعتبر الثالث من نوعه على مستوى العالم. ويضيف «أن عملية استيراد الكلاب غير مكلفة، بالإضافة أن الكلاب المستجلبة أو المستوردة من أوروبا ومن بلجيكا أو ألمانيا تحديداً وهي الموطن الأصلي لهذه الكلاب هي كلاب « خام » ، بمعنى أنها لم تتلق أي علوم أو تدريبات من أي نوع إلا أن سلالتها وبنيتها الجسمانية وذكاءها وطريقة تفكيرها وتدريبها والقدرة على استيعابها وتلقيها للأوامر وتنفيذها كانت دائماً هي الأهم عند البحث عنها في البلدان التي نستوردها منها .
ويقول ماجني أن عملية إحضار الكلاب بصفتها الخام وتدريبها داخل مركز التدريب في المملكة كانت أولى وأهم إنجاز سعينا لتحقيقه وخرجنا منه بنتائج كانت أكثر من رائعة .
وقال ماجين أن المركز بدأ بإنشاء حظائر توليد الكلاب كتجربة قال عنها أنها لم تؤت ثمارها بالشكل المطلوب في بادئ الأمر، مؤكداً ان برنامج التكاثر بدأ يعطي نتائجه بطريقة أفضل مما هي عليه. وقال هناك دول عندما لا تنجح لديهم كلاب معينة في أداء المهام الموكلة إليها يمكن ان تنجح في مجالات أخرى تكون أدوارها فيها اجتماعية مثلاً كأن تصبح مرافقاً للأفراد فاقدي النظر حيث ترافقه في حلة وترحاله وغير ذلك من الأدوار الاجتماعية والخدمية المتعددة، مضيفاً ان هذه المجالات لدينا غير مرغوبة ولا يتم الاعتماد على الكلاب فيها، وقال ان إدارة الوسائل الرقابية لا مجالات عمل لديها لهذه الكلاب ولا يتم اعتماد عمل الكلب ما لم يصل الى درجة كفاءة لا تقل عن 90٪ فما فوق، وقال ان مجالات العمل لدينا هي حراسات ومتفجرات وممنوعات، مؤكداً ان الكلب الذي فقد القدرة على العمل لكبر السن يتم التخلص منه عن طريق ما يسمى « بإبر الرحمة » التي تؤدي إلى نفوق الكلب وذلك بالعيادة البيطرية .
وقال عبد الله ان العمر الافتراضي للكلب وهو يقوم بكامل أدواره الأمنية وبكامل قدرته التأهيلية تكون فيما بين 9 إلى 10 سنوات، مؤكداً ان الكلب خلال هذا العمر يصل إلى قدرة احترافية مع تقدمه في العمر وهي بذلك لا تختلف عن قدرة أي إنسان مارس عمله لفترة طويلة من الزمن .