وَيَومٌ عَنْ يَـومٍ تَزَايِدَ الشَارِبُونَ ، وَكَثُـرَ مَنْ أُصِيبَ بِـ الجُنُـونِ
وَكانَ المَجانِينُ يَجتَمِعُـونَ وَيتحَدَثُـونَ بِـ [ لُغَةٍ لـا يَفهَمُهَا العُقَلـاءِ ]
عِندَهَـا وَاجَهَ المَلِكُ الطَاعُونَ وَحَارَبَ الجُنُـونَ
حَتَى إذَا مَا أتَىْ صَبَاحَ يَومٍ استَيقَـظَ وَإذَا بِـ { المَلِـكَةُ قَد جُـنَتْ }
وَصَارَتْ المَلِكَـةُ تَجتَمِعُ مَعَ ثُلـةِ المَجَانِينْ ، تَشتَكِيْ مِنْ جُنونِ المَلِكْ : )
وَهَكذَا هُوَ حَالُ المَجَانِيـنْ ، حِينَ يَرونَ بِأنفُسِهِمْ { أعقَلُ العُقَـلـاءِ } : )
نَادَىْ المَلِكُ بِالوَزِيـرِ : يَا وَزِيـر ، المَلِكَـةُ جُنَت ، أينَ كَانَ الحَرَسُ ؟
الوَزِيـرُ : قَد جُنَّ الحَرَسُ يَا مَولـايَ المَلِكْ !
جُنُواْ ؟؟
إذَنْ إذهَبْ أطلُبَ الطَبيبَ فَورَاً
الوَزِيـرُ : قَد جُنَّ الطَبيبُ يَا مَـولـايَ
المَلِكُ : مَا هَذَا المُصَابْ ؟ ، كُلُهُمْ جُنُوا ، لَمْ يَبـقَيْ أحَدٌ فِيْ هَذِهِ المَدينَـةِ لَمْ يُجَنْ ؟!
الوَزِيـرُ : للـأسَفِ يَا مَولـايَ ، لَمْ يَبقَىْ أحَـدٌ فِيْ هَذِهِ المَدينَةِ لَم يُجَنْ ، سِوَايَ أنَا وَأنتْ
المَلِكُ : يَا إلهِـيْ ، أأحُكُمُ [ مَدِينـةٌ مِنْ المَجَانِينِ ] ؟!
الوَزِيـرُ : عُذرَاً يَا مَولـايَ ، أنّكَ تَحكُمَ العُقَـلـاءْ ، فَـ المَجَانِين يَدَّعُونَ أنَهُمْ هُم العُقَلـاءْ
وَلـا يُوجَدُ فِيْ هَذِهِ المَدِينـَةِ مَجنُونٌ ، سِوَايَ أنَا وَأنتَ !
المَلِكُ : مَا هَذَا الهُـرَاءْ !
الوَزيـرُ : أتَرَىْ كُلَ هـؤلـاْ المَجَانِينْ سَيقُولُـونَ عَنْ أنفُسِهِمْ أنَهُمْ مَجَانِيـنْ !!
إنَهُم لـا يَرَونَ الجُنُونْ الـإ بِنَا نَحـنُ ، أنَا وَأنتْ
المَلِـكُ : أتَرَانَا مَجنُونَانِ وَنَحنُ لَمْ نَشرَبْ مِنْ نهَـرِ الجُنُونِ ؟!
مَا نَحنُ يَا مَولـايَ إلـإ [ حَبتَا رَمـْلٍ ] الآنْ
المَجَانِيـنُ فِيْ المَدِينَـةِ كُثُرْ ، هُم مَنْ يَملِكُونَ الحَقَ وَالعَقـلَ وَالفَضِيلَةَ
هُم الآنَ مَنْ يَضَعُونَ [ الحَدَ الفَاصِلَ بَينَ العَقلِ وَالجُنـُونِ ]
هُنـَا قَالَ المَلِـكُ : يَا وَزِيـرُ، أغَدِقْ عَليَّ بِـ كَأسٍ مِنْ النَهـرِ
إنَّ الجُنـونَ بِحَقٍ :
[ أنْ تَظَـلَ عَاقِلـاً فِيْ دُنيـَا المَجَانِينْ ]
خَيَارَانْ ، [ أحلـاهُمَا مُرٌ ] ، كَانَ المَلِكُ أمَامَهُمَـا
أيَتمَسَكُ بِـ عَقلِهِ ، كِيْ يَكُونَ عَاقِلـاً فِيْ مُجتَمَعٍ مَجنُـونٍ
أمْ يَضرِبْ عَقلـانِيَتَهُ بِـ [ سَوطِ الجُنُـونِ ] ، كِيْ تُسَايَرَ مَنْ حَولِكَ
وَلـا تَدَعَ { لَلـمَجَانِينَ } فُرصَـةً لِـ نَبـذِكَ
فَـ يَنفِرُونَ مِنكَ وَيَتَهِمُـوكَ بِـ [ الشُذوذِ وَالـإنحِرَافِ ]
{ تِلكَ هـيَ حَيَاة بَعضِنَـا }
عِندَمَا تَنفَـرِدُ بِـ [ قَنَاعَةٍ ] تَختَـلِفُ عَنْ كُلِ قنَاعَاتِ الآخَرِينْ
عَندمَا يَكُونَ [ سَقفَ طُمُوحِـكَ ] مُرتَفِـعٌ جِدَاً عَنْ الوَاقِـعِ المُحِيطُ بِكَ
حِينَهَـا ، هَل سَتَتمَسَكُ بِـ [ طُمُوحِكَ ، بِـ قَنَاعَاتِكَ ، بِـ شُموخِكَ ، بِـ إستِقلـالِ ذَاتِكَ ] ؟
أمْ سَتستَلِـمُ للـآخَرِينَ ، وَتخضَعُ لِلـوَاقِعِ لِـ تَشرَبَ مِنْ نَفسِ كَأسِ المَلِكِ ؟!
رُبَمَا كَانَ مِنْ الحَمَاقَـةِ أنْ تَـظَلَ عَاقِـلـاً فِيْ بِيـئَةِ المَجَانِيـنِ !
او ربما من الحماقة ان تكون مجنون مع المجانين
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كالعادة مسروق من منتدى اخر تئبشوني ابش
