أساطير المربين

[سلوم 2014]

‏تنتشر بين هواة تربية الببغاء معلومات وحكايا أشبه بالأساطير لا أساس لها من الصحة
تنتشر بينهم انتشار النار في الهشيم ثم تؤخذ على أنها معلومات وثوابت مسلم بها يبنى عليها ما بعدها من الإستنتاجات الباطلة لأن ما بني على باطل فهو باطل .
ما دعاني لكتابة هذه الأسطر هو ما سمعته من أحد أصحاب محلات بيع الطيور وهو يجيب على استفسار أحد المتسوقين عن كيف يفرق بين ذكر الببغاء وأنثاه !
فأجاب بحماس منقطع النظير وثقة مفرطة أننا لا نستطيع التفريق بين الذكر والأنثى إلى من خلال مراقبة الطير عند قدوم المتسوقين في المحل فأنثى الببغاء تميل إلى الرجال وتستعرض ريشها وجمالها أمامهم وكذلك يفعل ذكر الببغاء أمام النساء !
كان الحماس بادٍ على وجهه وهو يشرح هذه النظرية وبلغ به التطرف أن جعلها الطريقة الوحيدة والمضمونة للتفريق بين ذكر الببغاء وأنثاه !
أشفقت على ذلك الهاوي الجديد فيما يبدو وأنا أرى الدهشة والإعجاب باديتين على وجهه ومن ثم أيقنت أنه سينقل هذه الخبرة الخبيرة والإكتشاف العظيم الذي لا يضاهيه إلا اكتشاف الهندسة الوراثية لتقنية الدي ان اي
أيقنت أنه سينقلها بدوره إلى غيره .
في الحقيقة أن ذكر الببغاء وأنثاه على حدٍ سواء يميلان إلى النساء !!!
‏بسبب انطباع شخصي ينطبع في نفس الببغاء أثناء رحلته الشاقة إلى المنزل الذي يستقر فيه .
يربط هذا الإنطباع العنف بالرجال واللطف بالنساء ، لماذا؟
‏لأن الرجال هم من يصيدونه من أرضه أو يسحبون الفروخ من تحته أو يسحبونه وهو مازال فرخاً من تحت أمه ثم يقومون بترويضه وتدريبه مستخدمين معه أساليب الترغيب والترهيب والتجويع والتشبيع .
‏والرجال هم من يقص منقاره وأظفاره وأجنحته ويقومون بعمليات مؤلمة له حين يمرض ويحقنونه بالإبر المؤلمة ويدخلونه الأقفاص الضيقة ثم يبيعونه في الأسواق
‏ثم يصل إلى المنزل فلا يجد من المرأة إلا اللطف والحنان بل يجد أنها هي من تطعمه وتنظفه وإذازمجر عليها تخافه
‏فيربط العنف بالرجال فيتوجس منهم خيفة ويربط اللطف بالنساء فيكون ميوله إلى النساء واضحاً .

ودمتم سالمين


️كوكاتو ملوكان حبٌ وحنان️